الفايز للملك: إما ثورة بيضاء تقودها بنفسك أو عصيان مدني يقوده الشعب

وجه المعارض السياسي غازي أبو جنيب الفايز عبر صحفته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رسالة للملك عبدالله الثاني بعد ان سدت سبل توصيلها له عبر الديوان الملكي.
وجاء في الرسالة تحذير مما ستؤول اليه المملكة في حال لم يتم معالجة أسباب الخلل التي اوصلت البلاد لما وصلت اليها.
وقال الفايز في رسالته "نراك على فوهة بركان اقتربت ثورته وما يرعبنا أنك ومن حولك من البطانة تستعجلون الثوران وذلك بسوء إدارة من هم حولك وصمتك على ما يفعلون".
وتابع ان الملك ان صمته على الفساد برضى فتلك مصيبة وإن كنت مجبراً على الصمت فالمصيبة كبرى تتطلب من جنود للوطن وحماة له ان يتحملوا المسؤولية التاريخية وان نقوم بواجبنا الوطني بحماية الوطن وحماية الملك.
واضاف الفايز في رسالته أن شرارة الثورة قادمة وفتيلها قانون الانتخابات المنوي اقراره ونزع الفتيل بيد الملك وحده.
وتالياً نص الرسالة:
جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين , حفظك الله , و سدد على طريق الخير خطاك.
السلام عليك و رحمة الله و بركاته وبعد؛
إن ما دعاني الى اللجوء لمخاطبتك برسالة مفتوحة عبر الاثير , ماهو إلا بسبب تقصير القائمين على ديوانكم العامر , في فتح خطوط التواصل بينك و بين ابناء الشعب الاردني واحرار الأمه . فلقد حاولت مراراً و تكراراً طلب مقابلتك لشرح واقع الامر وما آلت اليه الامور في الوطن من سوء احوال البلاد والعباد , من الزوايا التي نراها نحن , وليست من الزاويه التي يراها المنافقون و المتزلفون . ولم تتح لي الفرصه لمقابلتك , كوني لست صديقاً لمن يعد برنامجك , لذلك التجأت لأرسال رسائلي لجلالتكم من خلال الديوان الملكي ومع ذلك فلم يردني أي اشعاراً بوصولها لك , فسامحني سامحك الله.
جلالة الملك ... كان الديوان الملكي العامر ملتقى لزعامات و رجالات الأردن , يلتقون فيه مع الملك و يتشاورون بما يخدم الأمة و يخرجون بتوصيات و قرارات يلمس نتائجها المواطن الاردني مباشرة . أما الآن فأصبح الديوان الملكي للأسف ملتقى لزمرة من البطانة الفاسدة يحجبون عنك المعلومة و يظللوا لك الحقيقة و يستغلون نفوذ الديوان الملكي الذي تغول على كل السلطات , وسحب الولايه العامه من رئيس الوزراء والوزراء , مما اتاح لهم الفرصه لبيع ثروات الوطن و أراضي الدولة , و عقد الصفقات المشبوهة مختبئين خلفك وملتفين بعبائتك , ومدعين أنهم بحمايتك , والله وحده أعلم .
اسمح لي يا جلالة الملك أن أكون صريحاً معك في رسالتي هذه , حيث أني لن ألجأ لتجميل العبارات تزلفاً لك , لكي لا أشعر أنني ضحكت واضحكت اعداؤك عليك , بل سأكون واضحاً وصريحاً معك , لكي لا أبكي ويبكي محبيك يوماً عليك . فيقيني أنني لن أبكي على وطني , فالوطن يرعاه الله ويحميه ابناؤه الاحرار . إن رسالتي لك هذه ناصحاً مخلصاً , لا رجياً منك جاه ولا مال ولا أخشى منك حبس او اغتيال . فالأرزاق و الأعمار بيد الله عز وجل وحده لا شريك له. اما انت وانا فلا حول لنا ولا قوه , ولا نرجوا ولا نخشى إلا الله سبحانه .
وعليه فإننا في الملتقى الوطني الاردني ومعنا أحرار الأردن نراك تجلس على فوهة بركان اقتربت ثورته ، وما يرعبنا أنك ومن حولك من البطانة تستعجلونه الثوران , وذلك بسوء إدارة من هم حولك , وصمتك على ما يفعلون , فإن كان صمتك عنهم رضى فتلك مصيبة , وإن كنت مجبراً على الصمت فالمصيبة كبرى , تتطلب منا كجنود للوطن وحماة له ان نتحمل المسؤولية التاريخية وان نقوم بواجبنا الوطني بحماية الوطن وحمايتك , كما تحمل آباؤنا و أجدادنا هذه المسؤوليه من قبل .
ان صمتك ايها القائد على تجاوزات بطانتك وانت ولي الامر والوحيد القادر على الحل , جعل المتظاهرين في الشوارع والميادين يرفعون شعارات غير مسبوقة طالت من سمعة عائلتك زوجتك وابنك , فوالله ياسيدي لو كنت مكانك لقطعت دابر الفاسدين ومن وآلآهم وحماهم , وان عجزت عنهم لاستعنت عليهم بعد الله بالشعب الاردني الوفي , وإلا تنحيت.
يا جلالة الملك منذ عام ونصف و أحرار الأردن يخرجون للشارع يطالبونك بإصلاح النظام , والاغلبيه الصامته تراقب المشهد برضى تام . والمؤلم أنك لم تلتفت اليهم واعتبرت ان معركتك هي مع الدول المانحه التي تربط المساعدات باجراء اصلاحات داخليه فقط . فشكلت اللجان التي خرجت بإصلاحات دستورية وبمخرجات كقانون الاحزاب و الانتخاب , وكأنك تعتقد أن اقناع تلك الدول هو المخرج من المأزق.
لكني اوضح يا جلالة الملك أن الاصلاح الحقيقي لا يتم بهذا الاسلوب , فالاسلوب الامثل هو اقتناعك بأن الزمن قد تغير والشعب الاردني قد فاق من سُباته , وبات يطالب بتغيير النهج السياسي السائد , والتحول الى الملكيه الدستوريه البرلمانيه , لانها الضامن الوحيد لاعادة السلطة للشعب كون الامه مصدر السلطات , والمحافظ الاكيد على رمزية الملك كرأس للسلطات وليس رئيسا لها, تطبيقاً لمبدء تلازم السلطه بالمسؤوليه , واعترافك بداية بالحراك الشعبي كجزء من المعارضه الاردنيه والجلوس معهم على طاولة الحوار كشريك رئيسي في عملية الاصلاح.
سيدي.. الشعب غاضب ومحتقن بسبب سوء الاداره , وارتفاع الاسعار , والظلم الواقع عليه من بطانتكم الفاسده , و الاستخفاف بعقول الاردنيين , وصمتكم على ما يجري , وكله ناتج عن خلل بالدستور يتيح للملك التفرد بالسلطه دون تحمل اية مسؤوليه . وبما ان اعداء الوطن من خارج حدوده ينتظرون اشعال نار الفتنه للانقضاض عليه والسيطرة على مقدراته لتلك الاسباب , فان ضمان المُلك لجلالتكم هو التحول بالاردن الى الملكيه الدستوريه البرلمانيه , وهو اكرم لكم من الصمت عمن يحاولون اشعال نار فتنه يستطيع من يريد اشعالها معرفة بدايتها , لكنه لايستطيع تحديد نتائجها ,( فمن اراد امتلاك الكل , سيفقد الكل ) والكيّس من أخذ العبرة من غيره .
لقد سئم الاحرار المصطلحات الفضفاضه كالاصلاح الحقيقي ومكافحة الفساد والنزاهه والشفافيه التي يتشدق بها الرويبضه وغيرها من المصطلحات الفارغة التي تتكررعلى مسامعنا يوميا . فالاصلاح الجذري يبدء من الدستور , و الزمن كافي لإجراء اصلاحات سياسية و اقتصادية و اجتماعية وتنمويه , والشعب الاردني لديه الصبر وقوة التحمل لتجاوز الازمة الاقتصادية ان كان هناك نية جادة للاصلاح .
يا جلالة الملك , إن اقرار قانون الانتخاب دون مشاركة الحراك الشعبي وقوى المعارضه هو شرارة الثوره على النظام . فالثورات في تونس و مصر التي رفعت شعار الشعب يريد اسقاط النظام قامت نتيجةً لتعنت الأنظمة هناك , وتمترسها خلف قوانين انتخاب عقيمه , تتيح للنظام تزوير الانتخابات بغطاء قانوني , وقد حصل ما حصل .
ان احرار الاردن ينتظرون من جلالتكم الخروج لهم قبل فوات الاوان , والامر بتأجيل الانتخابات المنوي اجراؤها قبل نهاية هذا العام , ودعوة المعارضة دون استثناء الى طاولة الحوار , للتشاور والاتفاق على تعديلات جوهريةٍ وجذريةٍ للدستور , تضمن الوصول الى تشكيل حكومةٍ من اغلبية برلمانية , من خلال صناديق الإقتراع بانتخابات حره ونزيهة . وتداول السلطة بين الاغلبية والمعارضة , ومن خلال استفتاء شعبي على الدستور .
يا جلالة الملك ...ان استجابتك لمطالب الشعب لا تعتبر ضعفاً او رضوخاً منك كما تصوره لك البطانة الفاسده , التي تسعى من وراء ذلك ضمان حماية مكتسباتهم غير المشروعة . بل تعتبر انحيازاً لشعبك الذي ناضل معكم تسعون عاماً دون كللٍ او ملل او منْه . احتضن النظام وحماه , شاركه في مسيرة البناء , وضحى من أجل الوطن وقضايا الأمه . واستجابةً مطالب الشعب الشرعية والديموقراطية , يضع الاردن في مصاف الدول المتقدمة , ويضمن الأمن والاستقرار للاردن ودول الاقليم , والعيش الكريم للشعب الاردني الوفي .
يا راعي المسيره وولي الأمر... لقد شاركني بالتوقيع على هذه الرساله الف ومئتي شخصيه اردنيه من اثني عشر محافظه يمثلون مئات الألاف من احرار الاردن , الحريصون على امن الوطن واستقراره . نحن نسير نحوك خطوه وهم يبعدونك عنا خطوات لذلك بدأنا نشعر بالخطر الذي يهدد الشعب والعرش , خاصة ونحن نرى تخبط مستشاريك بالديوان في معالجة الازمة باللجؤ الى مسيرات الولاء ينفذها ازلامهم وبعض تجار الولاآت وايضا اداء القائمين على الاجهزه الامنيه وهم يلتجؤن الى البلطجيه ويختبئون خلفهم . ولادراكنا ان السفينه خرجت عن السيطره , فاننا في الملتقى الوطني الاردني ندعوا جلالتكم لقيادة ثورة بيضاء على الفاسدين ومن والاهم , ونحن من حولك نفتدي الوطن بالروح والمال والولد لأنقاذه من الطغاه ان قبلت انت ذلك , وان آثرت الصمت على مايفعلوا لاي سبب كان , فلنا الشرف بالانحياز للشعب الاردني البطل , الذي قرر تحرير ارادته واعادة ثرواته المنهوبه , بالوسائل السلميه والديموقراطيه , وذلك بدعوة الشعب لتنفيذ اعتصام مفتوح في احد ميادين عاصمتنا الحبيبه واعلان العصيان المدني حتى يصل الشعب للهدف المنشود ويحقق ما يطمح اليه .
اننا نرى شرارة الثورة قادمة وفتيلها قانون الانتخابات المنوي اقراره , ونزع الفتيل بيدك وحدك ياولي الامر , يامن اقسمت بالمحافظه على الدستور وخدمة الامه . هاهن حرائر الامه يرفعن اصواتهن ( وآآآ عبدالله )... فهل من مجيب . ونحن نناشدك بأن ترفع يدك عن بطانتك التي خانتك وخانت الوطن , واتركهم لنا نكفيك بهم , وتوجه الى شعبك الذي قبل نظامكم تسعين عاما واوفى له وحماه , فانزع فتيل الازمة قبل وصول الشراره ، ورد الجميل الى اهله , وادرك الاردنيين قبل ان لا تُدركهم . فإن فات الفوت ما ينفع الصوت . اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد , وليشهد التاريخ ان احرار الاردن رفعوا صوتهم عاليا مدويا , عندما انخفضت اصوات المرتزقه والمتزلفين .
حمى الله الاردن و أنار الله دربك.
عمان في 1762012
هاتف : 0777211611
GHAZI.ALFAYEZ@YAHOO.COM
رئيس الملتقى الوطني الاردني
غازي ابو جنيب الفايز