نمط الحياة يؤثر على التركيب الجيني للإنسان
جو 24 : يعتقد أن الثقافة والتكوين الجيني أمران منفصلان، لكن باحثين يرون أنهما مرتبطان ارتباطا وثيقا، فكل منهما يؤثر على التطور الطبيعي للآخر. وتثبت أمثلة عديدة أن نمط حياة الإنسان وثقافته يمكن أن يؤثرا على المدى البعيد على تكوين جيناته.
ويطلق العلماء على هذا الارتباط اسم "التطور المشترك للجينات والثقافة"، فإذا عرفنا كيف تؤثر الثقافة على تركيبنا الجيني، وكيف ينطبق هذا الأمر أيضا على مخلوقات أخرى، فإننا سنفهم بشكل أفضل كيف تؤثر حياتنا كمجتمع اليوم على مستقبلنا.
فعلى سبيل المثال، لم يكن بوسع الإنسان قبل أكثر من 9 آلاف سنة شرب الحليب دون أن يمرض، قبل أن يكتسب القدرة على ذلك، لكن تفكير الإنسان في الاستفادة من الألبان في صناعات معينة، أكسبته بمرور الزمن القدرة على هضمه بطريقة صحيحة.
ويعني هذا أن البشر الذين عاشوا في ثقافات شهدت صناعة الألبان وشرب الحليب، لديهم قدرة أكبر على التعامل مع اللاكتوز (سكر اللبن) والجينات المرتبطة بذلك، ممن لم يشهدوا ذلك.
ويعد شرب الحليب مجرد مثال على الطريقة التي تؤثر فيها التقاليد والثقافة على مسار تطورنا.
وهناك مثال آخر على تأثير الثقافة على الجينات، هو العلاقة بين زراعة نوع من أنواع البطاطا يزرع في إفريقيا، ومقاومة الملاريا.
في أنحاء متفرقة من إفريقيا، هناك معركة مستمرة مع الملاريا، ووفقا لوكالة "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركية، فإنه في عام 2010 توفي 660 ألف شخص في العالم بسبب الملاريا، أكثر من 90 % منهم كانوا يعيشون في إفريقيا.
لكن بعض الناس يمتلكون قوة دفاع طبيعية، فكرات الدم الحمراء لديهم تأخذ شكل الهلال أو المنجل، بدلا من الشكل الطبيعي لها الذي يشبه القرص.
وقد يتسبب هذا الشكل المنجلي الغريب لكرات الدم الحمراء في انسداد في الأوعية الدموية، وهو ما يسبب آلاما وتلفا للأعضاء، ويعرف هذا المرض باسم "أنيميا الخلايا المنجلية".
وفي الظروف العادية، فإن فرص الإصابة بأنيميا الخلايا المنجلية تكون منخفضة للغاية، لأنها يمكن أن تقلل من احتمالات الحياة لدى الإنسان، لكن بسبب طفرة بيولوجية فإن أنيميا الخلايا المنجلية يمكنها أن تقي من الملاريا.
لذلك ففي بعض مناطق العالم حيث ترتفع معدلات الإصابة بالملاريا، مثل إفريقيا، فإن الطبيعة يمكنها أن تفضل للإنسان كرات الدم الحمراء منجلية الشكل، رغم أضرارها على الإنسان.
وقد ثبت أن المجتمعات التي تزرع بها البطاطا، مثل إفريقيا، لديها نسب أعلى من المصابين بأنيميا الخلايا المنجلية من المجتمعات التي تزرع بها محاصيل أخرى.
وتسمح زراعة هذا النوع من البطاطا بركود المياه في حقوله، ما يهيئ ظروفا مناسبة لتكاثر البعوض الناقل للملاريا، وبالتالي زيادة الأعداد المحتملة للمصابين، وهو أمر يعوضه زيادة الإصابات بأنيميا الخلايا المنجلية، ذلك المرض المرتبط بالجينات.
ويطلق العلماء على هذا الارتباط اسم "التطور المشترك للجينات والثقافة"، فإذا عرفنا كيف تؤثر الثقافة على تركيبنا الجيني، وكيف ينطبق هذا الأمر أيضا على مخلوقات أخرى، فإننا سنفهم بشكل أفضل كيف تؤثر حياتنا كمجتمع اليوم على مستقبلنا.
فعلى سبيل المثال، لم يكن بوسع الإنسان قبل أكثر من 9 آلاف سنة شرب الحليب دون أن يمرض، قبل أن يكتسب القدرة على ذلك، لكن تفكير الإنسان في الاستفادة من الألبان في صناعات معينة، أكسبته بمرور الزمن القدرة على هضمه بطريقة صحيحة.
ويعني هذا أن البشر الذين عاشوا في ثقافات شهدت صناعة الألبان وشرب الحليب، لديهم قدرة أكبر على التعامل مع اللاكتوز (سكر اللبن) والجينات المرتبطة بذلك، ممن لم يشهدوا ذلك.
ويعد شرب الحليب مجرد مثال على الطريقة التي تؤثر فيها التقاليد والثقافة على مسار تطورنا.
وهناك مثال آخر على تأثير الثقافة على الجينات، هو العلاقة بين زراعة نوع من أنواع البطاطا يزرع في إفريقيا، ومقاومة الملاريا.
في أنحاء متفرقة من إفريقيا، هناك معركة مستمرة مع الملاريا، ووفقا لوكالة "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركية، فإنه في عام 2010 توفي 660 ألف شخص في العالم بسبب الملاريا، أكثر من 90 % منهم كانوا يعيشون في إفريقيا.
لكن بعض الناس يمتلكون قوة دفاع طبيعية، فكرات الدم الحمراء لديهم تأخذ شكل الهلال أو المنجل، بدلا من الشكل الطبيعي لها الذي يشبه القرص.
وقد يتسبب هذا الشكل المنجلي الغريب لكرات الدم الحمراء في انسداد في الأوعية الدموية، وهو ما يسبب آلاما وتلفا للأعضاء، ويعرف هذا المرض باسم "أنيميا الخلايا المنجلية".
وفي الظروف العادية، فإن فرص الإصابة بأنيميا الخلايا المنجلية تكون منخفضة للغاية، لأنها يمكن أن تقلل من احتمالات الحياة لدى الإنسان، لكن بسبب طفرة بيولوجية فإن أنيميا الخلايا المنجلية يمكنها أن تقي من الملاريا.
لذلك ففي بعض مناطق العالم حيث ترتفع معدلات الإصابة بالملاريا، مثل إفريقيا، فإن الطبيعة يمكنها أن تفضل للإنسان كرات الدم الحمراء منجلية الشكل، رغم أضرارها على الإنسان.
وقد ثبت أن المجتمعات التي تزرع بها البطاطا، مثل إفريقيا، لديها نسب أعلى من المصابين بأنيميا الخلايا المنجلية من المجتمعات التي تزرع بها محاصيل أخرى.
وتسمح زراعة هذا النوع من البطاطا بركود المياه في حقوله، ما يهيئ ظروفا مناسبة لتكاثر البعوض الناقل للملاريا، وبالتالي زيادة الأعداد المحتملة للمصابين، وهو أمر يعوضه زيادة الإصابات بأنيميا الخلايا المنجلية، ذلك المرض المرتبط بالجينات.