"العمل الاسلامي" لـ النسور: لا نتفق معك..
أصدر حزب جبهة العمل الإسلامي تصريحا صحفيا أكد فيه على ضرورة تغليظ العقوبة على سرقة السيارات، وسحب صلاحيات الوزراء والأمناء في الإنتدابات ونقل الموظفين.
وكان المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي قد عقد اجتماعه الدوري، وبعد التداول في القضايا المدرجة على جدول الأعمال، خلص المجتمعون إلى ما يلي :
1. تغليظ العقوبة على سرقة السيارات :
لما كانت سرقة السيارات ظاهرة خطيرة فقد بات لزاماً على الحكومة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لوضع حد لها. وبمناسبة تغليظ العقوبة على جريمة سرقة السيارات فإننا إذ نرحب بهذا التوجه لنطالب بأن تطال العقوبة المتعاونين مع سارقي السيارات، حيث تواترت الروايات التي تؤكد أن هنالك شركاء في هذه الجريمة ويتحتم أن تطالهم العقوبة جميعاً. وفي الوقت ذاته فإن العقوبة الرادعة ينبغي أن يتزامن معها حملة ثقافية تشارك فيها الوزارات المعنية بالتوجيه الوطني كوزارة الأوقاف والتربية والتعليم وأجهزة الإعلام الرسمية وغير الرسمية تركز على حرمة السرقة وعلى تناقضها مع القيم الوطنية والإنسانية .
2. سحب صلاحيات الوزراء والأمناء في الانتدابات ونقل الموظفين :
يؤكد الحزب على ضرورة الالتزام بمعايير العدالة والنزاهة والشفافية في التعيينات والترقيات والانتدابات وأن لا تترك للأهواء والأمزجة. وفي الوقت ذاته لا يتفق الحزب مع قرار دولة رئيس الوزراء بسحب صلاحيات الوزراء والأمناء في الانتدابات ونقل الموظفين لأن ذلك يعني تركيز الصلاحيات في يد رئيس الوزراء وهذا لا يتفق مع التوجه نحو اللامركزية، ويعيق عمله كرئيس للوزراء، ما يضطره إلى إناطة هذه المهام بأحد الوزراء، وهنا تضيع الغاية. ويؤكد الحزب أن العدالة والنزاهة وتكافؤ الفرص تقتضي أن تكون هناك معايير واضحة ومحددة وملتزم بها كما تقتضي تفعيل دور الأجهزة الرقابية كمجلس النواب وديوان المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد، وقبل ذلك كله حسن اختيار الفريق الوزاري على قاعدة ( يا أبت استئجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) .
3. القضية الفلسطينية :
بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود بسبب تعنت حكومة العدو وتطابق الموقفين الأمريكي والصهيوني وهو ما حذرنا منه مراراً وتكراراً فقد تعين على السلطة الفلسطينية أن تحترم إرادة الشعب الفلسطيني بإنهاء التنسيق الأمني مع العدو، والتوقف عن ملاحقة المقاومين، والتوجه نحو تحقيق مصالحة وطنية على قاعدة ما اتفق عليه من إعادة بناء منظمة التحرير على قاعدة الشراكة بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني، وبناء الأجهزة الفلسطينية على أسس وطنية نضالية، وتجريم إغلاق المعابر التي تخنق قطاع غزة وحشد جهود الشعب الفلسطيني في مشروع مقاومة عبر كل وسائل المقاومة التي عرفتها الشعوب التي انتزعت استقلالها .
4. جرائم الانقلابيين في مصر :
ما زال الانقلابيون يتجاوزون كل القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الديموقراطية في محاولة يائسة لكسر إرادة الشعب المصري، فإطلاق الرصاص الحي والغازات السامة على المتظاهرين والاعتقالات العشوائية والعودة إلى مرابطة الأجهزة الأمنية داخل الجامعات، وفصل الأساتذة والقضاة الشرفاء والتعذيب الممنهج في الإدارات الأمنية والسجون بما فيها الصعق الكهربائي والاغتصاب أصبحت موضع استنكار وإدانة من منظمات حقوق الإنسان.
وحزب جبهة العمل الإسلامي إذ يحيي الصمود الرائع لحرائر مصر وأحرارها وفي مقدمتهم طلبة الجامعات لصمودهم الرائع وسلميتهم ليدين جرائم النظام التي تستهدف الانتقام من ثورة 25 يناير، واغتصاب السلطة الشرعية، وشيطنة الأبرياء، وتمزيق الشعب المصري، كما يدين التفجيرات التي شهدتها مصر ولاسيما في الآونة الأخيرة، ويدعو إلى تحقيق نزيه يكشف حقيقة المجرمين، حيث تشير كثير من الشواهد والتقارير إلى أن جهات رسمية تقف وراء هذه الأعمال الإجرامية. كما يدين صمت المجتمع الدولي على جرائم مغتصبي السلطة التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً للدولة المصرية .
5. الوضع السوري :
ما زالت الأوضاع المأساوية للشعب السوري حيث تجاوز عدد القتلى ( 150 ) ألف مواطن وعدد اللاجئين والمهجرين تسعة ملايين، وما زالت آلة القتل والتدمير تحصد العشرات يومياً من أبناء سوريا العربية في ظل دعم مستمر على المستويين الإقليمي والدولي للنظام، بينما يقف العالم يتفرج على هذه المأساة وكأن إبادة الشعب السوري ومحو سوريا من الخريطة هدف دولي .
إننا في حزب جبهة العمل الإسلامي ندين استمرار آلة القتل والتدمير. وندين كذلك حالة العجز العربي والدولي عن إيقاف هذه المذبحة وندعو إلى تحرك عاجل على المستويين العربي والدولي لوضع حد لهذا النزيف المستمر ويمكن الشعب من إدارة شؤونه وفق إرادة حرة .
6. الوضع العراقي :
ما زال الشعب العراقي يدفع الثمن غالياً على يد الذين مكن لهم الاحتلال الأمريكي في العراق، وأطلق أيديهم للتنكيل بمخالفيهم حيث تشهد محافظة الأنبار كما تشهد محافظات أخرى حرباً حقيقية ضد المطالبين بأبسط حقوق المواطنة وفي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات ورفع القبضة الأمنية وتحقيق المساواة حتى أصبحت أخبار القتال في العراق تتصدر نشرات الأخبار. وبهذه المناسبة فإننا نضم صوتنا إلى أصوات أحرار العراق الرافضين للفرز الطائفي واستهداف العشائر والمطالبين بالإفراج عن المعتقلين وتوفير ضمانات النزاهة للعملية الانتخابية ليقبل العراقيون على انتخابات تخرجهم من المأزق الذي وضعوا فيه .
7. وفاة العلامة الأستاذ محمد قطب :
يشارك حزب جبهة العمل الإسلامي الأمتين العربية والإسلامية مشاعر الحزن لفقد العلامة والمفكر الكبير الأستاذ محمد قطب بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحيات فقد كانت مؤلفاته الرائعة التي تنم عن فقه عميق ورؤية صادقة ووعي حركي نبعاً ثراً للناشئة يعزز ثقتهم بدينهم وأهليته لإنقاذ البشرية من عذاباتها، كما أنقذها أول مرة، كما كانت محاضراته في الجامعات زاداً وفيراً لطلبته الذين تتلمذوا على يديه وأسهموا في الصحوة الإسلامية التي تعم العالم الإسلامي اليوم. ويستذكر حزب جبهة العمل الإسلامي التضحيات العظيمة التي قدمها الراحل الكبير وقبله شقيقه شهيد القرآن الأستاذ سيد قطب وآل قطب الكرام الذين وقفوا بثبات في مواجهة الحكم العسكري الذي جثم على صدر مصر قرابة ستين عاماً .
ولا يسعنا إلا أن نترحم على الفقيد الكبير وأن نعزي آل قطب الكرام ورجال الفكر والدعوة في الأمة بالمصاب الجلل، سائلين المولى عز وجل أن يأجر الأمة في مصيبتها وأن يخلفها خيراً .
عمان في: 6 جمادى الآخرة 1435هـ حزب جبهة العمل الإسلامي
الموافـــق: 6 / 4 / 2014م