المائدة الرمضانية وعادات أصيلة يتقاسمها الأردنيون
ملاك العكور - لم يبق سوى أيام قليلة تفصلنا عن قدوم شهر الخير و البركة، هذا الشهر الذي تزداد فيه أواصر المحبة و التضامن بين أفراد المجتمع.
و استعداداً لاستقبال هذا الضيف الكريم بدأت الأسر بتزيين البيوت بالأهلة و الإضاءة، كذلك المساجد بدأت بتجهيز المكان لتوفير الراحة لجموع المصلين التي تعمرها في هذا الشهر.
للشعب الأردني كغيره من الشعوب عادات و تقاليد مميزة في شهر رمضان نابعة من خصوصيته، كما يشترك ببعض هذه العادات مع الشعوب العربية و الإسلامية الأخرى.
كما أن هناك أصنافاً معينة تتربع على المائدة الرمضانية سواء على الافطار أو السحور، كالتمر، و قمر الدين و عصير الخروب .
يفضل الكثيرون التحضير لرمضان قبل فترة من قدومه بشراء الأغذية وحفظها حتى يتمكنوا من تجهيز الطعام بأقل وقت ممكن في هذا الشهر الكريم والتفرغ للعبادة.
فمع بداية العد التنازلي لحلول شهر رمضان المبارك شهدت الأسواق انتعاشاً ملحوظاً، حيث تستغل السيدات وقت فراغهن قبل حلول الشهر بتحضير بعض الأكلات التي يصعب تجهيزها في رمضان نظراً لطول وقت الصيام، كالكبة و ورق العنب و الملفوف، خاصة النساء العاملات اللاتي يعانين من ضيق الوقت فيلجأن إلى إعداد هذه الأكلات و حفظها في الثلاجة.
فتتفنن ربات البيوت في إعداد مختلف أنواع المأكولات التي تتزين بها مائدة الإفطار، و أكثر ما يميز المائدة في هذا الشهر الفضيل هو تجمع كل أفراد الأسرة حولها و تبادل أطراف الحديث مما يعزز العلاقات بينهم.
ويقول محمد عيسى رب أسرة: "أنه يفضل شراء جميع متطلبات البيت للشهر الفضيل قبل رمضان، فبرأيه أن الشخص لن يتحمل عناء الأسواق و مشقة البحث عن الأشياء نظراً لظروف الصيام خاصة و أنه في فصل الصيف إضافة إلى الهدف الأسمى و هو التفرغ للعبادة."
السيدة هند علي موظفة و لديها أسرة تفضل اقتناء جميع ما تحتاجه من مواد غذائية بكميات وفيرة قبل قدوم الشهر الفضيل هذه العادة التي ورثتها عن والدتها، نظراً لطول ساعات عملها فتجد جميع ما تحتاجه لتحضير الافطار دون عناء النزول إلى الأسواق .
كما تحرص بعض السيدات على شراء كتب طبخ، فتقول أمل محمد أنها تعتزم هذا العام أن تنوع في الأطباق على سفرتها الرمضانية، لذا سعت لاقتناء كتاب طبخ مغربي و حلويات خليجية.
و ما أن يفرغ الناس من الافطار حتى تدب الحركة في الشوارع، فيتوجه المصلون إلى بيوت الله لأداء صلاة التراويح، و بعد الفراغ منها يتوجه البعض للمقاهي أو زيارة الأقارب و الأصدقاء لقضاء سهرة ممتعة بطلها القطايف و القهوة السادة التي لا يكاد يمضي يوم من دون تناولهما.
لم تعد "العزائم" في رمضان تقتصر على وجبة الإفطار، فأصبح العديد من الناس يقيمون موائد و يدعون عليها الأصدقاء و الأقارب.
و مما يزيد أجواء رمضان متعة فوق متعتها هو تنوع الثقافات و الأعراف التي تواجدت في الأردن نظراً للظروف التي تمر بها بلادهم، حيث تتجلى مظاهر الإخاء و المودة في هذا الشهر الكريم.