عيد الأم في سوريا..كيف يحتفل القتلى بأمهاتهم الثكلى؟
جو 24 : اعتاد السوريون الاحتفال بعيد الأم الموافق في 21 آذار/مارس منذ سنوات طويلة. واعتبر هذا اليوم بمثابة عطلة رسمية في تسعينيات القرن الماضي، إذ أصبح منافساً في شعبيته للأعياد الدينية، حيث يحتفل غالبية السوريين بجميع خلفياتهم بهذا العيد.
ويأتي العيد في العام 2014 بعد أيام قليلة من دخول الأزمة السورية عامها الرابع، تلك الأزمة التي تحوّلت إلى حرب حقيقية، وفقدت بسببها آلاف الأمهات أبنائهن.
وقالت الصحافية راما الجرمقاني لـ CNN بالعربية: "حرصنا كمجموعة من الناشطين، والزملاء في مجموعة (بكّفي) على توجيه رسائل للأم السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي، ولم تكن تلك الرسائل تحمل كلمات الرثاء، أو العزاء، بل توجهنا إليها بصفتها حامية سوريا الحقيقية، كي لا تُعلّمَ أولادها القتل، وأن تتحمل مسؤوليتها، وتدرك أهميّة دورها في هذا المجال."
وأضافت الجرمقاني: "أطلقنا حملة خلال العام 2014 لتوقيع بيان بين (8 و21 آذار) من أجل دعم المرأة السورية، وتمكينها اقتصادياً، وأمنياً، وسياسياً، وتحييدها عن النزاعات، وعدم التعرض لها، وتعديل القوانين السورية، ما يسمح لها بالحصول على حقوقها بشكل أكبر."
ويكتسب يوم عيد الأم رمزية كبيرة لدى السوريين فيما يتعلق باجتماع العائلة حول الأم، للاحتفاء بها. واعتادت راما أيضاً منذ طفولتها على الاحتفال مع عائلتها بهذه المناسبة "مهما كانت الظروف"، حيث يدعى الجميع إلى تناول وجبة الغذاء في منزل الخالة الأكبر سناً، لكن، بوصفها ناشطة في مجال حقوق المرأة بدأت تولي اهتماماً أكبر بيوم المرأة العالمي، للتوعية بحقوقها، بينما أصبح "عيد الأم مناسبة أكثر ارتباطاً بالذاكرة."
ولم ير الطالب الجامعي المقيم في دمشق سعيد خوري والدته منذ حوالي الثلاثة أشهر، وبالنسبة إليه أيضاً يبدو عيد الأم ذكرى سنوية اعتاد الاحتفال بها مع عائلته، لكنّه لم يتمكن من ذلك خلال العام الحالي. وأوضح سعيد لـ CNN بالعربية السبب قائلاً: "والدتي علقت في مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا، وذلك بعد أن ذهبت لزيارة والدتها المريضة هناك، والتي لم تتمكن من زيارتها، بسبب الأوضاع في سوريا منذ ثلاث سنوات."
ولا يعتبر سوء أوضاع الجدة الصحيّة، هو فقط ما يمنع والدة سعيد خوري من العودة في هذه المرحلة، إذ أن "هناك الكثير من المصاعب في السفر على الطريق بين حماه والحسكة."
بدوره، لم ير الشاب السوري والناشط في منظمة جذور للمجتمع المدني ميرفان أيانة أهله منذ قرابة العام، إذ اضطرت إلى النزوح إلى تركيا بعد أن دخلت فصائل تابعة للمعارضة المسلحّة إلى منطقة "رأس العين"، بحسب ما قال.
ورغم أن أيانة يحنّ إلى أهله في يوم عيد الأم، حيث يحتفل الأكراد السوريين بعيدي "النوروز" و"الأم"، إلا أنه قال لـ CNN بالعربية: "المهم أن عائلتي، وأمي بخير، فهناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم بسبب الأحداث."
ويتذكر ميرفان أيانة طقوس الاحتفالات فيما مضى، كتحضير الطعام قبل يوم من الاحتفال الليلي في الشوارع، وإنارة الشموع، والتوجه مع العائلة في صباح يوم عيد الأم، إلى مكان تجمع الأكراد احتفالاً بالـ"نوروز." وأوضح ميرفان: "بغض النظر عن العيد بحد ذاته، فكان كافياً أن ترى والدتك كل يوم، لكن ما يجعلني أكثر صبراً، هو أن والدتي ما تزال بخير، ولا بد لنا أن نلتقي يوماً."
وبهذه المناسبة، اقترحت مبادرة "دوبارة" الإلكترونية لتقديم الخدمات الاجتماعية للسوريين، عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك"، أن يقوم الشباب بجمع أصدقائهم، والقيام بزيارات إلى أي تجمع للأسر السورية النازحة بسبب الحرب والجلوس مع أم سورية ومعايدتها، والحديث إليها، لتشعر أن هناك من يقف إلى جانبها. كذلك، تقدم "الجمعية السورية للمعلوماتية" هديّة من نوعٍ خاص هي عبارة عن دورة مجانية باسم "التواصل الالكتروني للأمهات."
وفي العالم الحقيقي، بعيداً عن العالم الافتراضي، فتكتظ الأسواق في دمشق بالزبائن لشراء هدايا عيد الأم.
وقال زياد قشّاش أحد العاملين في متاجر منطقة "الطلياني" في العاصمة السورية، إنّ نسبة المبيعات زادت في المحل الذي يعمل به بما يزيد على الـ20 في المائة منذ 15 آذار/مارس، بسبب الاقبال على شراء هديةّ عيد الأم، وبالتزامن أيضاً مع موسم التنزيلات، حيث تمنح المحال التجارية في هذا الموسم حسومات على أسعارها قد تصل إلى 50 في المائة.
أما ربيع كنج مدير إحدى العلامات التجارية في تلك الشركات، أكّد لـ CNN بالعربية أن حجم الطلب على ماركات الماكياج التي تستوردها شركته زادت بنسبةٍ كبيرة منذ بداية العام 2014، مقارنة بالركود الذي شهدته البضائع خلال العام الماضي، حيث حقتت نسب مبيعات قياسية في عيد الحب، ما شكل مفاجأة بالنسبة إلهم، ودفعهم إلى تقديم المزيد من العروض في عيد الأم.
وِأشار كنج إلى أن "استقرار سعر صرف الليرة السورية منذ بداية السنة" ساعدهم على تخفيض الأسعار، وتقديم المزيد من العروض، لافتاً إلى أن الناس "اعتادوا على الأوضاع، لتصبح الأزمة جزءاً من حياتهم." "سي ان ان "
ويأتي العيد في العام 2014 بعد أيام قليلة من دخول الأزمة السورية عامها الرابع، تلك الأزمة التي تحوّلت إلى حرب حقيقية، وفقدت بسببها آلاف الأمهات أبنائهن.
وقالت الصحافية راما الجرمقاني لـ CNN بالعربية: "حرصنا كمجموعة من الناشطين، والزملاء في مجموعة (بكّفي) على توجيه رسائل للأم السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي، ولم تكن تلك الرسائل تحمل كلمات الرثاء، أو العزاء، بل توجهنا إليها بصفتها حامية سوريا الحقيقية، كي لا تُعلّمَ أولادها القتل، وأن تتحمل مسؤوليتها، وتدرك أهميّة دورها في هذا المجال."
وأضافت الجرمقاني: "أطلقنا حملة خلال العام 2014 لتوقيع بيان بين (8 و21 آذار) من أجل دعم المرأة السورية، وتمكينها اقتصادياً، وأمنياً، وسياسياً، وتحييدها عن النزاعات، وعدم التعرض لها، وتعديل القوانين السورية، ما يسمح لها بالحصول على حقوقها بشكل أكبر."
ويكتسب يوم عيد الأم رمزية كبيرة لدى السوريين فيما يتعلق باجتماع العائلة حول الأم، للاحتفاء بها. واعتادت راما أيضاً منذ طفولتها على الاحتفال مع عائلتها بهذه المناسبة "مهما كانت الظروف"، حيث يدعى الجميع إلى تناول وجبة الغذاء في منزل الخالة الأكبر سناً، لكن، بوصفها ناشطة في مجال حقوق المرأة بدأت تولي اهتماماً أكبر بيوم المرأة العالمي، للتوعية بحقوقها، بينما أصبح "عيد الأم مناسبة أكثر ارتباطاً بالذاكرة."
ولم ير الطالب الجامعي المقيم في دمشق سعيد خوري والدته منذ حوالي الثلاثة أشهر، وبالنسبة إليه أيضاً يبدو عيد الأم ذكرى سنوية اعتاد الاحتفال بها مع عائلته، لكنّه لم يتمكن من ذلك خلال العام الحالي. وأوضح سعيد لـ CNN بالعربية السبب قائلاً: "والدتي علقت في مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا، وذلك بعد أن ذهبت لزيارة والدتها المريضة هناك، والتي لم تتمكن من زيارتها، بسبب الأوضاع في سوريا منذ ثلاث سنوات."
ولا يعتبر سوء أوضاع الجدة الصحيّة، هو فقط ما يمنع والدة سعيد خوري من العودة في هذه المرحلة، إذ أن "هناك الكثير من المصاعب في السفر على الطريق بين حماه والحسكة."
بدوره، لم ير الشاب السوري والناشط في منظمة جذور للمجتمع المدني ميرفان أيانة أهله منذ قرابة العام، إذ اضطرت إلى النزوح إلى تركيا بعد أن دخلت فصائل تابعة للمعارضة المسلحّة إلى منطقة "رأس العين"، بحسب ما قال.
ورغم أن أيانة يحنّ إلى أهله في يوم عيد الأم، حيث يحتفل الأكراد السوريين بعيدي "النوروز" و"الأم"، إلا أنه قال لـ CNN بالعربية: "المهم أن عائلتي، وأمي بخير، فهناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم بسبب الأحداث."
ويتذكر ميرفان أيانة طقوس الاحتفالات فيما مضى، كتحضير الطعام قبل يوم من الاحتفال الليلي في الشوارع، وإنارة الشموع، والتوجه مع العائلة في صباح يوم عيد الأم، إلى مكان تجمع الأكراد احتفالاً بالـ"نوروز." وأوضح ميرفان: "بغض النظر عن العيد بحد ذاته، فكان كافياً أن ترى والدتك كل يوم، لكن ما يجعلني أكثر صبراً، هو أن والدتي ما تزال بخير، ولا بد لنا أن نلتقي يوماً."
وبهذه المناسبة، اقترحت مبادرة "دوبارة" الإلكترونية لتقديم الخدمات الاجتماعية للسوريين، عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك"، أن يقوم الشباب بجمع أصدقائهم، والقيام بزيارات إلى أي تجمع للأسر السورية النازحة بسبب الحرب والجلوس مع أم سورية ومعايدتها، والحديث إليها، لتشعر أن هناك من يقف إلى جانبها. كذلك، تقدم "الجمعية السورية للمعلوماتية" هديّة من نوعٍ خاص هي عبارة عن دورة مجانية باسم "التواصل الالكتروني للأمهات."
وفي العالم الحقيقي، بعيداً عن العالم الافتراضي، فتكتظ الأسواق في دمشق بالزبائن لشراء هدايا عيد الأم.
وقال زياد قشّاش أحد العاملين في متاجر منطقة "الطلياني" في العاصمة السورية، إنّ نسبة المبيعات زادت في المحل الذي يعمل به بما يزيد على الـ20 في المائة منذ 15 آذار/مارس، بسبب الاقبال على شراء هديةّ عيد الأم، وبالتزامن أيضاً مع موسم التنزيلات، حيث تمنح المحال التجارية في هذا الموسم حسومات على أسعارها قد تصل إلى 50 في المائة.
أما ربيع كنج مدير إحدى العلامات التجارية في تلك الشركات، أكّد لـ CNN بالعربية أن حجم الطلب على ماركات الماكياج التي تستوردها شركته زادت بنسبةٍ كبيرة منذ بداية العام 2014، مقارنة بالركود الذي شهدته البضائع خلال العام الماضي، حيث حقتت نسب مبيعات قياسية في عيد الحب، ما شكل مفاجأة بالنسبة إلهم، ودفعهم إلى تقديم المزيد من العروض في عيد الأم.
وِأشار كنج إلى أن "استقرار سعر صرف الليرة السورية منذ بداية السنة" ساعدهم على تخفيض الأسعار، وتقديم المزيد من العروض، لافتاً إلى أن الناس "اعتادوا على الأوضاع، لتصبح الأزمة جزءاً من حياتهم." "سي ان ان "