كيف تقضين على الملل في علاقتك الزوجية؟
بداية ينصح علماء الطب النفسي والاجتماعي كل زوجين بعدم التوقف عن الاهتمام بحياتهما الزوجية والبحث عما يسعدهما، والبعد عما ينغص عليهما حياتهما؛ ما يضمن لهما الوفاق والاستمرار، وما يسير بهما لطريق الملل فالانهيار، في هذا الشأن كان لقاؤنا مع الدكتورة عزة كريم، الاستشارية بالمركز القومي التي وضعت بعض الإشارات التحذيرية يستطيع كل زوجين الإحساس بها.. ومنها يُفهم أن الملل بدأ يتسرب والأمور لا تسير على مايرام.
علامات الملل
لا مكان للضحكة: توقفت لحظات السمر، ومتعة قضاء الأوقات السعيدة معا، لم يعد للضحك مكان بينكما، وإن تحول الحديث مع صديق أو صديقة تمتلئ نبرات الصوت فجأة بالمرح والحيوية، وتتعالى الضحكات.
ما أتعس العودة للبيت: وهو شعور ينتاب الزوجين معًا بعد قضاء ساعات طويلة في العمل، أو زيارة لبيت الأسرة الأولى؛ فالزوج مثلا يعود متأخرًا، وإن جلس بالبيت فهو مشغول بالفضائيات، أو دعوة الأصدقاء، وعند المساء يُبكر في النوم وحيدًا، أو ينتظر خلود زوجته للنوم ليدخل الغرفة!
كتاب مغلق: نعم! أسراركما لم تعد كتابًا مفتوحًا لبعضكما البعض. إنما هي للأصدقاء أو الصديقات. والأسوأ عندما يكون الصديق من الجنس الآخر، ويكون الحكي عن خصوصيات شريك الحياة.
العلاقة الحميمة راكدة: المعتاد أن تصعد أسهمها حينًا، وتنزل إلى حد الامتناع فترة من الوقت، ولكن الخوف عندما تتحول إلى عمل ميكانيكي لا جاذبية فيه ولا مشاعر! العلاقة الزوجية الحميمة ليست كل شيء لكنها تحافظ إلى حد كبير على بقاء مشاعر جميلة هادئة بينكما، وركودها يولد البغض، ويجعلك تتّسقطين الأخطاء للآخر وتتحفزين له.
توقف شريط الذكريات: وهى إشارة إلى تحول كبير في المشاعر؛ فعدم استعادة ذكريات الماضي، والتمتع بمشاهدة الصور والأفلام والمواقف التي جمعتكما قبل سنوات تعمل على إضعاف العلاقة بينكما.
وكأنك تعرفين كل شيء عنه.. هذا الشعور الذي تحسينه عن زوجك، ونطقت به بعد سنوات طويلة لهو دليل على أنه لم يعد هناك ما يدهشك، أو ما تتعلمينه من زوجك، ما يفقد من معنى الزواج الكثير، فما أجمل أن يفاجئك زوجك بفكرة جميلة، بنزهة، بدعوة إلى الأوبرا، وما أمتع الشعور بالإعجاب والدهشة لحديث يأتي به زوجك.
شجار يدوم ويدوم: خبراء الشؤون الزوجية يؤيدون اختلاف الآراء بين الزوجين بشرط عدم الإيذاء النفسي أو التهديد، ولكن أن يتحول الخلاف في كل مرة إلى مشاحنات وتبادل للتهم فهذا دليل على شعور بالملل ووجود خطأ في حياتكما الزوجية، فاحذري.
لا اهتمامات مشتركة: قد يصل الأمر إلى توقف البحث عن هوايات وأنشطة مشتركة تجمعكما وتقربكما، وهي إشارة إلى قطيعة تامة وإحساس بالملل تجاه كل منكما للآخر. وهنا يصبح الزواج في خطر.
تتمنين له الخطأ: وبهذا تكونين قد بدأت تبحثين عن أسوأ ما في زوجك لتنتقديه وتحفزي نفسك على النفور منه، حتى أشياؤه الصغيرة التي كان يفعلها وتعودت -أنت ـ عليها بدأت تثير اشمئزازك... احذري العلاقة تسير نحو حافة الخطر.
حياة اجتماعية راكدة: وهذا يعنى أنك بت لا ترحبين بتقديم صداقاتك الجديدة إلى زوجك، لا تدعينه لمشاركتك حياتك الاجتماعية الخاصة.. مع الأهل أو الصديقات الجدد. وهذه هي ذروة الإحساس بالملل تجاه ما يقوله زوجك أو يفعله.
9 حلول بعد المواجهة
ختمت بها الدكتورة عزة كريم كلامها، بحلول لتسترشد بها كل زوجة تريد البعد عن شبح الملل وتتمنى لحياتها الزوجية السعادة والدوام.
1 - قومي بإعادة تقييم لذاتك وعلاقتك بزوجك، وواجهي الملل بالتزود بالجديد والغريب معًا بالقراءة ومشاهدة الأفلام، باتباع بعض البرامج أو ممارسة هواية جديدة لتصبح مادة لحديثك.
2 - كوني جريئة وصريحة، اعرضي مخاوفك وعلامات الملل التي تحسينها وتشاهدينها على زوجك بتعقل ووضوح يوحي بالرغبة في الإصلاح والتواصل من جديد.
3 - كوني شجاعة مع نفسك واطرحي عليها بعض التغيرات، وحاولي تنفيذها، واعرضي على زوجك-أيضًا- ما يتناسب وطاقاته لتخرجا من الأزمة.
4 - ابذلي مجهودًا؛ تنازلي عن بعض راحتك، وقومي بتنفيذ ما يجلب السعادة لك ولزوجك؛ لمسة حانية، كلمة حب جديدة وجريئة، دعوة على العشاء... واتركيه يتساءل ويندهش مما يحدث حوله.
5 - عودي نفسك على الاستمتاع بصحبة زوجك من جديد، وأكثري من الخروج معه، لا يهم إن كان عشاءً فاخرًا أو المكان غالي الثمن، جولة بالسيارة تكفي، زجاجة من العصير داخل العربة جميل، المهم ما تشعرين من سعادة.
6 - اهتمي وأضيفي الجديد إلى علاقتكما الحميمة، فالأمر لا يحتاج إلى خبرة أو قراءة خاصة بقدر ما يحتاج الأمر إلى إبداء الحب والاهتمام وبذل الجهد للشريك.
7 - خصصي وقتًا مناسبًا كل يوم للحديث مع زوجك وكوب من الشاي... احكي له عما مر بيومك وما تنوين فعله، ماذا فعل الصغار؟ ومن ضايقك أكثر؟
8 - تعودي على الاستماع النشط لكل ما يقوله ويحكيه لك زوجك، بمعنى: أنصتي بحب واهتمام، تجاوبي مع ما يقوله وأعطيه رأيك الخاص؛ لتشعريه بالتجاوب.
9 - لا تتمسكي دائمًا بالعقل والتريث فيما تقولين وتفعلين مع زوجك، وأطلقي الطفل المحبوس بداخلك.. الطفل المرح المعترض.. المتمسك بغير المعقول؛ مما يضفى جوًا من المرح والشغب الودود بالبيت.