الليلة هيفا تواجه ميسي!
جو 24 : أغلب الظنّ أنّ المحطات تتذمّر من تزامن رمضان مع المونديال، وتدرك أنّ ميل الناس الى تتبّع أحوال الكرة يفرض الحذر من المجازفة. لا ينذر السباق الرمضاني بهدوء ما قبل العاصفة، إذ أنّ العواصف تهبّ في مكان آخر. هناك، في البرازيل، عاصفة ونار. العالم بأسره يعيش النقيضين معاً.
يستوجب الحدث المونديالي إجراءات خاصة تنسحب بالضرورة على أجندة المحطات كونه يتضارب في شكل أو في آخر مع الحدث الرمضاني، ولا بدّ من أخذ الجماهيرية المونديالية في الإعتبار، من دون التذرّع بها لتبرير التراخي والكسل. كانت "أل بي سي آي" سبّاقة، تستعد للمنافسة الرمضانية بإندفاع يُحسَب لها. خيّرها المونديال ما بين المخاطرة أو البقاء على الجهة الآمنة، فاختارت البين بين.
ثمة انطباع بأنّ المحطات تخوض السباق الرمضاني من دون نَفَس. كأنّ ما تُقدّمه لا يغدو كونه من باب رفع العتب. نحوٌ من أسبوعين على نهاية المونديال (12 حزيران- 13 تموز)، أي أنّ حلقات عدّة يمكن أن تفوَّت فيما العين على ميسي ونيمار وذلك المعلّق عبر "بي إن سبور" الذي يصدح: "يا إلههههيييييي"!
ذلك لن يحول دون التفرّغ للدراما، فليلُ البعض يمضي بطيئاً من دون مسلسلات. "أم بي سي" و"أبو ظبي" مثلاً أولويتهما رمضان، قلّما يكترثان للقلوب الخافقة لحظة اقتراب الكرة من المرمى. وإن كان لا بدّ من التغطية، يأتيك مصطفى الآغا بروحه المرحة ومراسله الطريف من ساو باولو الذي يشمت بالاسبان.
أما في لبنان، فلنا أن نختار بين ثلاثة: زحمة المقاهي، ومسلسلات رمضان، ونشرات الأخبار. نخشى أنّ الخيار الأخير سيصبح قدراً، وأنّه لا مفر من النواح. علينا أحياناً أن نراعي حاجة الناس (حاجتنا) الى الأمل. حتى الشاشات عينها، تلك التي قد نعتبرها طرفاً، تريدنا ألا نستسلم أبداً. تأتينا بهيفا وهبي مثلاً. سيكون علينا أن نرى الجميلة تصارع الوحش لأنّ الحياة طمّاعة غدّارة. هذا عبر "المستقبل"، وعبر "الجديد"، ميريام فارس ليست أفضل حالاً. تقع المسكينة في قبضة عصابة مخدرات وشبكة دعارة. نجمتان في مقابل آلهة كرة القدم. سوف إن سُئل المُشاهد أيهما أكثر جماهيرية هيفا أم نيمار، سيتردد للحظة قبل الإجابة. عبر "أل بي سي آي" رجلان: عادل إمام وعباس النوري (أبو عصام في "باب الحارة"). كلاهما من الصنف الذي يُنتَظر. كلاهما لا تهزّ شباكه كرة.
تعدنا "المنار" بأنها أبداً لن تملّ من أعمال تمجّد المقاومة. نعتاد في رمضان على رجال يُصوَّرون عصاة على الهزيمة وعلى نبش ممنهَج لمفردات الممانعة. "ملح التراب" امتداد آخر لمنطق أنّ المقاومة "غالبة" وأنّ "النصر" من عند الله مباشرة. يصبح في إمكان المُشاهد أن يقرر ماذا يريد من الشاشة. له أن يختار هيفا، وأن يختار أيضاً ميسي أو أدبيات الأيديولوجيا. "أم تي في" تتيح المزيد: "عشرة عبيد صغار" الذي يعد بالإثارة، الى عابد فهد في "لو". أما أمل بشوشة في "الأخوة" ("أل بي سي آي"، "أبو ظبي"، "سي بي سي")، فللذين تروقهم الحياة خارج الكادر. ""النهار- فاطمة عبدالله""
يستوجب الحدث المونديالي إجراءات خاصة تنسحب بالضرورة على أجندة المحطات كونه يتضارب في شكل أو في آخر مع الحدث الرمضاني، ولا بدّ من أخذ الجماهيرية المونديالية في الإعتبار، من دون التذرّع بها لتبرير التراخي والكسل. كانت "أل بي سي آي" سبّاقة، تستعد للمنافسة الرمضانية بإندفاع يُحسَب لها. خيّرها المونديال ما بين المخاطرة أو البقاء على الجهة الآمنة، فاختارت البين بين.
ثمة انطباع بأنّ المحطات تخوض السباق الرمضاني من دون نَفَس. كأنّ ما تُقدّمه لا يغدو كونه من باب رفع العتب. نحوٌ من أسبوعين على نهاية المونديال (12 حزيران- 13 تموز)، أي أنّ حلقات عدّة يمكن أن تفوَّت فيما العين على ميسي ونيمار وذلك المعلّق عبر "بي إن سبور" الذي يصدح: "يا إلههههيييييي"!
ذلك لن يحول دون التفرّغ للدراما، فليلُ البعض يمضي بطيئاً من دون مسلسلات. "أم بي سي" و"أبو ظبي" مثلاً أولويتهما رمضان، قلّما يكترثان للقلوب الخافقة لحظة اقتراب الكرة من المرمى. وإن كان لا بدّ من التغطية، يأتيك مصطفى الآغا بروحه المرحة ومراسله الطريف من ساو باولو الذي يشمت بالاسبان.
أما في لبنان، فلنا أن نختار بين ثلاثة: زحمة المقاهي، ومسلسلات رمضان، ونشرات الأخبار. نخشى أنّ الخيار الأخير سيصبح قدراً، وأنّه لا مفر من النواح. علينا أحياناً أن نراعي حاجة الناس (حاجتنا) الى الأمل. حتى الشاشات عينها، تلك التي قد نعتبرها طرفاً، تريدنا ألا نستسلم أبداً. تأتينا بهيفا وهبي مثلاً. سيكون علينا أن نرى الجميلة تصارع الوحش لأنّ الحياة طمّاعة غدّارة. هذا عبر "المستقبل"، وعبر "الجديد"، ميريام فارس ليست أفضل حالاً. تقع المسكينة في قبضة عصابة مخدرات وشبكة دعارة. نجمتان في مقابل آلهة كرة القدم. سوف إن سُئل المُشاهد أيهما أكثر جماهيرية هيفا أم نيمار، سيتردد للحظة قبل الإجابة. عبر "أل بي سي آي" رجلان: عادل إمام وعباس النوري (أبو عصام في "باب الحارة"). كلاهما من الصنف الذي يُنتَظر. كلاهما لا تهزّ شباكه كرة.
تعدنا "المنار" بأنها أبداً لن تملّ من أعمال تمجّد المقاومة. نعتاد في رمضان على رجال يُصوَّرون عصاة على الهزيمة وعلى نبش ممنهَج لمفردات الممانعة. "ملح التراب" امتداد آخر لمنطق أنّ المقاومة "غالبة" وأنّ "النصر" من عند الله مباشرة. يصبح في إمكان المُشاهد أن يقرر ماذا يريد من الشاشة. له أن يختار هيفا، وأن يختار أيضاً ميسي أو أدبيات الأيديولوجيا. "أم تي في" تتيح المزيد: "عشرة عبيد صغار" الذي يعد بالإثارة، الى عابد فهد في "لو". أما أمل بشوشة في "الأخوة" ("أل بي سي آي"، "أبو ظبي"، "سي بي سي")، فللذين تروقهم الحياة خارج الكادر. ""النهار- فاطمة عبدالله""