250 مليون طفل دون الخامسة يعيشون في دول تتأثر بنزاعات مسلحة
تأتي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المرتبة الثالثة من بين المناطق السبع العالميّة لرفاه الأطفال والأمّهات، مع متوسّط معدّل وفيات للأطفال دون الخامسة 17 لكل ألف ولادة حيّة وحالة واحدة لكل 555 امرأة عرضة للوفاة في حال الأمومة.
في اليمن الذي يحتلّ المرتبة السابعة عشر من المؤخرة من أصل 179 دولة، يُعتبَر 700 ألف طفل و300 ألف امرأة حامل بحاجة ماسّة إلى خدمات صحيّة، لكن، سجّلت الدولة أيضًا تقدّمًا في خلال السنوات الأخيرة من خلال تخفيض عدد حالات خطر وفاة الأمّهات إلى النصف في خلال عقد واحد - من أم واحدة من أصل 41 خطر وفاة إلى امرأة واحدة من أصل 90.
وتحتلّ دولة قطر أفضل مكانة في المنطقة لرعاية الأمّهات، مع حالة واحدة من أصل 5400 حالة خطر وفاة، تليها الإمارات العربيّة المتحدة، مع حالة واحدة من أصل 4000. لكن، بشكل عام، تحتلّ المملكة العربيّة السعوديّة أعلى مجموع نقاط في المنطقة، إذ تحتل المرتبة الثامنة والثلاثين، يليه البحرين الذي يحتلّ المرتبة الخمسين.
وأما في مشاركة المرأة السياسية، تحتلّ تونس الصدارة مع 28.1 في المقاعد في الحكومة الوطنيّة للمرأة، تليها الجزائر مع نسبة 25.7 في المئة والعراق مع نسبة 25.2 في المئة، فيما تأتي دولة قطر آخرًا، من دون ممثّلات نساء، تليها اليمن، ولبنان، وايران.
عمل منظّمة غوث الأطفال في الحالات الطارئة مع الأمّهات اللاجئات السوريّات وأطفالهنّ توسّع من خلال برنامج تغذية الرضع والأطفال الصغار في الأردن اليوم، ليتحوّل إلى حملة وطنيّة حول أفضل ممارسات التغذية للأطفال في الأردن - ما يُظهر أنّه يُمكن تصميم البرامج في الحالات الطارئة مع منظار تنمية على أمد أطول لإفادة المجتمع.
يموت كل يوم حوالى 800 أم و18000 طفل من أسباب يُمكن الوقاية منها بشكل كبير. يحدث أكثر من نصف وفيّات الأمّهات والأطفال دون الخامسة في منشآت هشّة، وهي عرضة للنزاعات ولآثار الكوارث الطبيعيّة.
تُعتبَر المهمّة الطارئة لاستكمال العمل العالق بالنسبة إلى أهداف الألفيّة للتنمية ووضع حدّ لوفيّات الأمّهات والأطفال التي يُمكن الوقاية منها مركّزة بشكل متزايد في هذه السياقات. ويُعتبر التوصّل إلى طرق لسدّ حاجات الأطفال والأمّهات في مجالي الصحة والغذاء في الدول الهشّة والأزمات الإنسانيّة أساسيًّا لمواجهة هذا التحدّي.
في التقرير السنوي الخامس عشر لمنظّمة غوث الأطفال حول "وضع أمّهات العالم" State of the World’s Mothers ، ننظر إلى وقع الأزمات الإنسانيّة على بقاء الأمّهات، والرضع، والأطفال على قيد الحياة في دول يتمّ تصنيفها بشكل متماسك على أنّها الأصعب بالنسبة إلى الأمّهات.
اجتثّ العنف والنزاع عددًا أكبر من الأسر، مقارنةً مع أي وقتٍ مضى. ومع نهاية العام 2012، تمّ تهجير أكثر من 45 مليون شخص في العالم بالقوة بسبب النزاع أو الاضطهاد. إلى ذلك، هجّرت الكوارث الطبيعيّة، التي قد تكون مميتة بشكل خاص في المجتمعات الأفقر في العالم، أكثر من 32 مليون شخص في العام 2012.
من الثمانين مليون شخص الذين يتوقَّع أن يكونوا بحاجة إلى مساعدة إنسانيّة في العام 2014، تُعاني الغالبيّة فقرًا مدقعًا وأكثر من ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال.
تواجه الأمّهات والنساء مخاطر الموت الأعلى والطرق الوعرة إلى أقصى حدّ لاستعادة العافية، في حالة الأزمات التي تطرأ في أوساط هشّة. وتفتقر هذه الدول والأقاليم (أكثر من 50 من حيث العدد) إلى القدرة على الصمود أمام الحالات الطارئة هذه وتواجه تحديات مزمنة كامنة، بما في ذلك الفقر المدقع، والبنى التحتية الركيكة، والحوكمة الضعيفة. وفي هذه الأوساط، تواجه النساء والأطفال حالة طارئة كل يوم، سواءً اعترفت المنظومة الدوليّة رسميًّا بوجود أزمة إنسانيّة أم لا.
للحرب الأهليّة في سوريا وقع مدمّر على الأمّهات والأطفال، فقد هرب 1.3 مليون طفل و650000 أم على الأقل النزاع وتحوّلوا إلى لاجئين في دول مجاورة، بينما يحتاج أكثر من 9 ملايين شخص داخل سوريا إلى مساعدة إنسانيّة طارئة.
وتُشير التقديرات إلى أنّ 1000 امرأة وطفل يُقتلون شهريًّا في النزاع. ومن المحتمل أن يكون المئات -لا بل الآلاف- قد ماتوا بسبب النقص في المواد الغذائيّة والرعاية الطبيّة. ويعني غياب البيانات ضرورة تقييم وقع النزاع في سوريا على بقاء الأمّهات والأطفال على قيد الحياة بالكامل.
لكن، من الواضح أن المرأة في سوريا تواجه صعوبات كبيرة في النفاذ إلى الرعاية ما قبل الولادة، وعند الولادة، وما بعدها، بما في ذلك الافتقار إلى سيارات الاسعاف، وعدد الموظّفات في المستشفيات، وانتشار المعابر ونقاط التفتيش التي قد تعترض الطريق إلى المستشفى. أدّت هذه المشاكل إلى حالات ولادة بلا مساعدة وإلى تحوّل في عدد النساء اللواتي يخترن الولادة بالطريقة القيصريّة. وأشارت تقييمات عديدة في صفوف اللاجئين من سوريا - في مخيّمات وفي منشآت غير المخيّمات في المنطقة - إلى فجوات في توفّر خدمات الصحة الإنجابيّة.
كما تُشير الأدلّة السرديّة إلى أن وفيّات الرضع في ازدياد مضطرّد في سوريا بينما يواجه الأطفال المولودون في أسرة لاجئة من سوريا مخاطر جمّة. تركت ثلاثة أعوام من التهجير وانهيار الخدمات الصحيّة الأطفال في سوريا عرضةً لأمراض فتّاكة. وللأطفال في أنحاء عديدة من سوريا نفاذ محدود إلى التلقيح أو لا وصول إليه مُطلقًا، وللمرّة الأولى منذ أكثر من عقد، تفشّى مرضا البوليو والحصبة. كما تمّ الابلاغ عن حالات الحصبة وأمراض أخرى قابلة للوقاية في صفوف اللاجئين في الأردن، ولبنان، وتركيا.
وفي العام 2011، قبل اندلاع النزاع، كان معدّل وفيّات الأطفال في سوريا 15 من أصل 1000 ولادة - وهو معدّل مشابه لدولة مثل البرازيل وكانت سوريا على المسار الصحيح لتحقيق هدفي الألفيّة للتنمية 4 و5. لكنّ النزّاع أدّى إلى انهيار نظام صحي كان فاعلاً ويُهدّد إلى تدهور الوضع للعودة إلى ما كان عليه منذ جيل واحد.
يقول رودجير هورن Roger Hearn، وهو المدير الاقليمي لمنظّمة غوث الأطفال: "عالميًّا، النساء والأطفال غالبًا أكثر من الرجال عرضةً للوفاة في كارثة ما، سواءً كان كارثةً طبيعيّةً أو من صنع الإنسان". ويُضيف: "في كل عام، يموت آلاف آخرون من النساء والأطفال في نزاعات، أكثر من أعداد المقاتلين الذين يموتون في المعارك. نحن بأمسّ الحاجة إلى زيادة النفاذ إلى الرعاية الصحيّة في أماكن حيث قدرة الدولة ضعيفة وحيث انتشار النزاع وانعدام الأمان.