احذروا.. اليوم الاول من نيسان!
جو 24 : قد يغفل البعض عن اول نيسان او ما يسمى ب «كذبة نيسان» نتيجة انشغالهم بأمور حياتهم، الا ان هنالك افرادا في كل المجتمعات يترصدون بشكل دائم الى هذا اليوم ليحبكوا حكاية كاذبة لم تكن بحسبان الطرف الاخر، الطرف الاخر او ضحية الكذبة يصدق ما يقلونه وتصدر عنه ردود فعل مختلفة.
والطريف في كذبة أول نيسان أنها تساوي ما بين العظماء والصعاليك، والأغنياء والفقراء، ولا احد يميز ان هنالك فخ يجري في هذا اليوم، و»كذبة نيسان» باتت بمثابة الثقافة الساخرة التي ينتهجها الناس في كل أنحاء العالم في الأول من نيسان، وإن اختلفت مسميات ضحاياها، فهو «أحمق نيسان» في ألمانيا، و»مغفل نيسان» في إنكلترا، و»سمكة أبريل» في فرنسا، وهكذا تتم السخرية ممن يتعرضون لمقالب «كذبة نيسان» في كل بلاد الدنيا.
يقول مراد سالم: «في حقيقة الامر لم اعد اعرف ماهو تاريخ اليوم الذي اعيشه لذلك من السهل جدا ان اقع ضحية احد اصدقائي او ممن يحيطون بي، ولكن الذي اعرفه جيدا انني لم اعد اصدق احدا نتيجة الظروف التي عشتها واصبحت اتفحص الكلام جيدا قبل ان اصدقه».
ويضيف مراد:» الكذب سلوك مذموم ولا تحمد عقباه الا انه شائع بين الناس، قبل سنوات اصيبت خالتي بجلطة قلبية لان احد افراد العائلة قرر ان يخبرها هاتفيا ان ابنها المغترب لقد دهس وحالته صعبة، بعد هذا الموقف اصبحت العائلة كلها حذرة اتجاه هذا اليوم، مشاعر الناس وحياتهم يجب ان تكون بهذا التهاون!».
ربى سعيد ترى انها في السنة الماضية تعرضت الى كذبة جميلة واصبحت تتذكر ان هذا التاريخ ممكن ان تتعرض له الى مقلب لم تحسب له حساب، تضيف ربى :» لقد كنت بالجامعة وقدمت احد الامتحانات الصعبة التي تقرر مصير اتجاهي في الجامعة واخبرتني صديقتي بأنني نجحت، ولكن الجميل في القصة انني فعلا نجحت، اتخيل لو ان النتيجة كانت بعكس الكذبة لاصبت باحباط شديد، ولكن من الممكن ان فال صديقتي الجيد هو الذي حصل».
الكذب سمة المستضعفين
تقول الاخصائية النفسية مروة صلاح أن الكذب صفة شائعة بين البشر، وتثبت كل الأدلة أن المرأة أكثر استخداما للكذب من الرجل، ويرجع السبب إلى عاملين، أولهما نفسي عاطفي. فالمرأة أكثر عاطفية من الرجل، ولان الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من ارتباطها بالجانب العقلاني، فالنتيجة الطبيعية أن تكون المرأة أكثر كذبا من الرجل. أماالعامل الثاني فهو أن الكذب بصفة عامة هو سمة المستضعفين، والإنسان غالبا ما يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالضعف أو الاضطهاد وللهروب من واقع أليم يعيشه».
الاستاذ الدكتور حسين الخزاعي في جامعة البلقاء التطبيقية ان كذبة نيسان هي «خدعة ومزحة» تمارس في مطلع شهر نيسان من كل عام وهي موروث ثقافي وشعبي وتقليد اعمى تناقله الابناء عن الاجداد، واعتبر من المسلمات وبدون ان يخضع هذا السلوك الاجتماعي الى الرفض وعدم القبول وخاصة ان الكذب قيمة اجتماعية مرفوضة ومنفرة في المجتمع
الكذب الجميل
وحذر الدكتور الخزاعي افراد المجتمع من المبالغة في هذا المزح او الكذب الابيض في هذا اليوم او زيادة»العيار»في المزاح والخداع مع الاصدقاء او الاقارب او الجيران او في بيئة العمل والبعد كل البعد عن المزاح المحزن او الذي يسبب الارق والقلق والألم مثل الابلاغ عن مريض او وفاة او حادث سير او اصابة محزنة، وفي هذا الصدد يقول الخزاعي بما انه موروث اجتماعي وثقافي ولا نستطيع التخلص منه بسهوله» تبادلوا المزاح بأخبار سارة ومفرحة ينتظرها الجميع مثل»زواج، انجاب مواليد، ترفيع، ترقيه، بعثة دراسية، شراء بيت او شراء سيارة، دعوة عزومة على غداء او عشاء.
وعن سبب تصديق الناس لهذا الكذب في هذا اليوم يقول الخزاعي: إن انشغال الناس في امور الحياة الكثيرة ومطالبها التي تعقدت ادى الى ان ينسى الناس عد الايام او الاشهر او الساعات، كما ان الاصدقاء الذين يمارسون المزاح او الكذب في هذا اليوم مع اصدقائهم يعرفون جيدا ماذا ينتظر كل واحد منهم او ما هي طموحاته لذا يبادرون الى ابلاغهم عن اشياء ينتظرها كل واحد منهم لهذا ينجح»المزيحه»بتمرير مزحاتهم الى اصدقائهم الذين يستقبلون الكذبة بفرح وسرور وبهجة وينسون ان الموضوع كله»خدعة نيسان» او مزحة من صديقهم لتبدأ بعدها سلسلة المعاتبات جراء هذه الخدعة.
تقليد اوروبي
«كذبة نيسان» تقليد أوروبي قديم قائم على المزاح، يقوم خلاله الناس بإطلاق الأكاذيب أو الشائعات التي سرعان ما يبددونها ويعترفون بأنها غير صحيحة، وقد أرادوا من خلالها الإيقاع بالآخر. وتذكر كتب التاريخ أن هذه العادة بدأت في فرنسا، بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع العام 1565، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وكان قراره ذاك قد أذيع بين الناس في الأول من نيسان ثم عاد عنه. وهكذا أطلق الناس في العام الذي تلاه يوم 1 نيسان مجموعة شائعات انتشرت على نطاق واسع ثم تمّ تكذيبها، وانتقل هذا التقليد السنوي إلى إنكلترا واسكتلندا وغيرها».
في المقابل يرى بعض المؤرخين أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وعيد «هولي» المعروف في الهند، والذي يحتفل به الهندوس يوم 31 آذار من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهمات كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ثم يكشفون عنها مساء اليوم عينه.
وهناك باحثون يرون أن نشأة هذا التقليد تعود إلى القرون الوسطى، إذ أن شهر نيسان في هذه الحقبة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول، فيطلق سراحهم في أول الشهر!وثمة باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول نيسان انتشرت في شكل واسع بين شعوب العالم في القرن التاسع عشر.الدستور
والطريف في كذبة أول نيسان أنها تساوي ما بين العظماء والصعاليك، والأغنياء والفقراء، ولا احد يميز ان هنالك فخ يجري في هذا اليوم، و»كذبة نيسان» باتت بمثابة الثقافة الساخرة التي ينتهجها الناس في كل أنحاء العالم في الأول من نيسان، وإن اختلفت مسميات ضحاياها، فهو «أحمق نيسان» في ألمانيا، و»مغفل نيسان» في إنكلترا، و»سمكة أبريل» في فرنسا، وهكذا تتم السخرية ممن يتعرضون لمقالب «كذبة نيسان» في كل بلاد الدنيا.
يقول مراد سالم: «في حقيقة الامر لم اعد اعرف ماهو تاريخ اليوم الذي اعيشه لذلك من السهل جدا ان اقع ضحية احد اصدقائي او ممن يحيطون بي، ولكن الذي اعرفه جيدا انني لم اعد اصدق احدا نتيجة الظروف التي عشتها واصبحت اتفحص الكلام جيدا قبل ان اصدقه».
ويضيف مراد:» الكذب سلوك مذموم ولا تحمد عقباه الا انه شائع بين الناس، قبل سنوات اصيبت خالتي بجلطة قلبية لان احد افراد العائلة قرر ان يخبرها هاتفيا ان ابنها المغترب لقد دهس وحالته صعبة، بعد هذا الموقف اصبحت العائلة كلها حذرة اتجاه هذا اليوم، مشاعر الناس وحياتهم يجب ان تكون بهذا التهاون!».
ربى سعيد ترى انها في السنة الماضية تعرضت الى كذبة جميلة واصبحت تتذكر ان هذا التاريخ ممكن ان تتعرض له الى مقلب لم تحسب له حساب، تضيف ربى :» لقد كنت بالجامعة وقدمت احد الامتحانات الصعبة التي تقرر مصير اتجاهي في الجامعة واخبرتني صديقتي بأنني نجحت، ولكن الجميل في القصة انني فعلا نجحت، اتخيل لو ان النتيجة كانت بعكس الكذبة لاصبت باحباط شديد، ولكن من الممكن ان فال صديقتي الجيد هو الذي حصل».
الكذب سمة المستضعفين
تقول الاخصائية النفسية مروة صلاح أن الكذب صفة شائعة بين البشر، وتثبت كل الأدلة أن المرأة أكثر استخداما للكذب من الرجل، ويرجع السبب إلى عاملين، أولهما نفسي عاطفي. فالمرأة أكثر عاطفية من الرجل، ولان الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من ارتباطها بالجانب العقلاني، فالنتيجة الطبيعية أن تكون المرأة أكثر كذبا من الرجل. أماالعامل الثاني فهو أن الكذب بصفة عامة هو سمة المستضعفين، والإنسان غالبا ما يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالضعف أو الاضطهاد وللهروب من واقع أليم يعيشه».
الاستاذ الدكتور حسين الخزاعي في جامعة البلقاء التطبيقية ان كذبة نيسان هي «خدعة ومزحة» تمارس في مطلع شهر نيسان من كل عام وهي موروث ثقافي وشعبي وتقليد اعمى تناقله الابناء عن الاجداد، واعتبر من المسلمات وبدون ان يخضع هذا السلوك الاجتماعي الى الرفض وعدم القبول وخاصة ان الكذب قيمة اجتماعية مرفوضة ومنفرة في المجتمع
الكذب الجميل
وحذر الدكتور الخزاعي افراد المجتمع من المبالغة في هذا المزح او الكذب الابيض في هذا اليوم او زيادة»العيار»في المزاح والخداع مع الاصدقاء او الاقارب او الجيران او في بيئة العمل والبعد كل البعد عن المزاح المحزن او الذي يسبب الارق والقلق والألم مثل الابلاغ عن مريض او وفاة او حادث سير او اصابة محزنة، وفي هذا الصدد يقول الخزاعي بما انه موروث اجتماعي وثقافي ولا نستطيع التخلص منه بسهوله» تبادلوا المزاح بأخبار سارة ومفرحة ينتظرها الجميع مثل»زواج، انجاب مواليد، ترفيع، ترقيه، بعثة دراسية، شراء بيت او شراء سيارة، دعوة عزومة على غداء او عشاء.
وعن سبب تصديق الناس لهذا الكذب في هذا اليوم يقول الخزاعي: إن انشغال الناس في امور الحياة الكثيرة ومطالبها التي تعقدت ادى الى ان ينسى الناس عد الايام او الاشهر او الساعات، كما ان الاصدقاء الذين يمارسون المزاح او الكذب في هذا اليوم مع اصدقائهم يعرفون جيدا ماذا ينتظر كل واحد منهم او ما هي طموحاته لذا يبادرون الى ابلاغهم عن اشياء ينتظرها كل واحد منهم لهذا ينجح»المزيحه»بتمرير مزحاتهم الى اصدقائهم الذين يستقبلون الكذبة بفرح وسرور وبهجة وينسون ان الموضوع كله»خدعة نيسان» او مزحة من صديقهم لتبدأ بعدها سلسلة المعاتبات جراء هذه الخدعة.
تقليد اوروبي
«كذبة نيسان» تقليد أوروبي قديم قائم على المزاح، يقوم خلاله الناس بإطلاق الأكاذيب أو الشائعات التي سرعان ما يبددونها ويعترفون بأنها غير صحيحة، وقد أرادوا من خلالها الإيقاع بالآخر. وتذكر كتب التاريخ أن هذه العادة بدأت في فرنسا، بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع العام 1565، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وكان قراره ذاك قد أذيع بين الناس في الأول من نيسان ثم عاد عنه. وهكذا أطلق الناس في العام الذي تلاه يوم 1 نيسان مجموعة شائعات انتشرت على نطاق واسع ثم تمّ تكذيبها، وانتقل هذا التقليد السنوي إلى إنكلترا واسكتلندا وغيرها».
في المقابل يرى بعض المؤرخين أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وعيد «هولي» المعروف في الهند، والذي يحتفل به الهندوس يوم 31 آذار من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهمات كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ثم يكشفون عنها مساء اليوم عينه.
وهناك باحثون يرون أن نشأة هذا التقليد تعود إلى القرون الوسطى، إذ أن شهر نيسان في هذه الحقبة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول، فيطلق سراحهم في أول الشهر!وثمة باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول نيسان انتشرت في شكل واسع بين شعوب العالم في القرن التاسع عشر.الدستور