jo24_banner
jo24_banner

أردنيون يجهلون تاريخ الإستقلال

أردنيون يجهلون تاريخ الإستقلال
جو 24 : "متى استقلت المملكة الأردنية الهاشمية؟"، سؤال طرح على عدد من الشبان الذين لا تزيد أعمارهم على 29 عاما، لتجد 3 إجابات صحيحة من أصل 25 استفسارا.

معرفة الشبان المتضائلة بالتاريخ، الذي لا يشكل "تاريخ الاستقلال" أكثر من 1 % منه، من الأمور التي لم تعد خافية في المجتمع الأردني، والتي- لا بد- تتسبب بأزمات أهمها "قلة الانتماء للأرض الأردنية".

"معرفة الشباب الاردني بتاريخ الاردن قليلة جدا واحيانا لا تتعدى مذاكرة المقررات الدراسية لامتحان ما، أي تثبيت التاريخ بذاكرة أبنائنا المؤقتة"، هذا ما قاله المختصون لـ"العرب اليوم" في سياق المشكلة، التي ما اختلفوا على وجودها.


المُلام الاول في تجاهل التاريخ، برأي المختصين، كان "الشاب نفسه" الذي عدّوه "لا يحاول معرفة تاريخ بلده"، ولكن هل يعني ذلك أن من سواه أخلَوا مسؤولياتهم؟؟.


العديد من المسؤولين ملامون أيضا، فالمقررات الدراسية المتخصصة بالتاريخ "تعطى للطالب بشكل تلقيني ممل"، كما تُعدّ بالطريقة ذاتها، الأمر الذي يجعلنا نقف في هذا السياق وجها لوجه أمام النظام التعليمي الذي يجحف البلاد حقها، ويختصرها بعدد بسيط من الأحداث التاريخية.

الأردن حسب مؤرخين أردنيين، تاريخه ممتد من أيام العموريين، الذين هم أشقاء الكنعانيين (من كانوا يقطنون في فلسطين)، الأمر الذي لا ينبغي أن يشعر الأردنيون في سياقه أنهم أقل قدرا من أي شعب يتحدث عن نفسه كحفدة "الفراعنة، أو الفينيقيين أو غيرهم".

الموجود في التاريخ الأردني المقرر والمدرّس (بفتح الراء) عن البلاد، لا يزيد على 10 % من تاريخها الحقيقي، وهو ما "يضرب بعمق" ولاء الأردنيين لبلدهم، ويعبث بهُويّتهم المحلية باقتدار.

وجزء لا بأس به من إضاعة الهُوية الأردنية، وظهور التقرحات في جوانبها حال التقائها بأي من المحكات الظاهرة أو الخفيّة، يكمن في "تهميش" التاريخ وتأصيله، الأمر الذي لا بد للدولة الأردنية بكل أنظمتها أن تتنبه إليه وتتذكر أهميته.

شباب أردني لم يتحرج من القول لـ "العرب اليوم" إنه "لم يسمع شيئا عن تاريخ بلاده" كونه لم يختصّ في مجال التاريخ، الأمر الذي لن تجده إن سألت "ألمانيا" عن أدق تفاصيل تاريخ بلاده.

ارتباط التاريخ بالواجب الدراسي وحسب، جعل الشبان يقولون صراحة، إنهم لا يعلمون "أهمية" أن يكون واحدهم عارف لماضي الدولة التي ينتمي لها.
اليوم، مبادرات اردنية عديدة باتت تبحث عن "تأصيل" للأردني وهُويته، الأمر الذي لا بد في ظله أن يؤخذ التاريخ بعين الاعتبار، ويبحث بكيفية تحفيز الشباب الأردني على معرفة تاريخه، وأصول أجداد أجداده، الأمر الذي قد يقلل من وطأة الانتماءات الضيقة في السياق.

رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجدي الدين خمش يلقي باللوم الاساسي في جهل الشباب بتاريخهم على الجامعات، معتبرا ان الطالب "غير مهيأ" لمطالعة الكتب بصورة أساسية، سواء كانت الكتب بالتاريخ او اي مادة اخرى مما يولد لديه حالة من الجهل الوطني والتاريخي.

التاريخ بشكل عام مادة "غير ممتعة" للقراءة، حسب خمش، الذي تحدث عن كون "الشاب الاردني يعتبر قراءة التاريخ في مرحلة الدراسة المدرسية تغنيه عن تكرار التجربة".

خمش قال لـ"العرب اليوم": إن تضمين المناهج أيضا لجزءٍ "ضئيل" من التاريخ الذي يقتصر على الخطوط العريضة، يؤذي الطلبة، ويساهم في تجهيلهم بتاريخهم بصورة أكبر وأكثر اتساعا، برغم أن خمش شخصيا يعدّ "تاريخ الأردن" جميلا ويحوي العديد من تفاصيل الانجاز العربي والاردني.

يكمل خمش بان واقع التدريس في الاردن اضعف اهتمام الطالب في القراءة، ما ينعكس سلبا على مدى المام الطلبة بتاريخ الاردن، ويؤثر ايضا في البحث العلمي لان العديد من دور النشر التي تقرر انتاج كتب متخصصة بالتاريخ لا تُقدم على ذلك بسبب ضعف الاستهلاك لهذه الكتب.

الدولة أيضا لا بد عليها من "إثم" في السياق، فإهمال تاريخ المملكة لن يفيد إلا قوى شدّ عكسي، تتحلّى بالاقليميات الضيّقة والهُويات الفرعية. العرب اليوم
تابعو الأردن 24 على google news