جدار عازل على الحدود الاردنية - الاسرائيلية
معاذ أبو الهيجاء- بات من المعروف لدى جميع سياسي العالم أن اسرائيل لا تريد اقامة دولة فلسطينية،إلا ضمن تصورها القائم على اقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة ، وما دخوله ابالمفاوضات مع الجانب الفلسطيني عبر 20 عاما إلا نوع من تضليل الرأي العالمي، ليكتسب المزيد من الوقت لتوسعة الاستيطان وأكل مزيد الأراضي وتقسيم الضفة وتفتيتها من خلال المستوطنات العشوائية وغير العشوائية ، وممارسة الضغوط المعيشية على أهل فلسطين من أجل دفعهم لـ "الهجرة الإرادية "خارج فلسطين.
وتدرك اسرائيل ايضا أن وجود شعبين على ارض واحدة ضرب من المستحيل ولم يعش شعبين معا على ارض واحدة في كل التاريخ خصوصا بوجود صراع فكري في الايدولوجيات سيؤدي حتما إلى الصراع دموي.
اسرائيل الآن اضافت أعمالا أخرى من أجل القضاء المبرم على مشروع الدولة الفلسطينية ، وهواقامة جدار عازل على امتداد الحدودالاردنية، بعد أن أمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعضاء مكتبه والجيش الاسرائيلي بوضع المخططات الآزمة لبناء الجدار والبدء بعملية البناء، حيث سيمتد الجدار على طول وادي عربة حتى نهاية الحدود مع الاردن.
وقد تعددت الروايات الاسرائيلية حول الهدف من هذا الجدار فقالت بعض الصحف العبرية إن الهدف منه هو منع تسلل المهاجرين الأفارقة إلى اسرائيل من الحدود الاردنية !! بينما قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي أن الهدف هو وقف عمليات تهريب الاسلحة والمخدرات من الجانب الاردني ودخول عناصر فلسطينية محظور دخولها إلى الاراضي الاسرائيلية.
إلا أن التسريبات كشفت أن اسرائيل تريد أن تقضي على كل أمل في اقامة دولة فلسطينية وذلك أن "اقامة الجدار العازل على الحدود الاردنية سيفقد الدولة الفلسطينية في حال اقامتها ارادتها في السيطرة على الحدود فضلا عن الجوانب الأمنية ، كذلك ستكون فاقدة القدرة على السيطرة عن الجوانب ذات الصلة بالمياه والقدس والمستوطنات".
وتضيف التسريبات أن بنيامين نتنياهو يريد من هذا المشروع تعزيز قوة اليمين الاسرائيلي وجعله يفوز في أي انتخابات قادمة ، خصوصا أن الرأي العام الاسرائيلي يرفض اقامةدولة فلسطينية .
بعض المحللين ذهبوا إلى أن الهدف من اقامة هذا الجدار من أجل تصفية الوجود الفلسطيني من منطقة الاغوار وجعلها منقطة خاصة باليهود، وذلك أن بناء الجدار العازل سيصادر آلاف الدونمات بدعوة حماية الجدار.
ويوضحون أن الجدار سيجعل من الوجود الفلسطيني أمرا مستحيلا في منطقة الاغوار خصوصا أنها اصبحت محاصرة بجدار عازل يمنع أي تواجد لهم.
العقلية الاسرائيلية الآن قادرة على ممارسة أياعمال تريدها لأنها تملك عنصري القوة والإرادة فهي تملك القوة المادية لتنفيذ أي مشروع تريد، وتملك الارادة السياسية الحرة في اتخاذ القرارات التي تعزز قوتها وتفردها في المنطقة.
أما جانب الدول العربية فإنها لا تملك الإرادة السياسية للتصدي للسياسات الاسرائيلية فهي حين شرعت ببناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية، وجدارها على الحدود اللبنانية ولا تملك أي قوة مادية لكي تضغط على اسرائيل.
الملك عبدالله الثاني استعرض امس الاثنين خلال لقائه بوزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الأوضاع في الشرق الأوسط، والتحديات التي تشهدهاالمنطقة، في ضوء الجمود الحاصل في عملية السلام، مشددا على "أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة، حتى تحل القضية الفلسطينية بشكل نهائي يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني".
قلق الملك عبدالله الثاني في محله فهو يدرك أن اسرائيل غير جادة في حل الدولتين، وهو يسعى بكافة المحافل الدولية وفي جميع زيارته الدولية على ضرورة ايجاد حل سريع للقضية الفلسطينية والهدف هو اقناع القوى العظمى لتعمل على الضغط على اسرائيل من أجل إيقاف مشاريعها وخططها التي تهدف لتقويض أو هدم كل المعطيات التي تلزم لاقامة دولة فلسطينية حتى بات من المستحيل الآن اقامتها في ظل تواجد آلاف المستوطنين في القدس والضفة وسيطرتهم على مساحات واسعة من الاراضي.
نعتقد أن على الاردن أن تقوم بخطوات أخرى تتجاوز عملية التحذير وعملية الاقناع للدولة الكبرى، وذلك من خلال بناء تحالف عربي واسع وقوي وفعال يستخدم عنصر التهديد والقوة تجاه الكيان الاسرائيلي لتضعه عند حده وتجبره على اتخاذ قرارات من شأنها أن تعيدالحياة لمشروع الدولة الفلسطينية الذي دخل حالة الموت السريري منذ أعوام طويلة.