مسلسل المساخر القضائية

جو 24 : وهكذا، فمسلسل المسخرة القضائية المصرية مستمرة، وستصل بعد قليل الى تحويل أوراق المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع الى المفتي، أي الحكم بإعدامه، ويبدو ان تسييس القضاء لم يعد يعني قضايا معينة فحسب، بل صار السمة الاساسية التي تحتل المحاكم.
سيكون أمام المفتي عمل مضن للبحث في مئات القضايا، وربما ستصل الى الالاف، وتخيلوا معنا لو ان الالاف من حركة الاخوان المسلمين اعدموا فعلاً، فكيف سيكون المشهد في اليوم التالي، وماذا سيفعل أبناؤهم ومريدوهم، والى اي مدى ستسيطر الفوضى التي يتوقع ان تأكل الاخضر واليابس؟
التحول الى الإرهاب هو الذي يسود الشوارع العربية، وليس سراً ان التنظيمات الاسلامية الوسطية، واهمها حركة الاخوان المسلمين، هي التي شكلت النهر الواسع الذي تأتيه روافد متعددة على شكل شباب غاضبين فيستوعبهم، ويعيد تشكيلهم، ويؤهلهم للتعبير السلمي الايجابي.
هذا النهر يجد أمامه، الان، سداً لا تفريغ منه، الامر الذي يعني انفجاراً محتوماً حيث يتحول الشباب الى التنظيمات السرية العنيفة، ولنا على ذلك شواهد في كل الأقطار الاسلامية، والحديث يدور عن مئات الالاف لا عن مجرد عشرات هنا وعشرات هناك، وتلك هي الوصفة السحرية للفوضى التي تأتي على البلاد والعباد.

السبيل