jo24_banner
jo24_banner

"موائد الرحمن" عادة لا تنتهي..وصدقه دون منّة او تبذير

موائد الرحمن عادة لا تنتهي..وصدقه دون منّة او تبذير
جو 24 : محمود الشمايلة- ساعات تفصلنا عن الشهر الفضيل وبدأ التسابق على فعل الخير فاصبحنا نرى التجهيز والتحضير بكل اشكاله وانواعه ولكن اجمل ما زينت به بعض مناطق الاردن وشوارعه "موائد الرحمن".

تعود فكرة موائد الرحمن إلى زمن الرسول صلى الله عليه و سلم ، حينما قَدِم إليه وفد من الطائف ليعلنوا إسلامهم، فكان يرسل لهم طعام الإفطار والسحور، واقتدى به الخلفاء الراشدون حتى أعد دار للضيافة لإفطار الصائمين ، و يقال إن الأمير احمد بن طالون مؤسس الدولة الطولونية هو أول من أقام مائدة الرحمن في مصر في السنة الرابعة لولايته حيث جمع القادة والتجار والأعيان على مائدة حافلة في أول أيام رمضان منذ أكثر من 1100 عام تقريباً.

وهناك من يشير إلى إن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي كان أول من وضع تقليدا للمآدب الخيرية في عهد الدولة الفاطمية، وكان الفاطميون يعدون الموائد تحت اسم دار الفطرة .

وفي العصر الحديث يقيم موائد الرحمن العديد من المواطنين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الخاصة لمساعدة الفقراء وكسب ثواب الشهر الفضيل.

الاضواء وهلال رمضان وغيرها من انواع التعبير عن البهجة بحلول الضيف الكريم لا تغني عن المتعة الاكبر بإقامة تلك الموائد لاطعام الصائم غير القادر على تأمين ما يطفئ ضمأه وجوعه كباقي الناس المقتدرين.

منظر يبعث على الفرح والسرور وتعزيزا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" فأهلا بأمة ما زالت تنظر للمحروم والجائع بعين العطف حتى لو كان مؤقتا خلال هذا الشهر لكنه اجر مستمر ليوم القيامة و دعوات محروم لا تبلى.

هناك فوائد عظيمة للموائد الرحمن حيث كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات، و قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل، إن عبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها : التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة : كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا " ، كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .


ومن المنظور الاقتصادي ففي رمضان يزداد دخل الفقير والمسكين ويصبح فوق حد الكفاية أي فوق حد الفقر ويستطيع أن يغطى حاجاته المعيشية ويكون لديه فائضاً ، ولذلك يطلق علماء الاقتصاد الإسلامي على رمضان شهر بلا فقر، ومن منظور المؤسسات الخيرية والاجتماعية نجد أن مواردها تزيد عن حاجة الفقراء والمساكين وغيرهم وتقوم بادخار الفائض ليطغى الاحتياجات بعد رمضان وهذا يجعل الفقراء والمساكين يقولون يا ليت السنة كلها رمضان .


هناك من يشكك في نوايا القائمين على موائد الرحمن التي يطلق عليها موائد رحمن (خمس نجوم) والتي يقيمها رجال الأعمال حيث تحفل هذه الموائد بأنواع مختلفة من الأطعمة لم يتذوقها معظم الفقراء إلا من خلال هذه الموائد التي أصبحت تنافس موائد أشهر الفنادق العالمية.
كما يجب أن يقدم للصائمين طعام الإفطار من خلال موائد الرحمن بكرم لا يصل حدّ التبذير ، فما إن ترفع تلك الموائد حتى ترى كميات هائلة من الأطعمة ومثلها من أدوات الطعام وملحقاته ترمى في القمامة ، وجهود جبارة تبذل في أعمال النظافة والصيانة اللاحقة .

منظر نتمنى ان لا يختفي ويزول بذهاب رمضان فالكثير من الفقراء والمحرومون ينتظرون الشهر الفضيل بفارغ الصبر ليتوجهوا لتلك الخيم ويعوضوا ما فقدوه طوال سنه كاملة بأمنية ليست خفية "يا ليت كل السنة رمضان".

وهنا ايضا دعوة ان تكون هذه الموائد خالصة لوجه الله دون رياء او مصالح او تحويلها لتبنّي فكر او سياسة معنية، او مكان للتصوير مع الفقراء، اجعلوهاصدقة دون منّه.
تابعو الأردن 24 على google news