الطفيلة : احرار وحرائر يواجهون القبضة الامنية .. وتصعيد يصل العاصمة
كتب معاذ ابو الهيجاء - أحدث تسونامي " الربيع العربي" الذي كان نقطة ابتدائه الصفيحة التونسية زلزالاً عنيفا أدى إلى اهتزاز بقية الصفائح العربية وأخرج الجمر من تحت الركام.
و الاردن من الدول التي سبقت و تأثرت بالربيع العربي فبدأ شارعها الصامت بالتحرك والانطلاق بعد أن رأى نماذج حية للشعوب العربية نجحت وحققت تقدما ولو كان جزئيا على طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي.
بيد أن التحرك السياسي الجماهيري للشعب الأردني تفاوت قوة وضعفا في جغرافيا السياسة الاردنية، فتحركت محافظات، وصمتت أخرى عن الحراك، وربما كانت المخيمات في الاردن الأشد صمتا، حيث نأت بنفسها عن أي حراك أو مطالبة في الاصلاح، مخافة الصاق تهمة عدم "الولاء" المعلبة والجاهزة دائما ضد هذه المستودعات السكانية الضخمة.
وإن استعرضنا جغرافيا " الحراك الشعبي" في الاردن من حيث الشعارات التي رفعت وسقف المطالب التي نادى بها الشارع الاردني فإننا نكاد نجزم أن تحرك المواطنين في محافظة الطفيلة الأكثر قوة وجرأة في الطرح من بين الحراكات الشعبية التي شملت كافة مناطق المملكة فيما بعد، وذلك من حيث علو سقف المطالبات بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد، واعتقال المفسدين، وانهاء القبضة الامنية، اضافة إلى النفس الطويل والمستمر في التحرك، وهو ما لم يتوافر في غيرها من المحافظات.
أدى التحرك الطفيلي في آخر الامر إلى صدام مباشر مع قوات الدرك، انتهى بلجوء النظام السياسي للخيار الأمني حيث تم اعتقال 8 نشطاء من الحراك الطفيلي بتهمة اطالة اللسان، والتجمع غير المشروع‼‼.
ظن النظام السياسي أن قاعدة " الكي آخر أنواع العلاج" سوف تؤتي أكلها فقام بحملة قمع واعتقال لنشطاء الحراك بغية أن يجعلهم عبرة لغيرهم من الحراكات الا ان ظنه خاب تماما فقد أشعل " الحل الأمني" حراك الطفيلة وازادت قوته، وبدأ يفكر بعد فشل مساعي الافراج عن المعتصمين بالانتقال عددا وفكرا وشعارات الى عمان، وصناعة تحالفات قوية مع مختلف قوى الحراك في باقي المحافظات لممارسة مزيد من الضغوطات على النظام ليستجيب لمطالبهم.
Jo24 اجرت عدداً من الاتصالات مع ناشطين في الحراك الشعبي من محافظة الطفيلة، حول جدوى الحل الامني لإنهاء الحراكات الشعبية، وتداعياته عليها ، والاجراءات التي يمكن أن يقوم بها القائمون على الحراكات في حال عدم تلبية مطالبهم:
محمد عواد: الحل الأمني صب في صالح الحراك الشعبي
الناطق الاعلامي باسم الحراك الشعبي في محافظة الطفيلة المهندس محمد عواد أكد لـ jo24 أن الحل الأمني فشل في ارهاب الحراك الشعبي والناس، ولم يحقق غايته في انهاء الحراك الشعبي في الطفيلة.
وقال إن الحل الأمني زاد من شدة الحراك وضاعف من اعداد المشاركين فيه.
وبين أن نتائج الحل الامني صبت في صالح الحراك، وذلك بعد أن تبين للناس المتأثرين بوسائل الاعلام التي كانت تتحرك بأوامر من الاجهزة الامنية صدق نوايانا واهدافنا و ونبل مسعانا وغاياتنا .
وتابع أن الحل الامني ايضا ساهم في تحريك المحافظات الاخرى للتضامن مع حراك الطفيلة فشهدت الطفيلة موجة واسعة من التأييد من شتى مناطق المملكة، فوفد عليها ناشطون من الحراك الشبابي من محافظة اربد، وعجلون، والشوبك، والرمثا، وذيبان، والكرك، اضافة إلى مشاركة الاحزاب في تأيديهم كحزب جبهة العمل الاسلامي، وحزب التحرير، كما زارها شخصيات وطنية عديدة مؤيده ومتضامنة مع المعتقلين.
وأضاف أن تراكم أخطاء الحكومة ساعد في زيادة قوة ووحدة الحراك، وذلك حين تم تبرئة المتهمين في قضية الفوسفات في نفس اليوم الذي شهدت فيه محافظة الطفيلة اعتقال النشطاء في الحراك، مما عزز ثقة الشارع بالحراك واهدافه المشروعة في محاربة الفساد و المفسدين.
وذكر أن المعتقلين مازلوا يهتفون في داخل السجن بنفس الشعارات التي يرفعها الحراك الشعبي، وأن الزائرين لهم، ينقلون رسائل تحثهم على ضرورة مواصلة الاعتصامات والمسيرات من أجل تحقيق مطالبهم، وأنهم مستعدون أن يبقوا معتقلين مدى الحياة في سبيل الوطن ومن أجل الاصلاح، واحالة الفاسدين للقضاء العادل، وكف يد الاجهزة الامنية عن التدخل في الحياة العامة.
وكشف أنه في حالة عدم الافراج عن المعتقلين ، فإن الحراك الشعبي سوف يقوم "بتصعيد نوعي" وهو نقل الحراك إلى العاصمة عمان، والتنسيق مع كافة قوى الحراك الاخرى من مختلف المحافظات للمشاركة في المسيرات والاعتصامات التي سوف ينفذونها في عمان.
الناشط زيد المحيسن: سوف ننقل الحراك إلى عمان
أما الناشط زيد المحيسن فقال أن التعامل الأمني العنيف الذي تعرض له شباب الحراك الشعبي في الطفيلة، لن يوقف الحراك بل سارع من وتيرته، وأنهم مستمرون بالمطالبة بالافراج عن المعتقلين، ولن يترجعوا عن شعاراتهم التي رفعوها قبل عام ونصف والتي تطالب بالاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد، وإزالة القبضة الامنية والتدخلات في الحياة العامة ومصادرة الحريات وحماية المفسدين.
وبين محيسن أن الحراك الشعبي بدأ ينفذ اعتصامات كل يوم، منذ أن اعتقل شباب الحراك في الطفيلة.
وأشار أن قوى الحراك كانت تعتصم في خيمة شيدوها أمام مبنى محافظة الطفيلة، ولكن قوات الدرك هدمتها، ولكنهم مستمرون بالاعتصام أمام المحافظة.
وكشف محيسن أن حراك الطفيلة قرر تنفيذ مسيرات كل يوم ثلاثاء، بعد صلاة العشاء تنطلق من المسجد الكبير نحو محافظة الطفيلة، وسوف ينضم لها العديد من قوى الحراك الشعبي من مختلف المحافظات.
وأضاف محسين أن حرائر الطفيلة قررن أيضا تنفيذ اعتصامات كل يوم سبت أمام محافظة الطفيلة، حتى يتم الافراج عن المعتقلين.
وحول الشعارات التي رفعها حراك الطفيلة المتعلقة بجهاز المخابرات العامة أكد أن المقصود من الشعار هو رفع القبضة الامنية عن الحريات، والتوقف عن سياسة ترهيب وترويع واعتقال النشطاء المطالبين بالاصلاح، واقتصار عملها على حماية البلد والسهر على أمن المجتمع ومحاربة الفاسدين.
الناشط صهيب العوران: اشتدت قوة الحراك بعد حملة الاعتقالات لنشطاء الحراك
بدوره قال الناشط في حراك الطفيلة صهيب العوران إن الحل الأمني لم ينجح في انهاء الحراك في الطفيلة، بل جاءت النتائج عكسية تماما.
واشار إلى أن الحراك اشتدت قوته عما سبق، وشهد إزدياداً في عدد المشاركين فيه، لاسيما بعد الاعتقالات الاخيرة التي طالت ناشطين في الحراك.
وأضاف العوران أن الدليل على فشل الحل الأمني هو ازدياد قوة الحراك، واستمراره أكثر من ذي قبل حيث كثر عدد المسيرات والاعتصامات في الطفيلة.
وأوضح أن المسيرات كانت تنطلق كل يوم جمعة، ولكن بعد موجة الاعتقالات الاخيرة بدأت تنطلق كل يوم ثلاثاء في اشارة إلى اليوم الذي حدث بها اعتقال النشطاء السياسيين.
وأكد على استمرارية الحراك حتى يتم الافراج عن المعتقلين وتنفيذ الاصلاحات السياسية والاقتصادية ومحاربة الفساد التي يطالب بها الحراك الشبابي في الطفيلة.
وكشف أنه في حالة عدم الافراج عن المعتلقين سوف يقوم الحراك في الطفيلة بنقل الاعتصامات والمسيرات إلى العاصمة عمان حتى يتم تنفيذ مطالبهم