2024-07-29 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الإهمال الحكومي القاتل والتلفيق الرسمي

علي السنيد
جو 24 : ترى من من المسؤولين الأردنيين يوجعه ضميره الآن، ويفكر بالانتحار على شاكلة المسؤول الياباني عندما يفشل، او على الأقل سيسارع الى تقديم استقالته تحت وازع من تأنيب الضمير، او الشعور بحس المسؤولية، وقد تسبب تقصيره في حق مواطن اردني بموته، وهو في هذه اللحظة بين يدي ربه، وقد تم التخلي عنه وهو يعاني بين الحياة والموت حيث تعرض للدغة افعى في واد سحيق ، وترك يعاني اشد الالام، وهو يحمل على البهائم لايصاله لاقرب طريق توصله الى المستشفى، وذهبت ادراج الرياح المناشدات التي اطلقناها لكافة المسؤولين بتحريك طائرة عمودية لانقاذ الرقيب عودة الحواتمة بدلا من فقدان الساعات الطوال في عملية الانقاذ الشاقة.

وهل هذه الحكومات تحمل في احشائها من يستشعر فداحة المسؤولية، ويدرك ان حياة الناس، ومصيرهم، وحقوقهم وحرياتهم ليست العوبة وانما هي امانة في عنقه سيسأل عنها امام الله، وانه مسؤول امام الشعب، ومسؤوليته ليست فقط في اطار مكتبه الفاره .

وماذا لو وقعت هذه الحادثة المؤلمة في دولة ديمقراطية وكم مسؤولا كان سيقدم استقالته، او يجبر على تقديمها شعبيا، او عبر قرار قضائي ، ومفادها ان مواطنا فقد حياته لعدم الاستجابة لنداء استغاثته، وهو في عز محنته، وازهقت روحه بسبب التأخر في انقاذ حياته، والذي سجلته كاميرات التليفونات وهو محمول على على البهائم، واكتاف المواطنيين، والذي استغرق انقاذه لساعات ، ويبخل المسؤولون بمجرد ارسال طائرة للمسارعة بانقاذه قد لا تكلف على موازنة الدولة عدة مئات من الدنانير.

وهذا السلوك الرسمي غير الانساني يسفر عن الطبيعة البشعة للمسؤول الذي لا يعمل بدافع المسؤولية نفسها، وانما وفق اهوائه، او مصالحه، وهم يؤشرون الى تدني في الحس الانساني، وتجرد من المشاعر، ويظهرون متجردين من سمات القادة الذين يتسامون في طبيعتهم الانسانية، ويضحون في سبيل اسعاد غيرهم، ويتماهون مع الحالة العامة.

ان القيادات، ومن يتقدمون الصفوف انما تؤهلهم الملكات الخاصة بهم، وليس العجز والتباطؤ واهدار المسؤولية، ويكونون على سوية اخلاقية عالية، ولديهم حس انساني رفيع.

وليسوا قيادات اردنية اؤلئك الذين بقيت اناشدهم لساعات طوال بأن يتخذوا القرار اللازم لانقاذ حياة الرقيب الحواتمة والذي كان في شدة المعاناة، ويقف على شفير الموت، وكانت الدقائق فارقة في تقرير مصيره - ورغم ان الموت والحياة بيد الله- الا انهم لم يحركوا ساكنا، ورضوا على انفسهم ان مواطنا اردنيا في حالة حرجة يتم انقاذه على البهائم.

انا ادرك انهم لن يفلتوا من العدالة الالهية التي ستلاحقهم، والتي استشعرها عمر بن الخطاب وقال ' والله لو ان بغلة عثرت في العراق لحاسب الله عمر لما لم يصلح لها الطريق' وحسبي انني قلت كلمتي فيهم، الا ان اكثر ما اثار استهجاني في حادثة وفاة هذا المواطن الاردني على خلفية التقصير الحكومي في انقاذه هو ادعاء التقرير الرسمي ان طائرة عمودية تحركت في عملية الانقاذ الا انها فشلت في الهبوط في الموقع نظرا لوعورة المنطقة، وقد سبق وان هاتفني وزير الداخلية بعد نشر الخبر في الاعلام، ونقل لي ان ضابط الملاحظة لم يستطع ان يحدد موقعا تهبط فيه الطائرة، وقد نفى كافة الافراد الذين شاركوا بالعملية انهم لاحظوا وجود مروحية في الاجواء، ولم يصدف ان احدا من ابناء لواء ذيبان اخبر عن رؤيته لطائرة عمودية طوال عملية الانقاذ االبدائية التي استمرت لساعات على البهائم، وانا لدي معلومات مؤكدة ان احد حيوانات محمية الموجب- أي في ذات الموقع تقريبا - اصابه عارض صحي قبل سنوات، وتم انزال طائرة عمودية ونقله للعلاج الى عمان.

وانا دحضا لهذا التلفيق ولاظهار الحقيقة ادعو الحكومة لتشكيل لجنة تحقيق بهذه الحادثة، وحصر جهات المسؤولية، وسأرسل مذكرة نيابية بهذا الخصوص، ومن وقعت عليه المسؤولية اتمنى عليه ان يرحل.
تابعو الأردن 24 على google news