صباحي خسر.. فماذا ينتظره؟
جو 24 : لم تكن خسارة مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي انتخابات الرئاسة المصرية مفاجئة لكثير من متابعي الشأن المصري، ولا المصريين أنفسهم، إذ بدا المنصب الأرفع محجوزًا، أو محسومًا على أقل تقدير، لوزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي، الذي عزل أول رئيس منتخب في يوليو/تموز الماضي.
غير أن المفاجأة كانت في عدم تجاوز صباحي حاجز المليون صوت، وهو الذي حلَّ ثالثاً في انتخابات 2013 بعد أن صوَّت له قرابة خمسة ملايين مصري.
وأثار حصول صباحي على المركز الثالث بعد أن بلغت الأصوات الباطلة ضعف ما حصل عليه تقريبًا، وفق النتائج غير الرسمية، جملة من التساؤلات بشأن ما يمكن للسلطة العسكرية الجديدة أن تفعله بالرجل الذي لم يشكك في نتيجة الانتخابات، رغم اعتراضه على كثير من الممارسات التي وقعت بها، والتي أدت إلى سحب مندوبيه من اللجان في ثالث أيام الاقتراع.
وكان صباحي قد رفض الاستجابة لمطالباته بالانسحاب من الانتخابات، بعد أن بدت وكأنها عملية شكلية لتنصيب السيسي، وهو ما أفقده تأييد واحترام كثيرين، وجعله وحيدًا في مواجهة الدولة العسكرية العائدة بقوة، حسب نشطاء ومحللين.
تخوف
وعن إمكانية تعرض صباحي لبطش السلطة الجديدة، يقول عمرو بدر -عضو حملة صباحي الانتخابية- إن كل شيء وارد ومتوقع من هذه السلطة التي أعادت دولة المخلوع مبارك بكل وجوهها وقمعها وانتهاكاتها، على حد تعبيره.
وأضاف -في تصريح للجزيرة- إن خسارة حمدين "لا تعني نهاية المشوار، فالثورات لا تنجز أهدافها بيوم وليلة".
وعن الدور الذي يمكن لصباحي لعبه في مستقبل مصر السياسي -يقول بدر- إنه "سيتزعم المعارضة من خلال تأسيس كيان يضم كافة القوى المؤمنة بالثورة والدولة المدنية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة".
ونفى أن يكون خوض صباحي الانتخابات، في ظل الانحياز الكامل والواضح من أجهزة الدولة ومؤسساتها للسيسي، يمثل "صفقة يحصل بموجبها على دور سياسي كما يروج البعض"، مؤكدًا أن صباحي كان يعرف أن حظوظ منافسه أكبر، غير أنه صُدم بالنتيجة، على حد قوله.
وأشار إلى أن حملة صباحي قدمت للجنة العليا للانتخابات مذكرة "توثق الانتهاكات التي وقعت من تسويد بطاقات وتضييق على مندوبيها، وإحالة 14 منهم للنيابة، وطالبت بإلغاء الأصوات التي تم الإدلاء بها في ثالث أيام الاقتراع".
وفي الجهة المقابلة اعتبر القيادي في تحالف دعم الشرعية الدكتور علاء أبو النصر، أن قبول صباحي الاستمرار في الانتخابات بعد ما وقع فيها يؤكد أنه "إما وُعِدَ بموقع سياسي، أو أنه أجبر على الاستمرار بطريقة ما".
رهين العسكر
وأكد أبو النصر أن مستقبل صباحي أصبح بيد العسكر، فإما أن يهمشوه وإما أن يتخلصوا منه كما تخلصوا من مؤيدي الانقلاب، لافتًا إلى أن طموحات صباحي "ستقوده للسجن لو اصطدمت بمصالح العسكر".
أما الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة المشهد مجدي شندي، فاستبعد أن تسعى السلطة الجديدة للتخلص من صباحي، مؤكدًا أنها في حاجة لوجود معارضة مدنية لا تنتهج العنف والتفجيرات، بحسب تعبيره.
وعزز رأيه بالقول إن صباحي هو "آخر ممثلي ثورة 25 يناير"، ومن ثم فإن النيل منه يعني النيل من الثورة التي يعتز المصريون بها.
وأشار إلى أن حالة الاستقطاب، وانحياز كافة المؤسسات -وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية والدينية- للسيسي "أخرجت نتائج مشوهة وغير معبرة عن الإرادة الحقيقية للناخبين".
وخلص في حديثه إلى أن صباحي "لا بد وأن يسعى لتأسيس كيان معارض قوي يحجز لنفسه حصة في البرلمان المقبل".
وتجدر الإشارة إلى أن نتائج غير رسمية تشير إلى حصول السيسي على قرابة 25 مليون صوت، فيما حصل صباحي على قرابة 800 ألف صوت، وبلغت الأصوات الباطلة نحو مليون وخمسمائة ألف صوت.
وقالت اللجنة العليا للانتخابات إن نسبة التصويت تجاوزت 40% من أصل 52 مليون مصري لهم حق التصويت. ومن المقرر أن تعلن النتائج بشكل رسمي في الخامس من يونيو/حزيران.
المصدر : الجزيرة
غير أن المفاجأة كانت في عدم تجاوز صباحي حاجز المليون صوت، وهو الذي حلَّ ثالثاً في انتخابات 2013 بعد أن صوَّت له قرابة خمسة ملايين مصري.
وأثار حصول صباحي على المركز الثالث بعد أن بلغت الأصوات الباطلة ضعف ما حصل عليه تقريبًا، وفق النتائج غير الرسمية، جملة من التساؤلات بشأن ما يمكن للسلطة العسكرية الجديدة أن تفعله بالرجل الذي لم يشكك في نتيجة الانتخابات، رغم اعتراضه على كثير من الممارسات التي وقعت بها، والتي أدت إلى سحب مندوبيه من اللجان في ثالث أيام الاقتراع.
وكان صباحي قد رفض الاستجابة لمطالباته بالانسحاب من الانتخابات، بعد أن بدت وكأنها عملية شكلية لتنصيب السيسي، وهو ما أفقده تأييد واحترام كثيرين، وجعله وحيدًا في مواجهة الدولة العسكرية العائدة بقوة، حسب نشطاء ومحللين.
تخوف
وعن إمكانية تعرض صباحي لبطش السلطة الجديدة، يقول عمرو بدر -عضو حملة صباحي الانتخابية- إن كل شيء وارد ومتوقع من هذه السلطة التي أعادت دولة المخلوع مبارك بكل وجوهها وقمعها وانتهاكاتها، على حد تعبيره.
وأضاف -في تصريح للجزيرة- إن خسارة حمدين "لا تعني نهاية المشوار، فالثورات لا تنجز أهدافها بيوم وليلة".
وعن الدور الذي يمكن لصباحي لعبه في مستقبل مصر السياسي -يقول بدر- إنه "سيتزعم المعارضة من خلال تأسيس كيان يضم كافة القوى المؤمنة بالثورة والدولة المدنية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة".
ونفى أن يكون خوض صباحي الانتخابات، في ظل الانحياز الكامل والواضح من أجهزة الدولة ومؤسساتها للسيسي، يمثل "صفقة يحصل بموجبها على دور سياسي كما يروج البعض"، مؤكدًا أن صباحي كان يعرف أن حظوظ منافسه أكبر، غير أنه صُدم بالنتيجة، على حد قوله.
وأشار إلى أن حملة صباحي قدمت للجنة العليا للانتخابات مذكرة "توثق الانتهاكات التي وقعت من تسويد بطاقات وتضييق على مندوبيها، وإحالة 14 منهم للنيابة، وطالبت بإلغاء الأصوات التي تم الإدلاء بها في ثالث أيام الاقتراع".
وفي الجهة المقابلة اعتبر القيادي في تحالف دعم الشرعية الدكتور علاء أبو النصر، أن قبول صباحي الاستمرار في الانتخابات بعد ما وقع فيها يؤكد أنه "إما وُعِدَ بموقع سياسي، أو أنه أجبر على الاستمرار بطريقة ما".
رهين العسكر
وأكد أبو النصر أن مستقبل صباحي أصبح بيد العسكر، فإما أن يهمشوه وإما أن يتخلصوا منه كما تخلصوا من مؤيدي الانقلاب، لافتًا إلى أن طموحات صباحي "ستقوده للسجن لو اصطدمت بمصالح العسكر".
أما الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة المشهد مجدي شندي، فاستبعد أن تسعى السلطة الجديدة للتخلص من صباحي، مؤكدًا أنها في حاجة لوجود معارضة مدنية لا تنتهج العنف والتفجيرات، بحسب تعبيره.
وعزز رأيه بالقول إن صباحي هو "آخر ممثلي ثورة 25 يناير"، ومن ثم فإن النيل منه يعني النيل من الثورة التي يعتز المصريون بها.
وأشار إلى أن حالة الاستقطاب، وانحياز كافة المؤسسات -وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية والدينية- للسيسي "أخرجت نتائج مشوهة وغير معبرة عن الإرادة الحقيقية للناخبين".
وخلص في حديثه إلى أن صباحي "لا بد وأن يسعى لتأسيس كيان معارض قوي يحجز لنفسه حصة في البرلمان المقبل".
وتجدر الإشارة إلى أن نتائج غير رسمية تشير إلى حصول السيسي على قرابة 25 مليون صوت، فيما حصل صباحي على قرابة 800 ألف صوت، وبلغت الأصوات الباطلة نحو مليون وخمسمائة ألف صوت.
وقالت اللجنة العليا للانتخابات إن نسبة التصويت تجاوزت 40% من أصل 52 مليون مصري لهم حق التصويت. ومن المقرر أن تعلن النتائج بشكل رسمي في الخامس من يونيو/حزيران.
المصدر : الجزيرة