jo24_banner
jo24_banner

السفير الألماني : الاوضاع الاقتصادية السائدة دفعت الحركات الاسلامية للواجهة

السفير الألماني : الاوضاع الاقتصادية السائدة دفعت الحركات الاسلامية للواجهة
جو 24 : خاص - ألقى السفير الالماني لدى الاردن رالف طراف محاضرة في الجامعة الأردنية يوم الأربعاء تناول فيها موقف بلاده من عدد من القضايا وبخاصة موضوع صعود الحركات الإسلامية في المنطقة واحتمال تحقيقهم نجاحات باهرة في الانتخابات القادمة في الأردن.

ففي وقت استسلم فيه السفير لمداخلات الطلاب عندما أصروا بأن أوروبا والولايات المتحدة هما جزء من المشكلة فيما يجري في المنطقة وبخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، فقد أفاد بأن هناك أسئلة ملحة على الحركات الإسلامية أن تجيب عليها. وقد طرح ثلاث أسئلة تتعلق بحقوق الأقليات ومكانة المرأة وبالاجراءات الديمقراطية وبالموقف من إسرائيل. وأفاد أن بلاده وإن كانت تدعم المضي في الاصلاحات السياسية في المنطقة إلا أنها تخشى من أن لا تقدم الحركات الإسلامية النموذج المشجع مع أن أي تنظيم أيدولوجي لا بد أن يصطدم بالواقع عندما يصل إلى السلطة ويتكيف مع متطلبات المرحلة.

هذا الطرح لم يعجب الطلبة حيث جادلوه بشأن النقاط الثلاث. أحد الطلبة قال أن الحديث عن مكانة المرأة في الخطاب الإسلامي أو حقوق الأٌقليات غير مقنع للتخويف من الحركات الإسلامية السلمية والتي تشارك في العملية السياسية. فمكانة المرأة ربما ليست على ما يرام لكن هذا وضع قائم في كل البلاد العربية ولا تنفرد به الحركات الإسلامية. ففي بعض الدول العربية لا تنال المرأة حقوقها الكاملة كما هو الحال في بعض الدول المتحالفة مع الغرب ولم نسمع للغرب موقفا من ذلك، لذلك فالتباكي على مكانة المرأة أو حقوق الأقليات يفقد صدقيته في ظل دعم الغرب على مدار عقود لأنظمة سلطوية لم تقدم المرأة ولم تحترم حقوق الأقليات الإثنية أو الدينية.

أما الموقف من إسرائيل فقد تساءل الطلبة فيما إذا كانت إسرائيل معنية بعملية السلام قبل التحقق من موقف الإسلاميين. فإسرائيل التي تتمرد على الشرعية الدولية وتتنكر لحقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وبدعم غربي واضح لم تقدم أي تنازلات لأنظمة علمانية فاوضتها وهي من أفشلت القيادة الفلسطينية في مسعاها لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

واختلف الطلبة مع السفير عندما قال أن ضنك الحياة والأوضاع الإقتصادية السائدة هي فقط من دفع الحركات الإسلامية إلى الواجهة السياسية، فالقضية هي معقدة ولا يمكن تفسيرها بمتغير واحد. بعض الطلبة طرح فكرة أن انحياز الغرب لإسرائيل ودعمها للأنظمة التسلطية على مدار عقود هو الذي ساهم في صعود الحركات الإسلامية وبخاصة بعد أن حققت نجاحات في مقارعة الإسرائيليين عن طريق المقاومة. فما كان لحماس على سبيل المثال أن تحقق وضعها السياسي الجيد فلسطينيا لو أن الرئيس عباس تمكن من تحقيق أي نتيجة ايجابية لصالح شعبه، فإفشال القيادة الفلسطينية تم بتغاضي غربي وتواطؤ مع قوى الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذه الظروف يكون من الطبيعي أن تبحث الشعوب عن بدائل سياسية وخيارت جديدة من بينها الحركات الإسلامية.

وأكد السفير الألماني أن ارتكاب النظام النازي في ألمانيا للمحرقة أثناء الحرب العالمية الثانية دفع ألمانيا لأن لا تمارس ضغطا على إسرائيل حتى وإن أيدت ألمانيا الحقوق الوطنية الفلسطينية. فهي إذن عقدة الذنب، لكن لماذا على الشعب الفلسطيني أن يدفع ثمن جريمة بحق اليهود قامت بها ألمانيا النازية؟!!

في النهاية شكر السفير الطلبة على ملاحظاتهم وقال أن ألمانيا ليس لديها استراتيجية واضحة في الشرق الاوسط باستثناء الموقف من الملف النووي الإيراني. وأفاد أن غياب الاستراتيجية هي من نقاط ضعف ألمانيا وتقلل من قدرتها عى لعب دور يناسب وزنها في أوروبا وفي العالم.

تابعو الأردن 24 على google news