شعارات السلسلة النسائية بين مؤيد ومعارض
أنس ضمرة - في الوقت الذي يدعوا فيه نشطاء حقوق الانسان في مختلف دول العالم الى تعزيز الدولة المدنية وتفعيلها وعلى منح المرأة حقوقها كاملة غير منقوصة وعدم التمييز بين الرجل والمرأة، هاجم عدد من الاشخاص بدعوى الديمقراطية وحرية الراي والحفاظ على القيم الاخلاقية والدينية اعتصاما نفذته قوى نسائية الاثنيين الماضي للمطالبة باعطاء المرأة حقوقها وعدم التمييز بينها وبين الرجل وتعديل التشريعات بحيث يصبح اغتصابها غير مشرعن قانونيا بحجة الشرف.
المادة 308 التي شرعنت اغتصاب الفتيات وقدمت عروضا مميزة لاصحاب النفوس الضعيفة بالزواج من اي فتاة دون اعطائها واهلها فرصة الاختيار كانت القضية الابرز في هذا الاعتصام وصب المشاركون فيه جل غضبهم على التشريعات التي تبيح للرجل الزواج ممن اغتصبها لتسقط عنه العقوبة.
الفتيات المشاركات في الاعتصام تعرضن للتحرش اللفظي من قبل المارقين في الطريق وهن يحملن يافطات كتب عليها "لا تبصبصلي" ومؤازرون شباب حملو يافطات " انا ما بتحرش" "انا متزوج من غير اردنية.. حقها تتزوج من غير اردني "،"ليش لازم هي تجبلي كاسة مي؟"، "انا برضو بجلي"،" انا بحب اطبخ"،"القانون عفوا انت للحماية وليس للسترة"، "انتبه امامك تحرش ابلغ عنه"، "عزيزي الذكر شو بالنسبة لغض البصر ضاعت موضته مثلا"، "مش شطارة التحرش"، "طلعت اعوج مشكلتك"،الامر الذي يؤكد اننا ما زلنا بحاجة الى الكثير من الوقت لاستيعاب منح الحرية للمرأة، وتقبلها كفرد في المجتمع له حقوق وعليه واجبات .
السخرية لم تقتصر على المارة بل شملت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقل المشاركون فيها صور الاعتصام التي نشرتها jo24 على صفحاتها وكتبوا تعليقات تتضمن اساءات شخصية للمشاركات و انتقادات لوقفة الفتيات في الشارع الامر الذي يؤكد أن الفئة التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة والتي يفترض بها ان تكون اكثر وعيا ما زال مخزونها الثقافي يحافظ على موروث تمييزي مرفوض .
الفعالية النسائية الاولى من نوعها في الاردن والتي حظيت بتغطية اعلامية عالمية واهتماما لافتا من المؤسسات الحقوقية لاقت هجوما من وسائل اعلام محلية من خلال بث الاخبار والمقالات تهاجم المشاركين في الاعتصام، بحجة خذش الحياء.
مواطنون استنكروا ما رفع من شعارات وصفوها "بالخادشة للحياء" ، واعتبروها "خروجا عن عادات مجتمعنا المحافظ" معتبرين هذه الشعارات "دعوة للانفلات والتحرش"، الامر الذي يطرح تساؤلا .. هل وقفة الفتيات المشاركات خادشة للحياء، وهل الاغتصاب المشرعن يطابق عادات مجتمعنا المحافظ؟
اخرون اعتبروا ان الشعارات التي رفعتها الفتايات كانت "مسفتزة وصادمة" اضاعت حقهن في المطالب المشروعة التي يطالبن بها.
وذهب اخرون الى أن الضروف السياسية في الاردن تقف عائقا امام مطالبهن المتمثلة بمنح الجنسية لابناء الاردنيات المتزوجات من اجانب، معتبرينه من ضمن سياسة الوطن البديل التي تسعى اسرائيل الى تنفيذه في الاردن.
هل امتهان المرأة و سلبها حقوقها يتطابق مع عادات مجتمعنا وتقاليدنا او اي من الاديان السماوية؟
استغرب كيف يشرعن هؤلاء الاغتصاب ويحرمون عليهن ان يقفوا ضد شرعنته وضد امتهانهم و سلب حقوقهم .
وكم يلزمنا من العقود لمحو الموروث الذي صور المرأة في بيتها خادمة لاهل بيتها وخاضعة لاملائات "اولياء امورها".
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..