الصخر الزيتي.. أرقام ونسب تعارض بعضها بعضا
جو 24 : يشعر الكثير من المواطنين بأن ملف الصخر الزيتي في الأردن سياسي أكثر منه اقتصادي، سواء عندما ترغب الدولة في طرحه في فترة ما دون أخرى، عبر وسائل إعلامها المتعددة، أو عندما يجري تناوله عن طريق المعارضة.
في كل الأحوال وبشواهد نتائج الاستطلاعات المحلية، فإن الشأن المعيشي يأخذ الحصة الأكبر من اهتمام المواطنين، من دون أن يعني ذلك عدم التفاتهم للشؤون السياسية والاقتصادية. لكن من قال إن هذه الشؤون ليست مترابطة بصورة يصعب التعامل معها بأسلوب القطعة.
أمس خرج أحد الخبراء في مجال الصخر الزيتي ليقول إن موجودات المملكة من الصخر الزيتي يكفي الأردن مدة ثلاثة آلاف سنة.
الرقم مذهل، ويحتاج الى الكثير من «غض النظر» حتى يتمكن المواطن من تصديقه، خاصة وأننا أمام سلة من الأرقام والنسب التي لا تدعم بعضها بعضا. لقد أدخل الخبراء والجيولوجيون المواطنين الأردنيين في متاهات طبقات الأرض، والتفصيلات العلمية، والموجات الصوتية، والناتوتكنولوجي، والبترول السائل، والكبريت.. الخ، حتى لا يجرؤ أحد سواء من النخب غير المتخصصة أو المواطنين العاديين على التعليق على ما يجري من جدل.
تقنيت جديدة في الاستكشاف
وقال الخبير الاقتصادي فائق حجازين في تصريح لـ"السبيل" إن الصخر الزيتي يأتي في الأردن على شكلين الأول خامات عميقة وخامات سطحية. وأشار الى أن التقديرات المحلية والعالمية متباينة لمخزون الأردن من الصخر الزيتي، وذلك حسب الدراسات والمناطق التي تم مسحها. وقال: ليس كل المناطق في الأردن جرى مسحها بصورة دقيقة، لكنه استدرك بالقول: أكبر المسوحات كانت في وسط وجنوب المملكة، وهو من الصخر الزيتي المكشوف، إضافة الى البادية الشمالية الشرقية التي تعمل حاليا فيها شركة شل باختبار تكنولوجيا حديثة.
وأكد أنه لا يوجد جهة حتى اليوم يمكن ان تقدر بشكل دقيق الاحتياطات الاردنية من الصخر الزيتي لأن أراضي المملكة لم تفحص جيدا بصورة مسحية كاملة، حتى نتأكد من صحة الكميات المفترضة.
على أن حجازين قال: بشكل عام التقديرات ووفق الدراسات القديمة قبل دخول شل على خط الصخر الزيتي فإنها تقول إن مخزون الصخر الزيتي يمكن أن يغطي احتياجات المملكة لمئة عام.
ونوه الى ان التوجه الوطني اليوم هو في استغلال الصخر الزيتي، مشيرا الى ان أول محطة لتوليد الطاقة عبر الصخر الزيتي ستعمل في عام 2016 عن طريقة الحرق المباشر، وتعمل عليها شركة إستونية حاليا.
ويريد الأستونيون توليد 600 ميغاوات، لكن في الوقت نفسه يقولون إنهم سينتجون بين 30 ألف- 35 الف برميل نفط يوميا من منطقة الامتياز وسط المملكة.
وأكد أن هناك اهتمامات أردنية كبيرة لكن أهم الشركات المنقبة على الصخر الزيتي في المملكة هي شركة شل التي تختبر تقنيات كبيرة وحديثة.
وتختبر شركة شل أسلوبها الجديد لأول مرة عبر تكنولوجيا حديثة. ومن المنتظر ان تتوسع في هذه الاختبارات بشكل أوسع مما فعلته في أمريكا الجنوبية.
أما شركة شل فتعمل اليوم في المنطقة الشمالية في الصحراء الاردنية وهي تعمل بتقنية التسخين والإذابة في أعماق الأرض، وستعطي أولى تباشيرها في عام 2022م. وحسب ما سبق وتحدث به الاعلام الرسمي قبل سنوات فإن الطموح هو في الوصول الى 11% من الطاقة عام 2015 و14 في المئة عام 2020 من الصخر الزيتي في خليط الطاقه الكلي بالاضافة الى توليد فرص عمل واستثمار مباشر يبلغ حوالي 8ر3 مليار دولار بحلول عام 2020.
الشوابكة: الحكومة غير جادة
بدوره أكد نقيب الجيولوجيين الأسبق الخبير خالد الشوابكة أن قدرة الصخر الزيتي كبيرة في معالجة جميع التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة وفي مقدمتها العجز المتراكم في الميزانية.
وقال في تصريح لـ"السبيل": نحن نعمل بجدية على تطوير مصادر طاقة غير التقليدية، خاصة مع عجز المملكة في ملاحقة الفاتورة النفطية.
وتوقع الشوابكة أن يبلغ الطلب العالمي على النفط خلال السنوات العشرين القادمة الى حوالي 120 مليون برميل في اليوم، مشيرا الى انه اليوم يبلغ 90 مليون برميل.
بينما يبلغ الإنتاج العالمي من النفط حاليا 90 مليونا ومن المتوقع ان يصل الى 100 مليون برميل يوميا ليكون العجز بين العرض والطلب حوالي 20 مليون برميل وهذا سيؤدي الى ارتفاع أسعار النفط عالميا لتتجاوز 150 دولارا للبرميل ما يعني الوصول الى أزمة اقتصادية عالمية جديدة.
وأضاف ان الصخر الزيتي موجود بكميات كبيرة جدا ويغطي حوالي 60% من مساحة المملكة الاردنية الهاشمية وهذه النسبة تدعمها الدراسات المحلية والعالمية.
وأوضح الخبير الشوابكة ان الصخر الزيتي موجود في مناطق نهر اليرموك شمالا حتى الجفر جنوبا، مشيرا الى ان الدراسات أثبتت ان الصخر الزيتي الاردني من النوعيات الجيدة والقابلة للاستغلال سواء من ناحية الحرق المباشر لإنتاج الكهرباء أو التقطير لإنتاج النفط.
وأشار إلى أن التكنولوجيات المتوفرة عالميا متقدمة جدا وأثبتت الجدوى الاقتصادية من استخراج الصخر الزيتي.
ونوه الى ان 96% من الطاقة الكهربائية في استونيا من الصخر الزيتي، بل إنها تصدر الطاقة الى دول البلطيق.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تتحدث الاستراتيجية الأمريكية عن الاكتفاء الذاتي من الطاقة عام 2025 وذلك من خلال استخراج الصخر الزيتي.
وأضاف هناك ما يزيد عن 30 شركة تعمل في مجال الصخر الزيتي في أمريكا علما بأن الخبراء الأمريكان رسميا يقولون لن يكون هناك 70 آخر بالنسبة الى أمريكا ويقصدون بذلك عندما قطعت المملكة العربية السعودية على الغرب النفط، وهو ما رآه نقيب الجيولوجيين الأسبق دليلا على ان لدى واشنطن خطة تضع ثقلها في ملف الصخر الزيتي.
وتستورد الولايات المتحدة الأمريكية يوميا 25 مليون برميل نفط تستهلك منها 13 مليون برميل، ووجدت أن الصخر الزيتي مجدٍ لها اكثر من عمليات شن الحروب للاستيلاء على مصادر الطاقة في الخليج العربي.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يمتلك محطة توليد الطاقة الكهربائية في صحراء النقب التي تشغل بالصخر الزيتي.
محليا دعا الشوابكة أجهزة الدولة وصانع القرار الى أن يكون لدينا خطة واضحة في الأردن من خلال استغلال الصخر الزيتي لا سيما وان هناك دولا كثيرة تعد خططا اضافة الى الإنتاج.
وأعرب الشوابكة عن أسفه من ان هناك ما يقارب 15 شركة في الأردن تعمل في هذا المجال لكن هناك غموضا في التشريعات.
وقال: ما لمسناه من خلال المباحثات التي جرت مع الشركة الأستونية "انفيت" في مجال ثمن الطاقة الكهربائية التي سوف تشتريها الدولة من الشركة بعد عملية الاستخراج، ان الحكومة غير جادة في ملف استخراج الصخر الزيتي، حيث عرضت الدولة أسعارا زهيدة جدا مقابل أسعار مرتفعة جدا من الطاقة الشمسية، وهذا دليل على تناقض واضح بعدم جدية الحكومة في موضوع الصخر الزيتي.
وأشار الى قيام وزارة الطاقة والثروة المعدنية على مدار السنوات السابقة بعمل مقارنة حول كلف الطاقة سواء من النفط الثقيل أو الطاقة المتجددة أو من الغاز المصري، أو من الطاقة النووية وكانت اقل الكلف في الطاقة المستخرجة من الصخر الزيتي، معربا عن أسفه من أن هناك أجندة مخفية في هذا الموضوع.
المتجددة أهم
بدوره قال باسل برقان الخبير الاردني في الطاقة المتجددة أحد أهم الرافضين لإقامة مفاعل نووي في الأردن إن هناك تأخيرا في المشاريع الاردنية للطاقة باستثناء الطاقة النووية.
وأضاف في تصريح لـ"السبيل": هناك تأخر واضح في المضي بملف الصخر الزيتي الذي يجري الحديث عنه منذ سنوات طويلة، مشيرا الى ان الدولة في نهاية المطاف حققت تقدما نسبيا.
لكنه في المقابل علق على ما صرح به الدكتور عوض منصور من أن الصخر الزيتي الموجود يكفي المملكة مدة ثلاثة آلاف سنة من خلال طريقة الناتوتكنولوجي التي تعتمد على استخدام مذيب عضوي بحرارة عادية بالقول: هذا الكلام بالتأكيد خطأ، فالكميات تكفي حوالي 700 سنة حسب تصريحات الدولة، بينما تتحدث مصادر أخرى عن فترة أقل أو أكثر. لكن أن نتحدث عن 3 آلاف سنة فهذا يصعب تصديقه.
ورغم ما قاله برقان من أن هناك تأخيرا في ملف الصخر الزيتي إلا ان ما يهمه كما قال ليس الصخر الزيتي بل الطاقة المتجددة التي تعاني إهمالا كبيرا من قبل الحكومة.
وأشار الى إستراتيجية الدولة التي تتحدث عن توفير 10% من طاقة الأردن عبر الطاقة المتجددة، منوها الى ان دولا عربية مثل المغرب وتونس وبعض الدول الخليجية أعلنت عن إستراتيجية بنسب أعلى من النسبة الاردنية رغم ان لديهم مخزونا نفطيا كبيرا.
وأكد برقان قدرة الأردن على تغطية احتياجاته من الطاقة المتجددة خلال 24 شهرا أي عامين. وقال: الأهم من كل هذا ان قانون الطاقة المتجددة الذي طرح في عام 2008 وصدر عام 2012 في مقابل طرح قانون الطاقة النووية في عام 2008 وصدر بنفس العام، وما يؤشر الى التأخير الكبير للطاقة المتجددة على حساب الطاقة النووية.
وتابع: ما نود ان نقوله في هذا المجال هو ان مشاريع الطاقة المتجددة هي الأساس وفي ذات الوقت يجب ان تفتح الحكومة الأفق للإجابة عن أسئلة عديدة.
وقال: نحن نشك في كل إجراءات المشروع النووي الاردني بأخطائه وتغوله وبالمعلومات المغلوطة التي يجري تناولها، وهذا ما أخّر المملكة على حصولها على استقلالها في الطاقة، داعيا الى تشكيل لجنة تحقيق لمعاقبة المتسببين في رفع قيمة المعيشة على المواطنين الأردنيين عبر اصرارهم على الطاقة النووية وتعطيلهم كل أشكال الطاقة الأخرى.
المملكة ليست دولة فقيرة نفطيا
وتعجز المملكة عن تمويل مشروع استخراج الصخر الزيتي مالياً إضافة إلى شح الموارد وعلى رأسها المياه. وحسب تصريحات سابقة لمستشار البنك الدولي لشؤون النفط والطاقة الدكتور ممدوح سلامة، فإن مخزون الأردن من الصخر الزيتي يزيد عن 50 مليار طن، مشيراً إلى إمكانية استخراج 10% من هذه الكمية.
وتبلغ الكمية التي يمكن استغلالها من الصخر الزيتي في البلاد -وفق تقديرات- حوالي 35 مليار برميل، على اعتبار ان هذا الرقم يزيد عن احتياطي النفط الأميركي. ووصف الدكتور سلامة أن "الأردن ليست دولة فقيرة نفطيا، لكنها بحاجة إلى إرادة سياسية وشفافية لاستخراج هذا المخزون الكبير" من الصخر الزيتي.
أن كلفة استخراج الكميات تقارب مليار دولار، وهو ما يعادل 22% من فاتورة النفط المترتبة على الأردن؛ 4.8 مليار دولار.
97 في المئة
ويستورد الأردن حوالي 97 في المئة من إجمالي احتياجاته من الطاقة. وتتغير قيمة الفاتورة النفطية في الأردن اعتمادا على الأسعار في السوق العالمية ومقدار استيراد المملكة للمشتقات النفطية مقابل النفط الخام.
وتستورد المملكة 53% من النفط الخام و47% مشتقات نفطية، أبرزها الديزل والبنزين. في حين تبلغ قيمة الفاتورة النفطية بنحو 3.5 مليار دينار حسب أسعار السوق العالمية.
وسبق لوكالة المسح الجيولوجي الأمريكية أن قدرت الاحتياطي القابل للاستخراج من الصخر الزيتي في العالم بـ2,5- 3,0 تريليون برميل أي أكثر من ثلاثة أمثال الاحتياطي المؤكد للنفط التقليدي.
شركات مهتمة
وكانت وزارة الطاقة وسلطة المصادر الطبيعية وقعتا مع شركات عالمية 8 مذكرات تفاهم لاستغلال الصخر الزيتي بواسطة التعدين السطحي لانتاج النفط. وسبق وصنفت الوزارة الأردن أنه رابع دولة على مستوى العالم من حيث امتلاك مصادر الصخر الزيتي، مقدرة احتياطي الصخر الزيتي السطحي في المملكة بحوالي 70 مليار طن تحوي على ما يزيد على 7 مليارات طن نفط.
ومن الشركات المهتمة بالصخر الزيتي في المملكة شركة شل العالمية وشركة ساكوس، والشركة الوطنية للنفط وانتاج الكهرباء من الصخر الزيتي، مجموعة قعوار وبتروباس وتوتال، وشركة اللجون للصخر الزيتي، وشركة بترول العقبة وشركة انترراوس الروسية، وشركة جلوبال للصخر الزيتي، وشركة واتهورن وغوش.
السبيل - لقمان اسكندر
في كل الأحوال وبشواهد نتائج الاستطلاعات المحلية، فإن الشأن المعيشي يأخذ الحصة الأكبر من اهتمام المواطنين، من دون أن يعني ذلك عدم التفاتهم للشؤون السياسية والاقتصادية. لكن من قال إن هذه الشؤون ليست مترابطة بصورة يصعب التعامل معها بأسلوب القطعة.
أمس خرج أحد الخبراء في مجال الصخر الزيتي ليقول إن موجودات المملكة من الصخر الزيتي يكفي الأردن مدة ثلاثة آلاف سنة.
الرقم مذهل، ويحتاج الى الكثير من «غض النظر» حتى يتمكن المواطن من تصديقه، خاصة وأننا أمام سلة من الأرقام والنسب التي لا تدعم بعضها بعضا. لقد أدخل الخبراء والجيولوجيون المواطنين الأردنيين في متاهات طبقات الأرض، والتفصيلات العلمية، والموجات الصوتية، والناتوتكنولوجي، والبترول السائل، والكبريت.. الخ، حتى لا يجرؤ أحد سواء من النخب غير المتخصصة أو المواطنين العاديين على التعليق على ما يجري من جدل.
تقنيت جديدة في الاستكشاف
وقال الخبير الاقتصادي فائق حجازين في تصريح لـ"السبيل" إن الصخر الزيتي يأتي في الأردن على شكلين الأول خامات عميقة وخامات سطحية. وأشار الى أن التقديرات المحلية والعالمية متباينة لمخزون الأردن من الصخر الزيتي، وذلك حسب الدراسات والمناطق التي تم مسحها. وقال: ليس كل المناطق في الأردن جرى مسحها بصورة دقيقة، لكنه استدرك بالقول: أكبر المسوحات كانت في وسط وجنوب المملكة، وهو من الصخر الزيتي المكشوف، إضافة الى البادية الشمالية الشرقية التي تعمل حاليا فيها شركة شل باختبار تكنولوجيا حديثة.
وأكد أنه لا يوجد جهة حتى اليوم يمكن ان تقدر بشكل دقيق الاحتياطات الاردنية من الصخر الزيتي لأن أراضي المملكة لم تفحص جيدا بصورة مسحية كاملة، حتى نتأكد من صحة الكميات المفترضة.
على أن حجازين قال: بشكل عام التقديرات ووفق الدراسات القديمة قبل دخول شل على خط الصخر الزيتي فإنها تقول إن مخزون الصخر الزيتي يمكن أن يغطي احتياجات المملكة لمئة عام.
ونوه الى ان التوجه الوطني اليوم هو في استغلال الصخر الزيتي، مشيرا الى ان أول محطة لتوليد الطاقة عبر الصخر الزيتي ستعمل في عام 2016 عن طريقة الحرق المباشر، وتعمل عليها شركة إستونية حاليا.
ويريد الأستونيون توليد 600 ميغاوات، لكن في الوقت نفسه يقولون إنهم سينتجون بين 30 ألف- 35 الف برميل نفط يوميا من منطقة الامتياز وسط المملكة.
وأكد أن هناك اهتمامات أردنية كبيرة لكن أهم الشركات المنقبة على الصخر الزيتي في المملكة هي شركة شل التي تختبر تقنيات كبيرة وحديثة.
وتختبر شركة شل أسلوبها الجديد لأول مرة عبر تكنولوجيا حديثة. ومن المنتظر ان تتوسع في هذه الاختبارات بشكل أوسع مما فعلته في أمريكا الجنوبية.
أما شركة شل فتعمل اليوم في المنطقة الشمالية في الصحراء الاردنية وهي تعمل بتقنية التسخين والإذابة في أعماق الأرض، وستعطي أولى تباشيرها في عام 2022م. وحسب ما سبق وتحدث به الاعلام الرسمي قبل سنوات فإن الطموح هو في الوصول الى 11% من الطاقة عام 2015 و14 في المئة عام 2020 من الصخر الزيتي في خليط الطاقه الكلي بالاضافة الى توليد فرص عمل واستثمار مباشر يبلغ حوالي 8ر3 مليار دولار بحلول عام 2020.
الشوابكة: الحكومة غير جادة
بدوره أكد نقيب الجيولوجيين الأسبق الخبير خالد الشوابكة أن قدرة الصخر الزيتي كبيرة في معالجة جميع التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة وفي مقدمتها العجز المتراكم في الميزانية.
وقال في تصريح لـ"السبيل": نحن نعمل بجدية على تطوير مصادر طاقة غير التقليدية، خاصة مع عجز المملكة في ملاحقة الفاتورة النفطية.
وتوقع الشوابكة أن يبلغ الطلب العالمي على النفط خلال السنوات العشرين القادمة الى حوالي 120 مليون برميل في اليوم، مشيرا الى انه اليوم يبلغ 90 مليون برميل.
بينما يبلغ الإنتاج العالمي من النفط حاليا 90 مليونا ومن المتوقع ان يصل الى 100 مليون برميل يوميا ليكون العجز بين العرض والطلب حوالي 20 مليون برميل وهذا سيؤدي الى ارتفاع أسعار النفط عالميا لتتجاوز 150 دولارا للبرميل ما يعني الوصول الى أزمة اقتصادية عالمية جديدة.
وأضاف ان الصخر الزيتي موجود بكميات كبيرة جدا ويغطي حوالي 60% من مساحة المملكة الاردنية الهاشمية وهذه النسبة تدعمها الدراسات المحلية والعالمية.
وأوضح الخبير الشوابكة ان الصخر الزيتي موجود في مناطق نهر اليرموك شمالا حتى الجفر جنوبا، مشيرا الى ان الدراسات أثبتت ان الصخر الزيتي الاردني من النوعيات الجيدة والقابلة للاستغلال سواء من ناحية الحرق المباشر لإنتاج الكهرباء أو التقطير لإنتاج النفط.
وأشار إلى أن التكنولوجيات المتوفرة عالميا متقدمة جدا وأثبتت الجدوى الاقتصادية من استخراج الصخر الزيتي.
ونوه الى ان 96% من الطاقة الكهربائية في استونيا من الصخر الزيتي، بل إنها تصدر الطاقة الى دول البلطيق.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تتحدث الاستراتيجية الأمريكية عن الاكتفاء الذاتي من الطاقة عام 2025 وذلك من خلال استخراج الصخر الزيتي.
وأضاف هناك ما يزيد عن 30 شركة تعمل في مجال الصخر الزيتي في أمريكا علما بأن الخبراء الأمريكان رسميا يقولون لن يكون هناك 70 آخر بالنسبة الى أمريكا ويقصدون بذلك عندما قطعت المملكة العربية السعودية على الغرب النفط، وهو ما رآه نقيب الجيولوجيين الأسبق دليلا على ان لدى واشنطن خطة تضع ثقلها في ملف الصخر الزيتي.
وتستورد الولايات المتحدة الأمريكية يوميا 25 مليون برميل نفط تستهلك منها 13 مليون برميل، ووجدت أن الصخر الزيتي مجدٍ لها اكثر من عمليات شن الحروب للاستيلاء على مصادر الطاقة في الخليج العربي.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يمتلك محطة توليد الطاقة الكهربائية في صحراء النقب التي تشغل بالصخر الزيتي.
محليا دعا الشوابكة أجهزة الدولة وصانع القرار الى أن يكون لدينا خطة واضحة في الأردن من خلال استغلال الصخر الزيتي لا سيما وان هناك دولا كثيرة تعد خططا اضافة الى الإنتاج.
وأعرب الشوابكة عن أسفه من ان هناك ما يقارب 15 شركة في الأردن تعمل في هذا المجال لكن هناك غموضا في التشريعات.
وقال: ما لمسناه من خلال المباحثات التي جرت مع الشركة الأستونية "انفيت" في مجال ثمن الطاقة الكهربائية التي سوف تشتريها الدولة من الشركة بعد عملية الاستخراج، ان الحكومة غير جادة في ملف استخراج الصخر الزيتي، حيث عرضت الدولة أسعارا زهيدة جدا مقابل أسعار مرتفعة جدا من الطاقة الشمسية، وهذا دليل على تناقض واضح بعدم جدية الحكومة في موضوع الصخر الزيتي.
وأشار الى قيام وزارة الطاقة والثروة المعدنية على مدار السنوات السابقة بعمل مقارنة حول كلف الطاقة سواء من النفط الثقيل أو الطاقة المتجددة أو من الغاز المصري، أو من الطاقة النووية وكانت اقل الكلف في الطاقة المستخرجة من الصخر الزيتي، معربا عن أسفه من أن هناك أجندة مخفية في هذا الموضوع.
المتجددة أهم
بدوره قال باسل برقان الخبير الاردني في الطاقة المتجددة أحد أهم الرافضين لإقامة مفاعل نووي في الأردن إن هناك تأخيرا في المشاريع الاردنية للطاقة باستثناء الطاقة النووية.
وأضاف في تصريح لـ"السبيل": هناك تأخر واضح في المضي بملف الصخر الزيتي الذي يجري الحديث عنه منذ سنوات طويلة، مشيرا الى ان الدولة في نهاية المطاف حققت تقدما نسبيا.
لكنه في المقابل علق على ما صرح به الدكتور عوض منصور من أن الصخر الزيتي الموجود يكفي المملكة مدة ثلاثة آلاف سنة من خلال طريقة الناتوتكنولوجي التي تعتمد على استخدام مذيب عضوي بحرارة عادية بالقول: هذا الكلام بالتأكيد خطأ، فالكميات تكفي حوالي 700 سنة حسب تصريحات الدولة، بينما تتحدث مصادر أخرى عن فترة أقل أو أكثر. لكن أن نتحدث عن 3 آلاف سنة فهذا يصعب تصديقه.
ورغم ما قاله برقان من أن هناك تأخيرا في ملف الصخر الزيتي إلا ان ما يهمه كما قال ليس الصخر الزيتي بل الطاقة المتجددة التي تعاني إهمالا كبيرا من قبل الحكومة.
وأشار الى إستراتيجية الدولة التي تتحدث عن توفير 10% من طاقة الأردن عبر الطاقة المتجددة، منوها الى ان دولا عربية مثل المغرب وتونس وبعض الدول الخليجية أعلنت عن إستراتيجية بنسب أعلى من النسبة الاردنية رغم ان لديهم مخزونا نفطيا كبيرا.
وأكد برقان قدرة الأردن على تغطية احتياجاته من الطاقة المتجددة خلال 24 شهرا أي عامين. وقال: الأهم من كل هذا ان قانون الطاقة المتجددة الذي طرح في عام 2008 وصدر عام 2012 في مقابل طرح قانون الطاقة النووية في عام 2008 وصدر بنفس العام، وما يؤشر الى التأخير الكبير للطاقة المتجددة على حساب الطاقة النووية.
وتابع: ما نود ان نقوله في هذا المجال هو ان مشاريع الطاقة المتجددة هي الأساس وفي ذات الوقت يجب ان تفتح الحكومة الأفق للإجابة عن أسئلة عديدة.
وقال: نحن نشك في كل إجراءات المشروع النووي الاردني بأخطائه وتغوله وبالمعلومات المغلوطة التي يجري تناولها، وهذا ما أخّر المملكة على حصولها على استقلالها في الطاقة، داعيا الى تشكيل لجنة تحقيق لمعاقبة المتسببين في رفع قيمة المعيشة على المواطنين الأردنيين عبر اصرارهم على الطاقة النووية وتعطيلهم كل أشكال الطاقة الأخرى.
المملكة ليست دولة فقيرة نفطيا
وتعجز المملكة عن تمويل مشروع استخراج الصخر الزيتي مالياً إضافة إلى شح الموارد وعلى رأسها المياه. وحسب تصريحات سابقة لمستشار البنك الدولي لشؤون النفط والطاقة الدكتور ممدوح سلامة، فإن مخزون الأردن من الصخر الزيتي يزيد عن 50 مليار طن، مشيراً إلى إمكانية استخراج 10% من هذه الكمية.
وتبلغ الكمية التي يمكن استغلالها من الصخر الزيتي في البلاد -وفق تقديرات- حوالي 35 مليار برميل، على اعتبار ان هذا الرقم يزيد عن احتياطي النفط الأميركي. ووصف الدكتور سلامة أن "الأردن ليست دولة فقيرة نفطيا، لكنها بحاجة إلى إرادة سياسية وشفافية لاستخراج هذا المخزون الكبير" من الصخر الزيتي.
أن كلفة استخراج الكميات تقارب مليار دولار، وهو ما يعادل 22% من فاتورة النفط المترتبة على الأردن؛ 4.8 مليار دولار.
97 في المئة
ويستورد الأردن حوالي 97 في المئة من إجمالي احتياجاته من الطاقة. وتتغير قيمة الفاتورة النفطية في الأردن اعتمادا على الأسعار في السوق العالمية ومقدار استيراد المملكة للمشتقات النفطية مقابل النفط الخام.
وتستورد المملكة 53% من النفط الخام و47% مشتقات نفطية، أبرزها الديزل والبنزين. في حين تبلغ قيمة الفاتورة النفطية بنحو 3.5 مليار دينار حسب أسعار السوق العالمية.
وسبق لوكالة المسح الجيولوجي الأمريكية أن قدرت الاحتياطي القابل للاستخراج من الصخر الزيتي في العالم بـ2,5- 3,0 تريليون برميل أي أكثر من ثلاثة أمثال الاحتياطي المؤكد للنفط التقليدي.
شركات مهتمة
وكانت وزارة الطاقة وسلطة المصادر الطبيعية وقعتا مع شركات عالمية 8 مذكرات تفاهم لاستغلال الصخر الزيتي بواسطة التعدين السطحي لانتاج النفط. وسبق وصنفت الوزارة الأردن أنه رابع دولة على مستوى العالم من حيث امتلاك مصادر الصخر الزيتي، مقدرة احتياطي الصخر الزيتي السطحي في المملكة بحوالي 70 مليار طن تحوي على ما يزيد على 7 مليارات طن نفط.
ومن الشركات المهتمة بالصخر الزيتي في المملكة شركة شل العالمية وشركة ساكوس، والشركة الوطنية للنفط وانتاج الكهرباء من الصخر الزيتي، مجموعة قعوار وبتروباس وتوتال، وشركة اللجون للصخر الزيتي، وشركة بترول العقبة وشركة انترراوس الروسية، وشركة جلوبال للصخر الزيتي، وشركة واتهورن وغوش.
السبيل - لقمان اسكندر