رجل أمن سابق يشكل عصابة نصب واحتيال
محمود الشمايلة- مؤسف جدا عندما تعلم ان الشخص الذي كان يحمي القانون ويطبقه على الجناة والنصابين اصبح بعد احالته على التقاعد مخترقا للقانون حيث اصبح على علم تام بخفاياه والثغرات التي تحميه –الجاني- من الملاحقة او المسؤولية.
فبعد ان احيل الى التقاعد شكل عصابة ليمتهن النصب والاحتيال على المواطن المغيب عن العلم الكامل بالقانون، استغل طيبتهم والثقة التي منحوه اياه بصفته التي كان يعمل بها بجهاز امني في الدولة .
تبدأ القصة بوضعه اعلانا على مواقع التسويق على الانترنت بان يعرض بيته للبيع مقابل اقساط او كاش وبعدها تنهال عليه الاتصالات ، فيقوم باختيار فريسته بعد دراسة نفسية مكثفة للزبون ومدى حاجته لشراء البيت المعروض لتبدأ سلسلة النصب والاحتيال.
بعد ذلك يقوم بإعطاء-الزبون- موعدا في احد الاماكن العامة في عمان ويطلب منه الاستعجال حتى لا تفوته الفرصة، وعند اللقاء يقول للزبون ان "الاقساط افضل لك من الكاش" ويستدرجه ليدفع "عربون" مقداره الف دينار ومن ثم يطلب من الزبون ان يأمنه بمبلغ خمسة الاف دينار خلال اسبوع لتبدأ اجراءات "التطويب".
وكأنه يستخدم سحرا خاصا ليوقع بالزبون ويقنعه انه صادق وابن قانون ويعرض عليه "هويته الامنية" حتى تزداد الثقة بينهما ويعمل على استقبال الزبون في بيته الكائن في احدى محافظات الشمال ويقنعه بأنه اصبح بيته فعليا.
يشاركه في العملية موظفون يعملون في دائرة الاراضي لتزويده بالأوراق التي يريد ان يظهرها للزبون مثل "القوشان" وكذلك يذهب مع الزبون للمحكمة ليسجل وكالة خاصة له بحرية التصرف بالبيت.
و بعد ان يحصل على مبالغ تصل في بعض الاحيان الى عشرة الاف دينار يقوم بالانسحاب تدريجيا من الموقف و يعمل على اغلاق هاتفه ويبعث بأشخاص اخرين للزبون يقنعوه بان يترك هذه "الشروة" وينسحب منها لان البيت اصلا مرهون للبنك ومحجوز عليه من المحكمة.
تبدأ المعاناة عندما يطلب الزبون من هذا النصاب ان يعيد اليه المبلغ الذي اخذه ليعمل –النصاب- على اقناعه ان "يصبر عليه" وان ينتظر لحين تأمين المبلغ ومن ثم يعمل على تغيير ارقامه كل فترة وعندما يقرر الزبون الذهاب الى منزله لمطالبته يقوم بتهديده بانه يتهجم عليه في بيته.
آخر القصة يقول النصاب للزبون "اعلى ما بخيلك اركبه وبتعرف طريق المحاكم روح واشتكي واذا حصّلت اشي راجعني" يقول ذلك بكل ثقه لأنه يعلم مسبقا فعلا "ان حبال المحاكم طويلة".
وعلمت jo24 ان هذا –النصاب – معروف لدى الاجهزة الأمنية وعليه تعميم وجلب ولكن "الصعوبة" تكمن في كيفية القبض عليه ،بالإضافة الى ذلك يستغل "بطاقته الامنية" ليقوم التعريف عن نفسه عند الشرطة او اي جهاز امني انه "زميل" وذلك يساعده على التحرك بسهولة .
وبعد البحث على الانترنت وجدنا انه مازال يقوم بنشر اعلانات عن بيع منزله او سيارته ليصطاد زيونا اخرا، ويستمر في عمله.
السؤال هنا هل فعلا الاجهزة الامنية عاجزة عن اعتقاله؟ ام فعلا "القانون لا يحمي المغفلين"؟