"السيلفي" يشي باضطراب نفسي يحتاج علاجا
جو 24 : اخلاص القاضي – لايكاد يمضي يوم واحد من دون ان تنشر الثلاثينية مجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لها, تلتقطها لنفسها بنفسها فيما عرف اخيرا بـ" السليفي ", اي الالتقاط الذاتي للصور .
هذا النوع من الصور " السليفي ", بات "صرعة" تحتل فضاءات تلك المواقع بشكل كبير في الاونة الاخيرة في تحد وسباق غير معلن بين عشاق تلك الممارسة التي صنفتها دراسات نفسية بانها تعبر عن حالة من " الاضطراب النفسي " وفقا لمختصين . وتعني كلمة " سيلفي " التي تدمن مجد على ممارسته " انا " بالانجليزية , واستخدمت بين العامة على طريقة " العربيزي " اي الجمع بين كلمتين عربية واجنبية معا للتعبير عما يسمى ب " صورة ملتقطة ذاتيا ".
وتقول مجد لـ " بترا " : اعتدت على تصوير نفسي بنفسي, حتى قبل ان تشيع ظاهرة " السيلفي " , حيث انني كنت في احدى المرات في وسط البلد واحببت توثيق وجودي قرب المدرج الروماني , غير انني تفاجأت برفض اشخاص مساعدتي لالتقاط صورة لي ,وشعرت بالخجل من انني ربما اقتحمت خصوصياتهم واراداتهم بطلبي هذا , فآثرت اخذ صورة لنفسي , ووجدت في ذلك وسيلة لتوثيق المشاهد دون تكليف احد بذلك , خاصة عندما اكون وحدي دون صديق او قريب .
وتضيف : ومن وقتها استهوتني الفكرة التي لا اجد نفسي الوحيدة التي تمارسها بل ان عشرات الالاف في العالم يقومون بذلك . وتكررت الاحداث والمواقف كما تزيد مجد, واصبحت اتقن التقاط صور ذاتية لاقت استحسان الاصدقاء والصديقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي , ووجدت نفسي لاحقا " مهووسة " بهكذا نوع من التصوير , رافضة اي تحليل نفسي او اجتماعي يصنف من يتصور " سيلفي " في خانة الاضطراب النفسي , متسائلة : كيف يكون اضطراب نفسي ويحظى بمئات اللايكات عبر الفيس بوك مثلا ؟ و"تُعبّر هواية التصوير الذاتي المتكرر الذي تصاعدت وتيرته في الاونة الاخيرة عن " الهوس بالشيء" وحالة من النرجسية الساذجة الباحثة عن هوية ما تفتقدها في محيطها", وفقا لمختصين بعلم النفس والاجتماع .
ويقول علماء نفس اجتماعي :" ان ثمة مشكلات نفسية واجتماعية يعانيها ممارسو تلك الهواية بشكل مرضي تشير الى انعدام الثقة بالنفس وغياب الافق , والشعور بضبابية المصير والتهميش , ومحاولات البحث عن ادوار و لفت النظر , باستعمال تعبيرات وجوههم ولغة اجسادهم بطريقة مبالغ بها , طريقة "تظهر الوجوه وكأنها تنظر الى مرآة محدبة تثير في كثير من الاحيان الضحك والسخرية وربما التقزز على حد تعبيرهم ".
ويتساءل الشاب سيف , موظف بالقطاع الخاص , كيف يرضى الشخص ان ينشر لنفسه صورة تظهره وكانه مشوه , في الماضي كانت الفتيات على وجه التحديد يقمن بمراجعة صورهن والتأكد من جمالية الصورة قبل نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي , فيما اليوم وبسبب انتشار " السيلفي " لم تعد جمالية المظهر وتشذيبها في الصورة مؤرقة لدى مهووسي تلك الممارسة , بل ان السائد والمهم هو التصوير بهذه الطريقة التي تعد موضة عصر التصوير كما يرى بعضهم . يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة :" من دون شك ان " صرعة " التصوير الذاتي اوجدت مساحة للتعبير الايجابي , ولكن للاسف اوجدت ايضا تعبيرا سلبيا" , مؤكدا ان مبتكري ومطوري الوسائل والادوات التكنولوجية الحديثة ومنها الكاميرات والهواتف المحمولة المزودة بكاميرات من الذين درسوا النفس البشرية بشكل متعمق , يدركون تماما انه هنالك علة نرجسية لدى الجميع .
وهنالك من يملك القدرة على ضبط نرجسيته كما يوضح الدكتور الحباشنة فيما ان اخرين غير قادرين على كبح جماحها , معلنين انانيتهم في سياقات متنوعة منها التصوير الذاتي " الزائد عن الحد " , واصفا اياه " بالحالة المرضية " , التي تؤطر بمحورية غير انتاجية وغير ذات نفع .
ويسهب : ان يلتقط الشخص صورا ذاتية لنفسه في مناسبة ما لتوثيقها بشكل معتدل , فهذا مبرر نفسيا واجتماعيا , ولكن ان يتعمد المرء تصوير ذاته في كل لحظة ودون مناسبة ناشرا اياها في فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي بانتظار " لايكات " , لا يفسر الا تحت بند الحالة المرضية التي تحتاج الى الوقوف على اسبابها , ومنها شعور المرء بالتهميش , او البحث عن ادوار , او شعوره بقبح وجهه , او بضعف دوره المجتمعي , وفقدانه للثقة بالنفس .
ويرى ان انتشار " السيلفي " في الاونة الاخيرة يعكس حالة من الفوضى غير الخلاقة , ويؤكد تضرر الذائقة لدى بعضهم جراء اعتيادها على مشاهد " السيلفي " , ولاسيما , تكريس بعض " بوزات " الصور التي تظهر فيها اليدان مطلقتين لعلامات النصر او الهزيمة , والفم الذي يسمى بفم " البطة " وهذه منتشرة عند الفتيات المراهقات , او بتحديق العينين , او بمد اللسان , وغيرها من اللقطات التي اقل ما يقال عنها انها لا تقدر او تأخذ بعين الاعتبار ردات فعل الناس على محمل الجد واصفا من يلتقطونها بالنرجسية الساذجة التي لا تعير لردات فعل الناس عليهم اي انتباه .
وفي سياق غير بعيد يؤكد الدكتور الحباشنة :"ان جميع الافراد يمتلكون نرجسية ما وهذا من طبيعة النفس البشرية , ولكن الاذكياء يعبرون تعبيرا ذكيا عنها تعبيرا مواربا، لكنه يتكلم عن ذاته بمنتج يحترم عقل المتلقي , ويستدرج ثناءه عليه مشيرا الى ان " السيلفي " المعتدل , جائز , لكن المبالغ فيه مرضي بلا شك متقاطعا مع مضامين تقارير عالمية اكدت ان " السيلفي " هو اضطراب نفسي .
ويشير في هذا الصدد الى ما اعلنت عنه لخيرا بشكل رسمي الرابطة الأمريكية للطب النفسي بان التقا ط صور ذاتيه " سيلفي " دلالة على اضطراب نفسي , سمي ب " سيلفيتيز " اي الرغبة القهرية في إلتقاط صور للذات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعويض عن شعور بنقص وفراغ وانعدام الثقة بالنفس.
ويقول الدكتور الحباشنة :"تم تقسيم هذا الاضطراب الى مستويات ثلاثة , الاول وهو ضمن الحدود , ويتضمن التقاط الانسان لنفسه صورا باليوم الواحد اقلها ثلاثة دون نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي . والثاني وهو الحاد الذي يتضمن التقاط الصور للذات بمعدل اقله ثلاث مرات في اليوم ونشرها كلّها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، اما الثالث والاخير، فهو المزمن المصاحب لرغبة لا تمكن السيطرة عليها لالتقاط الصور الذاتية على مدى الساعة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من ست مرات يوميا . ووفقا للحباشنة وبحسب دراسات عالمية فانه لا يوجد حاليا أي علاج لهذا الاضطراب إنّما العلاج المؤقت قد يكون متوفرًا لدى الأطباء النفسيين من خلال العلاج المعرفي السلوكي.
استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين محادين يبين ان طبيعة التكنولوجيا تمثل صدمة حضارية لبعض المجتمعات , ذلك ان هنالك مسافة ذهنية وسلوكية بينها وبين دول المركز المتقدمة التي صدرت هذه الادوات العولمية، وعليه لا غرابة ان نجد هنالك تناشزا حضاريا بين فلسفة التكنولوجيا في الدول المصدرة لها وسلوك الافراد في الدول التي تقتات عليها .
ويتابع : لذلك كان من مصاحبات التكنولجيا , منح هذه الجتمعات المكبوتة وقليلة الحرية , فرصة استثنائية عابرة للجغرافيا والمفاهيم وبصورة تفاعلية لحظية الامر الذي اسيء استخدامه من قبل بعضهم , فتحولت هذه الوسائل التواصلية فيما بيننا للحديث عن " طبخة اليوم , واللوك الجديد , وصواني الحلويات , وغيرها " , على الرغم من ان بعض تلك الصور تحمل من الرتابة اكثر بكثير مما تحمل ادنى دهشة .
ويضيف الدكتور محادين :" وعليه بدت استخداماتنا لهذه الوسائل اقرب الى الصوت والصدى نفسه , اذ اننا مهمومون جميعا بسؤال الحرية الفردية ورغيف الخبز والمقارنات العبثية بين ما يجري في مجتمعاتنا وما هو قائم وما انجز في المجتمعات الاخرى , لذلك نجد ان الفرد العربي قد وجد ضالته في اشباع مكبوتاته بصورة فردية , وعليه اصبحت القيم الفردية والانا المتورمة مركزا اساسيا في استعمالات هذه الوسائل التواصلية , خصوصا انها وفرت فرصة مضافة للهروب من بعض الضوابط الاجتماعية في المجتمع .
ويؤكد ان التركيز على الصورة الشخصية او السلوكات العادية المتكررة , كتناول طعام , او الاخبار عن سفر , او الهوس بالبحث عن كثرة " اللايكات " , " عوامل تؤكد انفصاما حقيقيا وحضاريا بيننا وبين هذه الوسيلة الاتصالية المهمة التي لم تسعف العرب في ان يشغلوا اكثر من 10 بالمئة من الفضاءات التي يغطيها وطننا العربي كما تشير بعض الدراسات" .
وينبه الدكتور محادين الى ان نتائج هذه الدراسات تدل على ضعف المحتوى العربي وعدم جداوه بالنسبة للاخرين , بيد انه يسهم ضمنا في زيادة ارباح شركات الاتصالات في البلدان النامية كذراع استشمارية للشركات الام , وهذا هو بيت القصيد .
( بترا )
هذا النوع من الصور " السليفي ", بات "صرعة" تحتل فضاءات تلك المواقع بشكل كبير في الاونة الاخيرة في تحد وسباق غير معلن بين عشاق تلك الممارسة التي صنفتها دراسات نفسية بانها تعبر عن حالة من " الاضطراب النفسي " وفقا لمختصين . وتعني كلمة " سيلفي " التي تدمن مجد على ممارسته " انا " بالانجليزية , واستخدمت بين العامة على طريقة " العربيزي " اي الجمع بين كلمتين عربية واجنبية معا للتعبير عما يسمى ب " صورة ملتقطة ذاتيا ".
وتقول مجد لـ " بترا " : اعتدت على تصوير نفسي بنفسي, حتى قبل ان تشيع ظاهرة " السيلفي " , حيث انني كنت في احدى المرات في وسط البلد واحببت توثيق وجودي قرب المدرج الروماني , غير انني تفاجأت برفض اشخاص مساعدتي لالتقاط صورة لي ,وشعرت بالخجل من انني ربما اقتحمت خصوصياتهم واراداتهم بطلبي هذا , فآثرت اخذ صورة لنفسي , ووجدت في ذلك وسيلة لتوثيق المشاهد دون تكليف احد بذلك , خاصة عندما اكون وحدي دون صديق او قريب .
وتضيف : ومن وقتها استهوتني الفكرة التي لا اجد نفسي الوحيدة التي تمارسها بل ان عشرات الالاف في العالم يقومون بذلك . وتكررت الاحداث والمواقف كما تزيد مجد, واصبحت اتقن التقاط صور ذاتية لاقت استحسان الاصدقاء والصديقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي , ووجدت نفسي لاحقا " مهووسة " بهكذا نوع من التصوير , رافضة اي تحليل نفسي او اجتماعي يصنف من يتصور " سيلفي " في خانة الاضطراب النفسي , متسائلة : كيف يكون اضطراب نفسي ويحظى بمئات اللايكات عبر الفيس بوك مثلا ؟ و"تُعبّر هواية التصوير الذاتي المتكرر الذي تصاعدت وتيرته في الاونة الاخيرة عن " الهوس بالشيء" وحالة من النرجسية الساذجة الباحثة عن هوية ما تفتقدها في محيطها", وفقا لمختصين بعلم النفس والاجتماع .
ويقول علماء نفس اجتماعي :" ان ثمة مشكلات نفسية واجتماعية يعانيها ممارسو تلك الهواية بشكل مرضي تشير الى انعدام الثقة بالنفس وغياب الافق , والشعور بضبابية المصير والتهميش , ومحاولات البحث عن ادوار و لفت النظر , باستعمال تعبيرات وجوههم ولغة اجسادهم بطريقة مبالغ بها , طريقة "تظهر الوجوه وكأنها تنظر الى مرآة محدبة تثير في كثير من الاحيان الضحك والسخرية وربما التقزز على حد تعبيرهم ".
ويتساءل الشاب سيف , موظف بالقطاع الخاص , كيف يرضى الشخص ان ينشر لنفسه صورة تظهره وكانه مشوه , في الماضي كانت الفتيات على وجه التحديد يقمن بمراجعة صورهن والتأكد من جمالية الصورة قبل نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي , فيما اليوم وبسبب انتشار " السيلفي " لم تعد جمالية المظهر وتشذيبها في الصورة مؤرقة لدى مهووسي تلك الممارسة , بل ان السائد والمهم هو التصوير بهذه الطريقة التي تعد موضة عصر التصوير كما يرى بعضهم . يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة :" من دون شك ان " صرعة " التصوير الذاتي اوجدت مساحة للتعبير الايجابي , ولكن للاسف اوجدت ايضا تعبيرا سلبيا" , مؤكدا ان مبتكري ومطوري الوسائل والادوات التكنولوجية الحديثة ومنها الكاميرات والهواتف المحمولة المزودة بكاميرات من الذين درسوا النفس البشرية بشكل متعمق , يدركون تماما انه هنالك علة نرجسية لدى الجميع .
وهنالك من يملك القدرة على ضبط نرجسيته كما يوضح الدكتور الحباشنة فيما ان اخرين غير قادرين على كبح جماحها , معلنين انانيتهم في سياقات متنوعة منها التصوير الذاتي " الزائد عن الحد " , واصفا اياه " بالحالة المرضية " , التي تؤطر بمحورية غير انتاجية وغير ذات نفع .
ويسهب : ان يلتقط الشخص صورا ذاتية لنفسه في مناسبة ما لتوثيقها بشكل معتدل , فهذا مبرر نفسيا واجتماعيا , ولكن ان يتعمد المرء تصوير ذاته في كل لحظة ودون مناسبة ناشرا اياها في فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي بانتظار " لايكات " , لا يفسر الا تحت بند الحالة المرضية التي تحتاج الى الوقوف على اسبابها , ومنها شعور المرء بالتهميش , او البحث عن ادوار , او شعوره بقبح وجهه , او بضعف دوره المجتمعي , وفقدانه للثقة بالنفس .
ويرى ان انتشار " السيلفي " في الاونة الاخيرة يعكس حالة من الفوضى غير الخلاقة , ويؤكد تضرر الذائقة لدى بعضهم جراء اعتيادها على مشاهد " السيلفي " , ولاسيما , تكريس بعض " بوزات " الصور التي تظهر فيها اليدان مطلقتين لعلامات النصر او الهزيمة , والفم الذي يسمى بفم " البطة " وهذه منتشرة عند الفتيات المراهقات , او بتحديق العينين , او بمد اللسان , وغيرها من اللقطات التي اقل ما يقال عنها انها لا تقدر او تأخذ بعين الاعتبار ردات فعل الناس على محمل الجد واصفا من يلتقطونها بالنرجسية الساذجة التي لا تعير لردات فعل الناس عليهم اي انتباه .
وفي سياق غير بعيد يؤكد الدكتور الحباشنة :"ان جميع الافراد يمتلكون نرجسية ما وهذا من طبيعة النفس البشرية , ولكن الاذكياء يعبرون تعبيرا ذكيا عنها تعبيرا مواربا، لكنه يتكلم عن ذاته بمنتج يحترم عقل المتلقي , ويستدرج ثناءه عليه مشيرا الى ان " السيلفي " المعتدل , جائز , لكن المبالغ فيه مرضي بلا شك متقاطعا مع مضامين تقارير عالمية اكدت ان " السيلفي " هو اضطراب نفسي .
ويشير في هذا الصدد الى ما اعلنت عنه لخيرا بشكل رسمي الرابطة الأمريكية للطب النفسي بان التقا ط صور ذاتيه " سيلفي " دلالة على اضطراب نفسي , سمي ب " سيلفيتيز " اي الرغبة القهرية في إلتقاط صور للذات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعويض عن شعور بنقص وفراغ وانعدام الثقة بالنفس.
ويقول الدكتور الحباشنة :"تم تقسيم هذا الاضطراب الى مستويات ثلاثة , الاول وهو ضمن الحدود , ويتضمن التقاط الانسان لنفسه صورا باليوم الواحد اقلها ثلاثة دون نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي . والثاني وهو الحاد الذي يتضمن التقاط الصور للذات بمعدل اقله ثلاث مرات في اليوم ونشرها كلّها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، اما الثالث والاخير، فهو المزمن المصاحب لرغبة لا تمكن السيطرة عليها لالتقاط الصور الذاتية على مدى الساعة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من ست مرات يوميا . ووفقا للحباشنة وبحسب دراسات عالمية فانه لا يوجد حاليا أي علاج لهذا الاضطراب إنّما العلاج المؤقت قد يكون متوفرًا لدى الأطباء النفسيين من خلال العلاج المعرفي السلوكي.
استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين محادين يبين ان طبيعة التكنولوجيا تمثل صدمة حضارية لبعض المجتمعات , ذلك ان هنالك مسافة ذهنية وسلوكية بينها وبين دول المركز المتقدمة التي صدرت هذه الادوات العولمية، وعليه لا غرابة ان نجد هنالك تناشزا حضاريا بين فلسفة التكنولوجيا في الدول المصدرة لها وسلوك الافراد في الدول التي تقتات عليها .
ويتابع : لذلك كان من مصاحبات التكنولجيا , منح هذه الجتمعات المكبوتة وقليلة الحرية , فرصة استثنائية عابرة للجغرافيا والمفاهيم وبصورة تفاعلية لحظية الامر الذي اسيء استخدامه من قبل بعضهم , فتحولت هذه الوسائل التواصلية فيما بيننا للحديث عن " طبخة اليوم , واللوك الجديد , وصواني الحلويات , وغيرها " , على الرغم من ان بعض تلك الصور تحمل من الرتابة اكثر بكثير مما تحمل ادنى دهشة .
ويضيف الدكتور محادين :" وعليه بدت استخداماتنا لهذه الوسائل اقرب الى الصوت والصدى نفسه , اذ اننا مهمومون جميعا بسؤال الحرية الفردية ورغيف الخبز والمقارنات العبثية بين ما يجري في مجتمعاتنا وما هو قائم وما انجز في المجتمعات الاخرى , لذلك نجد ان الفرد العربي قد وجد ضالته في اشباع مكبوتاته بصورة فردية , وعليه اصبحت القيم الفردية والانا المتورمة مركزا اساسيا في استعمالات هذه الوسائل التواصلية , خصوصا انها وفرت فرصة مضافة للهروب من بعض الضوابط الاجتماعية في المجتمع .
ويؤكد ان التركيز على الصورة الشخصية او السلوكات العادية المتكررة , كتناول طعام , او الاخبار عن سفر , او الهوس بالبحث عن كثرة " اللايكات " , " عوامل تؤكد انفصاما حقيقيا وحضاريا بيننا وبين هذه الوسيلة الاتصالية المهمة التي لم تسعف العرب في ان يشغلوا اكثر من 10 بالمئة من الفضاءات التي يغطيها وطننا العربي كما تشير بعض الدراسات" .
وينبه الدكتور محادين الى ان نتائج هذه الدراسات تدل على ضعف المحتوى العربي وعدم جداوه بالنسبة للاخرين , بيد انه يسهم ضمنا في زيادة ارباح شركات الاتصالات في البلدان النامية كذراع استشمارية للشركات الام , وهذا هو بيت القصيد .
( بترا )