jo24_banner
jo24_banner

فلسطينيو القدس: لن ندرس تاريخ بن غوريون وبيغن

فلسطينيو القدس: لن ندرس تاريخ بن غوريون وبيغن
جو 24 :

أدى القرار الذي اتخذه وزير التربية والتعليم الإسرائيلي جدعون ساعر في الـ25 من أيار المنصرم، بشأن تدريس إيديولوجية رئيسَي الحكومة السابقَين دايفيد بن غوريون ومناحيم بيغن، وإدراجها في إطار 'برنامج الموضوع السنوي للعام 2013، إلى موجة استنكار وانتقادات واسعة في أوساط الهيئات التربوية والثقافية العربية في القدس المحتلة وأراضي العام 1948.

وقال مدير التربية والتعليم في القدس المحتلة سمير جبريل، إن 'هذا القرار مرفوض جملة وتفصيلاً ويعتبر تدخلا في الشخصية والهوية الفلسطينية، فالفلسطينيون لهم قادتهم الذين يعتزون بهم وتدريس الطلبة الفلسطينيين عن هذا التاريخ هو انتهاك للكيان الفلسطيني وخرقاً له'.

وأضاف، 'شهدت العملية التعليمية في القدس ممارسات وسياسات تدخل وتحريف وحذف من المنهاج الفلسطيني عبر التاريخ، لكن هذا القرار حتى الآن لم يطبق أو لم نتلق قرارات تنفيذية له بالقدس وإنما هو يسري في المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي أمثال مدارس أراضي 48، ولكن في القدس نحن ندرس المنهاج الفلسطيني الذي يتعرض لعمليات حذف صور وشعارات وطنية وما إلى ذلك، يهدفون من خلالها بمحو التاريخ الفلسطيني العربي الإسلامي المسيحي وتطبيقه بالقدس ليس بالبعيد على الاحتلال ويجب التصدي له'.

وقال عضو اللجنة الأهلية للدفاع عن المناهج الفلسطينية في القدس راسم عبيدات، 'إنها محاولة أسرلة وصهينة التعليم ليست حصرا على الداخل الفلسطيني، بل تطال التعليم العربي في مدينة القدس، حيث عمد الاحتلال في عام 2011 إلى محاولة فرض منهاج تعليمي فلسطيني مشوه ومحرف على الطلبة الفلسطينيين في القدس، ومحاولة فرض وثيقة استقلال دولة الاحتلال كمساق دراسي ومن بعد ذلك الاحتلال يسعى جاهدا للتحكم في العملية التعليمية في القدس من الألف إلى الياء، حيث يصر على ضرورة تطبيق المناهج التعليمي الفلسطيني المشوه على المدارس الأهلية والخاصة (40) مدرسة من أصل (69) تتلقى مالاً ودعماً مشروطا يصل إلى أكثر من مئة مليون شيقل من بلدية الاحتلال في القدس ودائرة معارفها سنوياً.

وأضاف عبيدات، 'تكمن الخطورة هنا في استكمال عملية الأسرلة للطلبة العرب في الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة، مترافقة مع استمرار عملية التهويد، وهنا تجري محاولة لكي وتقزيم واحتلال الوعي الفلسطيني، والسيطرة على الذاكرة الجمعية للطلاب الفلسطينيين، وخصوصاً أن أحد مؤسسي ورواد الحركة الصهيونية بن غوريون، كانت لديه أوهام ورهانات بأن حق العودة لشعبنا سيسقط من خلال موت كبارنا ونسيان صغارنا، ولكن هذه الأوهام تتبخر يوماً بعد يوم فصغارنا يزدادون تشبثاً بوطنهم وحقهم بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها.'

وأكد عبيدات، أن التعليم الوطني مرتبط بالسيادة الوطنية، وكذلك المنهاج المشوه يراد له أن يشوه ثقافتنا ويضعف انتماءنا ويزور تاريخنا ويعبث بجغرافيتنا، ويفرض علينا رؤيا ورواية تتناقض مع هويتنا وثقافتنا وتاريخنا.

وعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف القدس بنفس السياسات والإجراءات التي يطبقها على أهلنا باراضي العام 48، وخصوصاً أن قادة حكومة الاحتلال يصرحون ليل نهار بأن القدس لن تقسم ولن تكون سوى عاصمة موحدة 'لإسرائيل' لتترجم الممارسات على شكل قوانين وتشريعات بهدف السيطرة المطلقة والنهائية على المدينة، وتفريغها من سكانها العرب إلى أقصى حد ممكن.

ولم يسلم قطاع التعليم في القدس من تلك القوانين والتشريعات والقرارات، فبتاريخ 7/3/2011 أصدرت بلدية الاحتلال ودائرة المعارف الإسرائيلية تعليماتها إلى المدارس الأهلية بالقدس وعددها 69 مدرسة يتعلم فيها 24000 طالباً وطالبة، أي ما نسبته 28 % من طلبة القدس، تمنعها من التزود بالمواد التعليمية ومنها الكتب المدرسية من أي جهة فلسطينية، وأن الجهة الوحيدة المخولة بتزويد الكتب هي بلدية الاحتلال في القدس ما يعطي هذه 'البلدية' الحق في إقرار المناهج التعليمية وغيرها وشطب وفرض ما تشاء.


ولاقى هذا القرار ردود فعل فلسطينية من الأحزاب العربية والمؤسسات والشخصيات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني، ورفضت بشكل قاطع تلك الخطوة، واعتبرت أنها تريد أن تفرض رواية صهيونية كاملة، ليس على المنهاج التعليمي العربي، من خلال إجبارهم بالتعلم عن شخصيات إسرائيلية لعبت دوراً مركزياً ومحورياً في نكبة الشعب الفلسطيني وطرده وتهجيره من أرضه وارتكاب المجازر والمذابح بحقه، وقد أرسل أعضاء كنيست رسالة إلى 'الوزير' ساعر، يطالبونه بإلغاء البرنامج وإعفاء المدارس العربية منه، لأن القرار يعتبر استهتاراً بمشاعر الطالب العربي وهويته وانتمائه ويصطدم بمشاعر الطلاب العرب الوطنية وذاكرتهم التاريخية.


ويقول مراقبون ومختصون في القدس المحتلة، إن قرارات الاحتلال تعتبر حلقة من مسلسل التهويد الذي يلاحق الحياة الفلسطينية وأن تهويد وأسرلة المناهج يأتي في إطار سياسة التطهير العرقي ومنع تبلور الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية المستقلة، ويشيرون بهذا الخصوص إلى قيام 'الوزير' جدعون ساعر، بإخراج مصطلح النكبة من منهاج التعليم العربي في الداخل، وكذلك محاولة فرض النشيد الوطني الإسرائيلي 'هتكفاه' على الطلبة العرب، وأتباع ذلك في تموز2009 بقرار آخر يفرض على الطلبة العرب من الصف الرابع وحتى التاسع بتعلم مواضيع عن الهوية والتراث اليهودي، بما يشمل مواضيع عن 'الهولوكست' المحرقة و'الاستقلال' والأعياد والكنس والرموز والشخصيات الدينية والتاريخية اليهودية، وقرار آخر يلزم الطلبة العرب المتقدمين لامتحان 'البجروت' التعلم الإجباري عن المحرقة."وفا"


تابعو الأردن 24 على google news