مسيحيو الشرق يستقبلون البابا وسط حروب وتوتر
جو 24 : بدأ بابا الفاتيكان فرانشيسكو اليوم السبت زيارة للأردن ستحمله للأماكن المقدسة، وحظي باستقبال رسمي حافل بعمان، في وقت تجمع مسيحيون من دول تشهد حروبا وتوترات في المنطقة، وصلوا معه في قداس "ليعم السلام والمحبة" الدول المحيطة بالأردن.
واستقبل الملك عبد الله الثاني البابا في قصر الحسينية بعمان ظهر السبت، قبل أن ينتقل الأخير لترؤس قداس في ملعب عمان الدولي بحضور عشرات الآلاف من المسيحيين، في حين ستختتم فعاليات يومه بالأردن بزيارة مغطس السيد المسيح بغور الأردن.
وحفلت كلمات ألقاها البابا وملك الأردن بالعديد من الرسائل السياسية والإنسانية والدينية، حيث ركز عبد الله الثاني على أهمية الزيارة، وهي الرابعة من نوعها بعد زيارات البابا بولص السادس قبل خمسة عقود، والبابا يوحنا بولص الثاني عام 2000، والبابا بنديكت السادس عشر عام 2009.
حماية المقدسات
وحرص ملك الأردن على التأكيد على دوره كحام لصورة الإسلام السمحة وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وقال "بما أنني السليل الحادي والأربعون للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، فقد سعيت إلى الحفاظ على الروح الحقيقية للإسلام، إسلام السلام".
وأضاف أن "واجبي كهاشمي يشمل حماية الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين في الأردن والقدس، ومن موقعي كوصي عليها، فإنني ملتزم بالحفاظ على المدينة المقدسة مكان عبادة للجميع، وأن أبقي عليها، بإذن الله، بيتا آمنا لكل الطوائف عبر الأجيال".
وركز الملك على المعاناة المستمرة للاجئين السوريين، داعيا البابا للإسهام الفاعل في تقديم العون لهم، كما عبر عن تطلعه لأن يسهم البابا في جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومساعدة قادة الجانبين للوصول إلى هذا السلام.
من جانبه أشاد البابا في كلمته باستضافة الأردن عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين ومناطق أخرى تشهد أزمات، لاسيما من سوريا المجاورة "التي تعاني من صراع منذ فترة طويلة".
وخلال لقائه نحو 400 معاق ولاجئ جاء كثير منهم من سوريا والعراق المجاورين في موقع المغطس (الموقع الذي قام فيه يوحنا المعمدان بتعميد السيد المسيح على بعد 50 كلم غرب عمان)، قال "أحث المجتمع الدولي على عدم ترك الأردن وحيدا في مواجهة الأزمة الإنسانية الناجمة عن وصول أعداد كبيرة جدا من اللاجئين".
وأعلن أن الكنيسة الكاثوليكية ستساعد اللاجئين السوريين عن طريق مؤسسة كاريتاس الأردن، كما دعا لإعادة الحوار في سوريا.
صورة للفرح
ورسم الآلاف من المسيحيين في القداس الذي ترأسه البابا في معلب عمان الدولي صورة امتزجت فيها المشاعر الروحية المفعمة بالفرح لقدوم البابا في رحلة الحج المسيحي من ناحية، مع الصورة الاحتفالية التي عبر عنها مسيحيون من مختلف دول المنطقة لاسيما التي تشهد حروبا وتوترات أدت لهجرة المسيحيين منها.
ورفع الحضور بكثافة أعلام الأردن والفاتيكان، وكذلك أعلام العراق وسوريا ولبنان ومصر والفلبين وإيطاليا والأرجنتين وإسبانيا، وأعلام دول أخرى عديدة.
وعبر أطفال مسيحيون عن فرحهم بزيارة البابا، وتسابقوا على الحصول على المصافحة الأولى منه، كما شهد الملعب حضور مسلمين عبروا عن فرحتهم بزيارة البابا للأردن.
واحدة من الحضور كانت العراقية "وسن طلال" تحدثت للجزيرة نت عن مشاعر الفرح بحضور القداس، وروت تفاصيل هجرتها من العراق بعد أن فقد المسيحيون مثلهم مثل باقي العراقيين الشعور بالأمن هناك.
من أجل السلام
وتقول أميلي من لبنان إنها جاءت لتصلي للسلام في الأردن ولبنان وأيضا سوريا التي قالت "إنها لا تعبر عن الخطر الذي يتهدد المسيحيين فقط، بل باتت عنوانا للانقسام الطائفي حتى بين المسلمين أنفسهم".
ومن بين الحضور أيضا كريستين التي قدمت من القاهرة خصيصا لحضور قداس البابا، حيث عبرت عن أملها بأن يعم الأمن بلدها مصر.
وقد قرأ محللون في الزيارة رسائل من الأردن بأنه يشكل حاضنة آمنة للوئام الديني في منطقة تعج بالاضطرابات والصراعات التي بدأت تأخذ شكلا دينيا وطائفيا.
وقال عامر الحافي نائب رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية إن رسائل زيارة البابا سياسية ودينية واقتصادية، مؤكدا أن الأردن يأمل من البابا أن يساعد من خلال مؤسسة كاريتاس -وهي الذراع الإغاثية للفاتيكان- اللاجئين وخاصة السوريين في المملكة.
المصدر : الجزيرة
واستقبل الملك عبد الله الثاني البابا في قصر الحسينية بعمان ظهر السبت، قبل أن ينتقل الأخير لترؤس قداس في ملعب عمان الدولي بحضور عشرات الآلاف من المسيحيين، في حين ستختتم فعاليات يومه بالأردن بزيارة مغطس السيد المسيح بغور الأردن.
وحفلت كلمات ألقاها البابا وملك الأردن بالعديد من الرسائل السياسية والإنسانية والدينية، حيث ركز عبد الله الثاني على أهمية الزيارة، وهي الرابعة من نوعها بعد زيارات البابا بولص السادس قبل خمسة عقود، والبابا يوحنا بولص الثاني عام 2000، والبابا بنديكت السادس عشر عام 2009.
حماية المقدسات
وحرص ملك الأردن على التأكيد على دوره كحام لصورة الإسلام السمحة وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وقال "بما أنني السليل الحادي والأربعون للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، فقد سعيت إلى الحفاظ على الروح الحقيقية للإسلام، إسلام السلام".
وأضاف أن "واجبي كهاشمي يشمل حماية الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين في الأردن والقدس، ومن موقعي كوصي عليها، فإنني ملتزم بالحفاظ على المدينة المقدسة مكان عبادة للجميع، وأن أبقي عليها، بإذن الله، بيتا آمنا لكل الطوائف عبر الأجيال".
وركز الملك على المعاناة المستمرة للاجئين السوريين، داعيا البابا للإسهام الفاعل في تقديم العون لهم، كما عبر عن تطلعه لأن يسهم البابا في جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومساعدة قادة الجانبين للوصول إلى هذا السلام.
من جانبه أشاد البابا في كلمته باستضافة الأردن عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين ومناطق أخرى تشهد أزمات، لاسيما من سوريا المجاورة "التي تعاني من صراع منذ فترة طويلة".
وخلال لقائه نحو 400 معاق ولاجئ جاء كثير منهم من سوريا والعراق المجاورين في موقع المغطس (الموقع الذي قام فيه يوحنا المعمدان بتعميد السيد المسيح على بعد 50 كلم غرب عمان)، قال "أحث المجتمع الدولي على عدم ترك الأردن وحيدا في مواجهة الأزمة الإنسانية الناجمة عن وصول أعداد كبيرة جدا من اللاجئين".
وأعلن أن الكنيسة الكاثوليكية ستساعد اللاجئين السوريين عن طريق مؤسسة كاريتاس الأردن، كما دعا لإعادة الحوار في سوريا.
صورة للفرح
ورسم الآلاف من المسيحيين في القداس الذي ترأسه البابا في معلب عمان الدولي صورة امتزجت فيها المشاعر الروحية المفعمة بالفرح لقدوم البابا في رحلة الحج المسيحي من ناحية، مع الصورة الاحتفالية التي عبر عنها مسيحيون من مختلف دول المنطقة لاسيما التي تشهد حروبا وتوترات أدت لهجرة المسيحيين منها.
ورفع الحضور بكثافة أعلام الأردن والفاتيكان، وكذلك أعلام العراق وسوريا ولبنان ومصر والفلبين وإيطاليا والأرجنتين وإسبانيا، وأعلام دول أخرى عديدة.
وعبر أطفال مسيحيون عن فرحهم بزيارة البابا، وتسابقوا على الحصول على المصافحة الأولى منه، كما شهد الملعب حضور مسلمين عبروا عن فرحتهم بزيارة البابا للأردن.
واحدة من الحضور كانت العراقية "وسن طلال" تحدثت للجزيرة نت عن مشاعر الفرح بحضور القداس، وروت تفاصيل هجرتها من العراق بعد أن فقد المسيحيون مثلهم مثل باقي العراقيين الشعور بالأمن هناك.
من أجل السلام
وتقول أميلي من لبنان إنها جاءت لتصلي للسلام في الأردن ولبنان وأيضا سوريا التي قالت "إنها لا تعبر عن الخطر الذي يتهدد المسيحيين فقط، بل باتت عنوانا للانقسام الطائفي حتى بين المسلمين أنفسهم".
ومن بين الحضور أيضا كريستين التي قدمت من القاهرة خصيصا لحضور قداس البابا، حيث عبرت عن أملها بأن يعم الأمن بلدها مصر.
وقد قرأ محللون في الزيارة رسائل من الأردن بأنه يشكل حاضنة آمنة للوئام الديني في منطقة تعج بالاضطرابات والصراعات التي بدأت تأخذ شكلا دينيا وطائفيا.
وقال عامر الحافي نائب رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية إن رسائل زيارة البابا سياسية ودينية واقتصادية، مؤكدا أن الأردن يأمل من البابا أن يساعد من خلال مؤسسة كاريتاس -وهي الذراع الإغاثية للفاتيكان- اللاجئين وخاصة السوريين في المملكة.
المصدر : الجزيرة