jo24_banner
jo24_banner

كريستيانو رونالدو...الأسطورة المغبونة الحق‎

كريستيانو رونالدو...الأسطورة المغبونة الحق‎
جو 24 : للفريق الملكي الكبير ريال مدريد تاريخ تحسده عليه كبريات الأندية بالعالم، وقد برز في تاريخ الميرينجي العديد من اللاعبين، لكن قليل منهم فقط استحقوا لقب الأساطير، ومؤخراً برز إسم البرتغالي كريستيانو رونالدو كقائد لسفينة الفريق بهذه الحقبة وهو الذي بوقت قصير جداً استطاع تحطيم أرقام قياسية كانت تبدو خالدة.
وما يقدمه البرتغالي مع الفريق الأبيض الملكي لم يقدمه أي من أساطير النادي في الفترة الأخيرة، فأعذرني يا زيدان، سامحني يا هيوجو سانشيز وتقبل وقاحتي يا راؤول وحتى أنت يا ظاهرة البرازيل الرهيب روانالدو نازاريو داليما، فإبن البرتغال الدون كريستيانو رونالدو تخطاكم بما يقدمه من أداء رائع مع الريال(أقصد كقيمة مع الريال وليس بالمسيرة الكروية ككل) وهو بالتساوي مع دي ستيفانو وبوشكيش يعد أحد أفضل من مرَ على العملاق الملكي بكامل تاريخه العظيم.

أنا متأكد أن الكثيرين من محبي الأساطير السابق ذكرها يتعجبون الآن ويعتقدون بأنني أبالغ بمديحي للدون وقد يتهمني البعض بالهذيان، لكن لا يا أصدقاء فنظرة بسيطة ومقارنة بين أرقام اللاعببن تظهر لنا عظمة البرتغالي ومدى تأثيره على الفريق الملكي.

فالظاهرة البرازيلية ومع أنه قد يكون أفضل مهاجم بالتاريخ إلا أنه أتى إلى الريال وهو في أواخر مشواره الكروي وبعض تعرضه للعديد من الاصابات وبرغم أنه قضى أياماً جميلة مع العملاق الملكي إلا أنه لم يصل أبداً لمعدلات الدون التهديفية، فالبرازيلي لعب 177 مباراة بقميص الميرينجي سجل بهم 104 أهداف، أما رونالدو البرتغالي فلعب إلى حين كتابة هذه السطور 144 مباراة مع الريال وسجل 146 هدف أي بمعدل هدف تقريباً بكل مباراة، وحتى على صعيد الانجازات الجماعية فالبرازيلي لم يحقق إلا بطولة الدوري والسوبر المحلية لمرة واحدة مع الملكي، وهو بذلك لا يتفوق على كريستيانو الذي إلى الآن أحرز بطولة للكأس ولقب الدوري هذا الموسم.

اما راؤول وسانشيز فمع احترامي لقيمتهما وخصوصاً لوضعية راؤول كأسطورة ورمز للنادي، إلا أنه هناك فارقاً شاسعاً بالإمكانيات ما بين رونالدو وبينهما، ربما إن كان المعيار هو الانتماء للنادي والألقاب المحققة لكان أكيد راؤول هو أسطورة أساطير الملكي، لكن أنا هنا أتكلم عن الامكانيات الفنية التي من الواضح أن الدون يتفوق فيها على الإثنين، فراؤول وسانشيز يتميزان فقط بانهاء الهجمات وليس صناعتها بينما رونالدو يمتلك الامكانيات المتكاملة لصناعة الأهداف لنفسه وزملائه كما انهائها، وهو حتى على الصعيد التهديفي أفضل من سانشيز وراؤول .

نأتي الآن على الكبير جداً إبن الصحراء زين الدين زيدان، زيزو رائع بالتأكيد وتكاد الكلمات لا تستطيع وصف ما يفعله على أرض الملعب، لكن رونالدو لا يقل أبداً عن الأسطورة الفرنسية فإن كان زيدان قد قاد فرقة الجالاجتيكوس الأولى وكان القلب النابض للريال وقتها، فرونالدو هو محرك الفريق حالياً و أبرز نجومه وبالرغم من أن عدد النجوم الموجودين حالياً حول رونالدو أقل من ما كان يتواجد حول الأسطورة الفرنسية، إلا أن الدون جعل من الريال منافساً شرساً لبرشلونة الحالي المليء بالنجوم وحتى تفوق عليه في الصراع على الليجا بالموسم الحالي، بينما ريال زيدان المدجج بالنجوم لم ينجح بالحصول على لقب الليجا إلا بمناسبة واحدة رغم أنه لم يكن هناك منافس بشراسة برشلونة الحالي.

وحتى مع المنتخب فالدون يعطي ولا يبخل أبداً وهو ما أظهره رونالدو بالعديد من المناسبات من خلال مشاركته بقيادة برازيل أوروبا لوصافة اليورو 2004 ونصف نهائي كأس العالم 2006، والآن هو السبب الرئيسي بوصول فريقه لقبل نهائي اليورو الحالي، كل هذه الانجازات قد تبدو متواضعة إن ما قورنت بانجازات باقي الأساطير التي فازت بهذه الكؤوس، لكن لا يجب أن ننسى أبداً أن البرتغال ليست لا البرازيل ولا الأرجنتين، وقوتها الكروية لا تقارن أبداً بنظرائها العمالقة في أوروبا كألمانيا، إيطاليا، إسبانيا والباقين، فيكفي أن البرتغال بكامل تاريخها قبل الدون لم تستطع الوصول لكأس العالم إلا بمناسبتين وأكبر انجازاتها الدولية كانت المركز الرابع بالمونديال عام 1966 ونصف نهائي يورو 2000.

كل هذه العوامل تجعل من كريستيانو رونالدو يقارن على صعيد الأداء مع الريال برجلان فقط من بين كل أساطير الميرينجي وهما الرهيب دي ستيفانو والقناص بوشكاش من جيل الخمسينيات الذهبي، وتجعل من الدون أسطورةً مغبونةً من الإعلام الذي وخصوصاً إعلامنا العربي الذي يسلط كل أضوائه على ليونيل ميسي وانجازاته، ويتناسى لاعباً يقدم الأداء الخرافي ويحطم الرقم القياسي تلو الآخر مع الميرينجي، وذلك بسبب ولع الجماهير بكل ما هو لاتيني أو قادم من الدول العظمى التقليدية بكرة القدم، وأنا هنا لا أنتقص أبداً من قيمة ميسي، لكن جلَ ما أقوله أنه إن كان ميسي برأي الكثيرين أحد أفضل اللاعبين بالتاريخ فرونالدو ليس بعيداً أبداً عن هذا المستوى، فهل لو كان الدون برازيلياً، أرجنتينياً أو من إحدى الدول الأروروبية الكبيرة كان سينال التقدير الذي يستحقه، هذا السؤال أريد وضعه برسم القراء والرأي العام الكروي العربي؟ goal
تابعو الأردن 24 على google news