السعودية والفوضى الخلاقة

جو 24 : من زيارة امير الكويت لطهران، إلى رسالة ملك السعودية للرئيس المصري الجديد، مروراً بمعركة كسر العظم مع قطر، وايضاً التسريبات بتمويل الرياض صفقة أسلحة روسية لصالح القاهرة، تبدو السعودية وكأنها تعيد ترتيب أوراقها في المنطقة، وتتخلى عن خطوطها التاريخية الحمراء.
في العادة، حين يتحدث العاهل السعودي او يكتب رسالة، تكون الكلمات موجزة، وعامة، في دبلوماسية ميزت الحكام السعوديين، ولكنه في رسالته للمشير السيسي يخرج عن ذلك السياق، ويتحدث عن «الفوضى الخلاقة»، ويقول بالنص: «هذه الفوضى الدخيلة علينا، والتي ما أنزل الله بها من سلطان، قد حان وقت قطافها دون هوادة». هنا، وبالضرورة، فخادم الحرمين الشريفين يوجه رسالة ضمنية الى واشنطن، الحليف التاريخي، بكونها اساس الخراب الذي وصلت اليه المنطقة، فالولايات المتحدة هي صاحبة نظرية «الفوضى الخلاقة» التي ستأتي بالشرق الاوسط الجديد، كما أعلنتها كونداليسا رايس قبل تسع سنوات.
سيكون مبكراً، الان، توقع تشكيل محور جديد، قويّ ومؤثر، يضم الرياض والقاهرة وطهران، فالملفات الشائكة ستظل موجودة وصعبة الحل، وأولها سوريا، ولكن المصالح حين تلتقي يمكن توقع حدوث غير المتوقع، والأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة في هذا الشأن.

السبيل