jo24_banner
jo24_banner

صحف يومية تنحاز للرواية الحكومية في تغطيتها لأحداث معان

صحف يومية تنحاز للرواية الحكومية في تغطيتها لأحداث معان
جو 24 :

محمود الشمايلة - في الوقت الذي خصصت به وسائل الاعلام العربية مساحات لتغطية حقيقة الأحداث الجارية في محافظة معان من جميع جوانبها، ذهبت وسائل إعلام عربية أخرى لاستغلال الأحداث وتشويه صورتها بما يضر بسمعة الأردن، ولم يكن موقف وسائل الإعلام المحلية الرسمية وشبه الرسمية أفضل حالا منها؛ فقد اعتمدت في تغطيتها للأحداث على الرواية الرسمية التقليدية فقط، دون أي مراعاة للمنطق أو الحقيقة.

ظلّت وسائل الإعلام الرسمية غائبة عن الأحداث التي أعقبت اصابة اثنين من أفراد الدرك، وصمتت إلى ان تحدث وزير الداخلية فنقلت كلامه ووجهة نظره كاملة، وبدأت تغطيتها التي تتماشى مع رؤية الوزير للأحداث، حتى ان بعضها منع كل مقال "رأي" لا يتفق مع الرواية الأمنية أو يزعجها.. فكان لسان حال أهالي معان وكأنه يقول يا ليتها لم تحضر ولم تغطّي.

ورغم ان مراسلي تلك الصحف والقائمين على شؤونها كانوا مطلعين على حقيقة الأحداث الجارية في معان، وكانت الصور ومقاطع الفيديو توثق الحقيقة، إلا ان المفاجأةكانت بإلغاء كل تلك الصور والحقائق ونقل صور أخرى مغايرة تماما لما يجري، لتزيد تلك الصحف من بؤس وبشاعة الصورة التي يعانيها الإعلام الرسمي أصلا جراء السياسة الإعلامية الرسمية المتبعة طيلة العقود الماضية.

وإضافة لصور "مناوشات بين الأمن وخارجين عن القانون" التي حاولت صحف رسمها، شهدت صحف أخرى حالات منع أي مقال تعتبره ادارة التحرير منحازا لطرف على حساب اخر، فكان منع صحيفة الغد لنشر مقالة الكاتب ياسر أبو هلالة "الكراهية المتبادلة بين اﻷمن وأهالي معان" والتي تحدث فيها تاريخ ومعاناة المحافظة الجنوبية من السياسات الأمنية، كما منعت "الدستور" نشر مقال الكاتب ابراهيم القيسي "ولّعت في معان" الذي لم يتخطى حدود الدفاع عن المحافظة في وجه الهجمة الاعلامية التي تسعى لتشويه صورتها وصورة أبنائها.

صحيفة الغد حرصت على التواجد في قلب الحدث قدر الامكان، دون ان تكسب غضب الجهات الرسمية أو تفقد مصداقيتها لدى جمهورها، وربما كانت الصورة الأمثل للتوضيح ما جاء في خبر تغطيتها لجلسة النواب أمس، حيث أوردت الصحيفة كلمة وزير الداخلية حسين المجالي خلال الجلسة كاملة، كما أوردت توجّه نواب المحافظة بشكر الملك على الطائرة المخصصة لنقل أحد المصابين، فيما لم ينل كل النواب المعترضين على السياسة الرسمية في معان أكثر من 10% من حجم المادة الخاصة بجلسة مناقشة أحداث معان.

"العرب اليوم" ورغم متابعتها للأحداث بنهج قريب لما اتبعته الغد، إلا انها حرصت على الحديث عن انتشار الأسلحة في المحافظة، وتابعت باهتمام "معتاد" التصريحات الرسمية حول ظاهر انتشار الأسلحة بين المدنيين، واستخدامها في بعض الحوادث.

وخرجت صحيفة الدستور على قرائها بمقال يصوّر ما يحدث في معان وكأنه حملة تطهير للسلاح من ايدي الشباب الغاضب والجماعات التكفيرية، ويتحدث الكاتب في مقاله وكأن مشكلة معان وليدة اللحظة وليست جراء سياسات رسمية متراكمة مرت على المحافظة من عقود، والحل بنظر الكاتب هو سحب السلاح من الأهالي، وبرأيه ان كل مشاكل المحافظة تنتهي بسحب السلاح.

أما صحيفة الرأي والتلفزيون الأردني فلا لوم عليهم.. فقد اعتاد المتابع منها سياسية اخفاء الحقائق وتزييفها أحيانا.

صحيف السبيل تميزت خلال أحداث معان بنقل الأخبار موثقة دائما بالصور والفيديو، ولم تدع مجالا لأحد للتشكيك برواياتها، وكانت أميز الصحف في ذلك.

اليوم أصبح القارئ أكثر وعيا مما تعتقده وسائل الإعلام، وصار يفهم ما وراء كل كلمة تكتبها الصحف، ولا بد لوسائل الإعلام تلك ان تعي ذلك جيدا.

تابعو الأردن 24 على google news