jo24_banner
jo24_banner

هل تسعى "إسرائيل" لقتل مختطفيها لتجنب دفع الثمن

هل تسعى إسرائيل لقتل مختطفيها لتجنب دفع الثمن
جو 24 : يرى مراقبون أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعول على عامل الوقت في التعامل مع اختفاء ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية منذ 11 يوما، وهو يسعى جاهدا لإنهاء القضية بأسرع وقت عبر عملية عسكرية.

ويؤكد هؤلاء أن جيش الاحتلال لن يتورع عن مهاجمة مكان تواجد المختطفين بالسلاح والنار، في خطوة تعتبر أهون الخيارات المطروحة أمام الحكومة الإسرائيلية لتجنب دفع ثمن مقابل إطلاق سراح المستوطنين الثلاثة.

وفيما كان الجيش الإسرائيلي يستنفر خيرة جنوده للمشاركة في عملية أعقبت اختفاء المستوطنين الثلاثة وأسماها "عودة الأخوة" فإنه كان يهدم في الوقت ذاته دعائم عودة المستوطنين على قيد الحياة عبر استهدافه لمحرري صفقة تبادل الأسرى لقطع الطريق أمام عقد أي صفقة مستقبلية.

ويثير تصعيد الاحتلال باعتقال محرري صفقة التبادل تساؤلات بشأن مدى جديتها في الرغبة بإعادة مختطفيها أحياء أم أنها شعارات للرأي العام الداخلي كون الحديث عن عملية تتناقض كلياً مع جوهر هكذا فكرة.

وينطلق هذا الواقع من أن من يرغب في عودة المستوطنين سالمين يترك لخاطفيهم "فسحة أمل" بإمكانية إتمام صفقة متواضعة على أقل تقدير لا سد الأفق أمامهم.

ويلحظ المتتبع لسير العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حركة "حماس" في الضفة الغربية يصل إلى قناعة بأن الاحتلال لا يسعى للإفراج عن مختطفيه أحياء بقدر ما يهمه إنهاء العملية بأسرع وقت وبأي ثمن.

وفور اختفاء المستوطنين الثلاثة، عمد الاحتلال إلى تهيئة الرأي العام الداخلي لديه لسماع خبر مقتلهم في أول مواجهة مع الخاطفين وبالتالي التخلص من عبئ تلبية مطالب الخاطفين .

رسائل استباقية

ويبعث اعتقال محرري صفقة التبادل بأكثر من رسالة مفادها بأن "إسرائيل" لا تنوي الدخول في مفاوضات مع الخاطفين، وأنه في حال دخلت بهكذا مفاوضات فسيدور الحديث عن صفقة لإتمام صفقة "وفاء الأحرار" أي الإفراج عن محرريها الذين أعيد اعتقالهم.

ويشير استمرار الاحتلال في تحريضه على مفرجي صفقة التبادل سواء أولئك الذين أبعدوا إلى غزة والخارج أو الذين اعتقلتهم في الضفة الغربية إلى نيته حسم القضية عسكرياً كما حصل في عملية اختطاف الجندي "نحشون فاكسمان" ولا يبدو أننا أمام صفقة تبادل جديدة.

فطالما أن أولوية جيش الاحتلال الحالية تتمثل في إعادة المختطفين أحياء بعملية عسكرية فهم فعلاً ينوون دخول تلك العملية حتى لو كلفها الأمر قتل المختطفين والخاطفين وعندها لن تضطر لدفع الثمن وستقدم هذه الأمر أمام الشارع الإسرائيلي كما لو انه نتيجة للخطف وليس للفشل.

وحينها من الممكن أن يقدم الاحتلال إلى شن هجوم عسكري واسع ضد قطاع غزة بغرض خلط الأوراق في عملية تظهر كما لو أنها رد على مقتل المختطفين في حال حدث ذلك.

الخيار الأصعب

ويبقي الخيار الأصعب الذي يواجه الاحتلال حالياً هو إمكانية اختفاء المستوطنين لفترة طويلة جداً وهو الخيار الأضعف بالنسبة للحكومة.

إذ بعد انجلاء غبار العملية العسكرية سيبدأ الشارع الإسرائيلي بالحراك في خطوات تضامنية مع المختطفين ويصبح الرأي السائد مشابهاً لذلك الوضع الذي أعقب حرب لبنان عام 2006 والعملية التي أعقبت اختطاف شاليط في نفس العام.

أما السيناريو الكارثي بالنسبة للاحتلال فهو إمكانية نقل المختطفين إلى قطاع غزة أو سيناء أو الأردن حيث تجد نفسها مضطرة أمام الرأي العام الإسرائيلي الداخلي للتعاطي مع مسألة المفاوضات بجدية بعد ضعف فرص تنفيذ العملية العسكرية الأسهل.

وصرح أحد ضباط الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أن صمت الخاطفين للمستوطنين الثلاثة يعود لسببين "فإما أنهم ينتظرون استكمال عملية هربهم إلى خارج الضفة الغربية أو أنهم ينتظرون هدوء العملية العسكرية لعرض مطالبهم التفاوضية".

صفا
تابعو الأردن 24 على google news