"باب الحارة".. طعم الأصالة الذي أعاد العرب للزمن الجميل
ملاك العكور- منذ خمس سنوات أصبحت الساعة التي يعرض فيها مسلسل "باب الحارة" هي الوقت الذي يتفق عليه أغلب أفراد الأسرة في امسيات رمضان حتى بات كطبق "القطايف" الذي لا يستغني عنه الصائم بعد افطاره.
هذا المسلسل الذي أعاد العرب إلى الزمن الجميل بعد أن نفض الغبار عن عادات كنا قد نسيناها مع مرور الوقت بسبب العولمة، و التي أقامت المسلسلات التركية فيها شرخاً كبيراً ساهم في تشويه هذه القيم.
ويرجع توق العرب إلى مشاهدة المسلسل و انتظار وقت عرضه بشغف إلى أنه يذكرهم بزمن مقاومة المحتل و الدفاع عن العِرض، ربما لأن العرب الآن في أمس الحاجة إلى هذه القيم و ليس بيدهم تطبيقها، فهم يفرغون رغبتهم من خلال المشاهدة.
مسلسل "باب الحارة" أنتج الجزء الأول منه 2006، و هو عبارة عن دراما اجتماعية شامية تدور أحداثها في عشرينيات القرن الماضي، المسلسل سيعود مرة أخرى في رمضان 2014 في جزئه السادس عبر شاشة إحدى القنوات العربية.
ولم تقتصر المتابعة على شعوب بلاد الشام، بل امتدت إلى دول الخليج و المغرب العربي، و لم تنحصر المتعة لديهم في المشاهدة فقط، بل أخذت منحى آخر، فالأكلات التي عرضت في المسلسل وصلت إلى أغلب الموائد في تلك الدول و أصبحت طبقاً أساسياً يطلبه أفراد الأسرة.
تقول السيدة أسماء من السعودية، أنها بعد فروغها من مشاهدة إحدى الحلقات سارعت إلى شبكة الانترنت لتتعرف طريقة عمل "الكوسا باللبن"، التي لاقت استحسان جميع أفراد أسرتها، و أصبحت تنافس أطباق أخرى اعتادوا عليها.
أما هناء من المغرب فتقول أن أفراد أسرتها أصبحوا يطلبون بعض الأكلات الشامية التي ظهرت في المسلسل و التي بدأت بتطبيقها أكثر من الأطباق المغربية و يعود الفضل إلى "أم عصام و بناتها".
رغم عودة "أبو عصام" الذي افتقده بعض المشاهدين لقوة شخصيته، إلا أن البعض الآخر فقد متعة المشاهدة بعد الوفاة "الحقيقة" لعدد من الشخصيات الرئيسية في المسلسل و استبدالها بممثلين آخرين مثل "أبو حاتم".
و اللافت للانتباه أن عدد المواليد الذين أطلق عليهم اسم شهاب 930 مولوداً خلال العام الماضي في الاردن، مقارنة بـ70 اسم فقط في عام 2006، كما أطلق اسم "باب الحارة" على العديد من المحال التجارية، المطاعم و القرطاسية.