اعترافات "جاسوس" على شبكة الإنترنت الصينية
جو 24 : لم تعد السلطات الصينية تخفي ذلك، إنها توظف مليونين من"محللي الرأي العام على الإنترنت" لمراقبة أدقّ التّفاصيل في عالم الإنترنت في جمهورية الصين الشعبية. وعلى هذا الجيش من "الجواسيس" إيجاد جميع علامات السخط الاجتماعي في تعليقات المستخدمين والإبلاغ عنها للسلطات. شياو الذي كان يحلم بأن يصبح صحافيا بات الآن واحدا منهم.
على عكس مستخدمي "حزب الـ 50 سنتا" الذين يتقاضون 50 سنتا لكل تعليق ينشرونه يروّج للسلطات ويدعمها، إن عمل "محلل الرأي" معترف به رسميا من قبل الدولة الصينية. وقد أُطلقت العام الماضي وسط ضجة كبيرة دورات تدريبية لذلك على مدى خمسة أيام بتنظيم مشترك من قبل "صحيفة الشعب اليومية"، وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي، وإدارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي.
في حديث مع صحيفة "بكين نيوز" حول عمله، أعطى أحد المحللين هذا المثل: "عندما بدأ مستخدمي الإنترنت بالتعليق على إنفلونزا H7N9 ، بلّغنا السلطات العليا بذلك. واعتبر القادة في حكومة المحافظة أنه يمكن أن يكون للتعبير عن الرأي العام آثارا سلبية، فطلبوا من وسائل الإعلام [التقليدية] التخفيف من تناول هذا الموضوع."
المساهمون
شياو جون
"لا بأس بما أتقاضاه، لكنه مثير للاشمئزاز"
عمل شياو جون (اسم مستعار) مؤخرا كمحلل رأي على الإنترنت لمجموعة من وسائل الإعلام العامة. لأسباب أمنية، لا يعطي أي تفاصيل عن الحالات التي أثارها.
في البداية، لم أكن أنوي أن أتقدم لهذا المنصب. كنت أريد أن أعمل كصحافي وأرسلت سيرتي الذاتية إلى العديد من وسائل الإعلام، ولكن ليس هناك الكثير من فرص العمل في هذا المجال. عندما حصلت على وظيفة، عُرض عليّ هذا المنصب. لا بأس بما أتقاضاه، لكنه مثير للاشمئزاز. [يتقاضى محللو الرأي العام على الإنترنت بين 4000 و 8000 يوان شهريا"، أي بين 450 و900 يورو].
تدفع لنا السلطات البلدية أو مجالس المحافظات لنرسل التقارير لها. ونستخدم برمجيات متقدمة صنعت في الصين من قبل شركة الصين للاتصالات أوبارفو تسمح لنا بالتبليغ عن تعليقات المستخدمين. كما يمكننا أيضا البحث عن التعليقات السلبية بشكل خاص. هناك الكثير من الناس الذين يشتكون من المسؤولين المحليين الفاسدين، والاختلاس، الخ... ونحن نرسل ذلك إلى المسؤولين على مستوى البلدية أو المحافظة. عندما كنت أرى شيئا مهما للغاية، كنت أبعث أحيانا رسالة SMS مباشرة إلى حاكم المحافظة.
في بعض الأحيان، يختار المسؤولون واحدة من هذه الحالات لتقديم مثال للسلوك السيء الذي لا يجب اتباعه، كما تصلنا شكاوى مباشرة متعلقة ببعض الأشخاص. من الممكن تماما أنه يتمّ الإبلاغ عن هذه الحالات كجزء من الصراع على السلطة بين المسؤولين.
ولكن علينا أن نبلّغ عن كل شيء، فقد نواجه مشاكل إذا علم الزعماء بالأمور من مصادر أخرى.
"لقد علّمني ذلك كيف تتعامل السلطات مع الأمور وبدأت أفهم طريقة تفكيرها"
كان لوسيلة الإعلام حيث كنت أعمل منتدى على شبكة الإنترنت. وكنا نبلّغ عن أي تعليق قد يسبب مشكلة، وأحيانا كان يتمّ حذفه. كما أن بعض الزعماء كانوا يأتون مباشرة إلينا عندما يشعرون بالقلق حيال بعض التعليقات ويريدون إزالتها. وعندما كنا نجد التعليقات التي قد تتسبب بالمشاكل على مواقع أخرى، كنا نبلّغ أيضا عنها. ثم كان يقع على عاتق القادة القيام بما يلزم بعد ذلك.
لا أقول للناس إنني قمت بهذا العمل، فأنا لم أكن سوى "مخبر". لكن هذا العمل سمح لي بتحسين أسلوبي في الكتابة وأعتقد أن هذه التجربة ستفيدني إذا عملت كصحافي يوما. أخيرا"، علّمني ذلك كيف تتعامل السلطات مع الأمور وبدأت أفهم طريقة تفكيرها."
حصلت فرانس 24 على لقطة شاشة لأحد البرامج التي يستخدمها هؤلاء المحللون. من بين المعلومات التي يمكن للبرنامج الحصول عليها، نجد تعليقات تشتكي من التزوير في الانتخابات المحلية، وفساد بعض ضباط الشرطة، وسيارات الأجرة التي تغالي في أسعارها.
لقطة الشاشة أدناه هي الصفحة الرئيسية للبرنامج. يظهر في علامات التبويب: "أخبار الرأي العام"، "مراقبة عامة للإنترنت"،"مراقبة مستهدفة"، "مراقبة ويبو" (الموقع الرئيسي للمدونات الصغيرة الصينية).
على عكس مستخدمي "حزب الـ 50 سنتا" الذين يتقاضون 50 سنتا لكل تعليق ينشرونه يروّج للسلطات ويدعمها، إن عمل "محلل الرأي" معترف به رسميا من قبل الدولة الصينية. وقد أُطلقت العام الماضي وسط ضجة كبيرة دورات تدريبية لذلك على مدى خمسة أيام بتنظيم مشترك من قبل "صحيفة الشعب اليومية"، وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي، وإدارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي.
في حديث مع صحيفة "بكين نيوز" حول عمله، أعطى أحد المحللين هذا المثل: "عندما بدأ مستخدمي الإنترنت بالتعليق على إنفلونزا H7N9 ، بلّغنا السلطات العليا بذلك. واعتبر القادة في حكومة المحافظة أنه يمكن أن يكون للتعبير عن الرأي العام آثارا سلبية، فطلبوا من وسائل الإعلام [التقليدية] التخفيف من تناول هذا الموضوع."
المساهمون
شياو جون
"لا بأس بما أتقاضاه، لكنه مثير للاشمئزاز"
عمل شياو جون (اسم مستعار) مؤخرا كمحلل رأي على الإنترنت لمجموعة من وسائل الإعلام العامة. لأسباب أمنية، لا يعطي أي تفاصيل عن الحالات التي أثارها.
في البداية، لم أكن أنوي أن أتقدم لهذا المنصب. كنت أريد أن أعمل كصحافي وأرسلت سيرتي الذاتية إلى العديد من وسائل الإعلام، ولكن ليس هناك الكثير من فرص العمل في هذا المجال. عندما حصلت على وظيفة، عُرض عليّ هذا المنصب. لا بأس بما أتقاضاه، لكنه مثير للاشمئزاز. [يتقاضى محللو الرأي العام على الإنترنت بين 4000 و 8000 يوان شهريا"، أي بين 450 و900 يورو].
تدفع لنا السلطات البلدية أو مجالس المحافظات لنرسل التقارير لها. ونستخدم برمجيات متقدمة صنعت في الصين من قبل شركة الصين للاتصالات أوبارفو تسمح لنا بالتبليغ عن تعليقات المستخدمين. كما يمكننا أيضا البحث عن التعليقات السلبية بشكل خاص. هناك الكثير من الناس الذين يشتكون من المسؤولين المحليين الفاسدين، والاختلاس، الخ... ونحن نرسل ذلك إلى المسؤولين على مستوى البلدية أو المحافظة. عندما كنت أرى شيئا مهما للغاية، كنت أبعث أحيانا رسالة SMS مباشرة إلى حاكم المحافظة.
في بعض الأحيان، يختار المسؤولون واحدة من هذه الحالات لتقديم مثال للسلوك السيء الذي لا يجب اتباعه، كما تصلنا شكاوى مباشرة متعلقة ببعض الأشخاص. من الممكن تماما أنه يتمّ الإبلاغ عن هذه الحالات كجزء من الصراع على السلطة بين المسؤولين.
ولكن علينا أن نبلّغ عن كل شيء، فقد نواجه مشاكل إذا علم الزعماء بالأمور من مصادر أخرى.
"لقد علّمني ذلك كيف تتعامل السلطات مع الأمور وبدأت أفهم طريقة تفكيرها"
كان لوسيلة الإعلام حيث كنت أعمل منتدى على شبكة الإنترنت. وكنا نبلّغ عن أي تعليق قد يسبب مشكلة، وأحيانا كان يتمّ حذفه. كما أن بعض الزعماء كانوا يأتون مباشرة إلينا عندما يشعرون بالقلق حيال بعض التعليقات ويريدون إزالتها. وعندما كنا نجد التعليقات التي قد تتسبب بالمشاكل على مواقع أخرى، كنا نبلّغ أيضا عنها. ثم كان يقع على عاتق القادة القيام بما يلزم بعد ذلك.
لا أقول للناس إنني قمت بهذا العمل، فأنا لم أكن سوى "مخبر". لكن هذا العمل سمح لي بتحسين أسلوبي في الكتابة وأعتقد أن هذه التجربة ستفيدني إذا عملت كصحافي يوما. أخيرا"، علّمني ذلك كيف تتعامل السلطات مع الأمور وبدأت أفهم طريقة تفكيرها."
حصلت فرانس 24 على لقطة شاشة لأحد البرامج التي يستخدمها هؤلاء المحللون. من بين المعلومات التي يمكن للبرنامج الحصول عليها، نجد تعليقات تشتكي من التزوير في الانتخابات المحلية، وفساد بعض ضباط الشرطة، وسيارات الأجرة التي تغالي في أسعارها.
لقطة الشاشة أدناه هي الصفحة الرئيسية للبرنامج. يظهر في علامات التبويب: "أخبار الرأي العام"، "مراقبة عامة للإنترنت"،"مراقبة مستهدفة"، "مراقبة ويبو" (الموقع الرئيسي للمدونات الصغيرة الصينية).