2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

دييجو كوستا وإسبانيا .. رهان لن تتوقف خسارته عند المونديال

دييجو كوستا وإسبانيا .. رهان لن تتوقف خسارته عند المونديال
جو 24 : "إسبانيا قدمت لي كل شيء".. بهذه العبارة برر دييجو كوستا البرازيلي الأصل قراره بتفضيل اللعب للـ"ماتادور" على "راقصي السامبا" قبل البطولة التي يحتضنها مسقط رأسه.. "سيكون إضافة رائعة للفريق" ، هكذا قال مدرب "لاروخا" فيسنتي ديل بوسكي عقب أن أصبح مهاجم أتلتيكو مدريد "مواطنا إسبانيا مستوفيا للشروط".. كل منهما راهن على شيء وفي النهاية خسر.

رهان دييجو كوستا كانت أسبابه واضحة حيث اختار اللعب للفريق "الأقوى" على الساحة من وجهة نظره في الوقت الحالي، خلال الفترة التي اكتسب فيها شعبية كبيرة بسبب الموسم الرائع الذي قدمه مع الـ"روخيبلانكوس"، وبالتزامن مع الانخفاض المتواصل لبريق فرناندو توريس مهاجم تشيلسي وعدم اقتناع ديل بوسكي بمستوى بفرناندو يورينتي وألفارو نيجريدو.

كوستا كان مؤمنا بأنه مع البرازيل لن يصبح النجم الأبرز في ظل توجه كل الأنظار نحو "المدلل" نيمار ، كذلك كان يدرك أنه في إسبانيا لن يصل لهذه المرحلة أبدا مع وجود "الرموز المقدسة" المعروفة لدى الجميع ، ولكنه كان يأمل في أن يساهم التماسك المفترض لخطوط أبطال العالم بمونديال 2010 في مساعدته على تسجيل الكثير من الأهداف ، ليتألق ويزيد من سعره خلال انتقالات الصيف.

اقتنع اللاعب بأن مدرب البرازيل لويز فيليبي سكولاري لن يستدعيه للبطولة، كما لم يغب عن ذاكرته أن المدرب المخضرم لم يلتفت له إلا حينما لاحت ورقة جواز السفر الإسباني في الأفق، لذا راهن على "الانتقام" بالانضمام لما كان يفترض أن يصبح أحد أبرز المرشحين لـمنافسة "راقصي السامبا" على اللقب: منتخب إسبانيا، لكن الأمر انتهى بخروجه بفضيحة عقب هزيمتين متتاليتين ربما تعمقها نتيجة سلبية أخرى أمام أستراليا في الجولة الثالثة.

رهان اللاعب الخاسر ربما يجعله يفقد الكثير: قناعة الجمهور الإسباني به، انخفاض سقف توقعاته المالية في سوق الانتقالات، وضياع فرصة أن يكون بطل العالم، وضياعها مرة أخرى إذا ما استمرت البرازيل في البطولة وتوجت باللقب.

من ناحيته لم يدرك ديل بوسكي أنه لا يمكن انتظار نتائج طيبة من وضع قطع غيار صينية -حتى ولو كانت عالية الجودة- في سيارة كانت جيدة ولكنها تحتاج لـ"صيانة شاملة"، بمعنى آخر لا يمكن لدييجو كوستا أن يعالج كل العيوب التي ضربت المنتخب الإسباني بسبب عوامل متعددة أبرزها عدم تجديد دماء الفريق والإرهاق والمجاملات وبكل تأكيد عدم توافق أسلوب المهاجم مع النمط الحالي لطريقة لعب "لاروخا".

دييجو كوستا من نوعية اللاعبين الذين يتميزون بألعاب الهواء واقتناص العرضيات وفي أتلتيكو مدريد كان يجد من يموله بهذه الطريقة سواء الظهيرين خوانفران توريس أو فيليبي لويس أو عن طريق مساعدات خط الوسط القادمة من أردا توران أو كوكي ريسوركسيون، ولكن كيف تلعب إسبانيا؟ يميل المنتخب الإسباني بالطبع، نتيجة لكونه مؤخرا أصبح انعكاسا لأسلوب برشلونة، إلى الاعتماد على أسلوب اللمسات القصيرة والاستحواذ والـ"تيكي تاكا" الذي بات محفوظا للجميع، وحتى حينما تأتي عرضيات الظهيرين جوردي ألبا أو سيزار أزبليكويتا، لا تكون بنفس جودة ثنائي أتلتيكو.

النقطة الثانية تتمثل في أن دييجو كوستا يحتاج دائما للعب بجانب مهاجم ثان، كما يحدث في أتلتيكو سواء كان ديفيد فيا أو أدريان لوبيز أو راؤول جارسيا، وهو الأمر الذي لم يحدث في مباراتي إسبانيا سواء أمام هولندا أو تشيلي، لذا أصبح اللاعب بمثابة "الحاضر الغائب".

إضافة إلى هذا فإن كوستا ليس من نوعية اللاعبين الذين يمكنهم الاستفادة من تمويلات تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، فالطريقة التي يلعب بها مختلفة تماما عن أسلوبهما وحتى فرضا إنها كانت متوافقة، فإن هذا الثنائي لم يقدم مستوى يذكر في المباراتين الكارثيتين في تاريخ "الماتادور".

"الانتقام طبق يفضل أن يقدم باردا".. مقولة مأثورة فشل في فهمها دييجو كوستا الذي لم ينظر جيدا إلى معطيات الأمور قبل اتخاذه قراره باختيار إسبانيا للـ"ثأر" من تجاهل سكولاري المفترض ليخسر رهانه، فيما راهن ديل بوسكي على "الحصان الخاطئ" ليس لأن مهاجم أتلتيكو سيئ، بل لأن منتخب إسبانيا بأسلوبه الحالي ليس "الحلبة المناسبة" له".
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير