jo24_banner
jo24_banner

تحذيرات عند صيام الطفل المصاب بالسكري

تحذيرات عند صيام الطفل المصاب بالسكري
جو 24 : د. باسم الكسواني- يجب العلم ان من أصعب الشهور التي يواجهها مريض السكري هو شهر رمضان المبارك فهذا الشهر يختص بنظام غذائي ومواعيد محددة مسموح الاكل والشرب فيها، ومن اهم التحديات التي يواجهها مريض السكري هي التذبذب والتأرجح في مستوى السكر في الدم، وأهم مسببات ذلك هو عدم الانتظام سواء في كميات أو نوعيات أو أوقات الطعام، أو عدم الانتظام في مواعيد وأوقات أخذ حقن الأنسولين . والمشكلة الاساسية التي يواجهها طفل السكري في شهر رمضان هو انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء الصوم، والتي لا تعالج إلا بإجبار الطفل على الإفطار مما قد يسبب له حرجاً أمام زملائه ولكن هذا الحرج لا يجوز ان يكون بأي حال من الاحوال اهم من صحة الطفل ويؤكد العلماء ان الطفل اقل من سن 12 سنة والمصاب بالسكري يجب ان لا يصوم حتى لا تحدث لديه مضاعفات خطيرة يصعب حساب نتائجها على المريض ونحن نعلم ان الشريعة الاسلامية السمحاء فرضت الصيام على المكلفين البالغين وليس على الاطفال والمطلوب منهم التدرب على الصيام فقط ، وتبقى هناك بعض الإرشادات العامة الواجب إتباعها بالنسبة لأطفال السكري والذين هم فوق سن الثانية عشرة و الذين يرغبون بالصيام لتلافي مثل هذه المشاكل وسوف اسرد عدد من النقاط الهامة والتي يجب ان تؤخذ بالاعتبار عند صيام الاطفال فوق سن 12 سنة وسوف اسرد عدد من النقاط الهامة والتي يجب ان تؤخذ بالاعتبار عند صيام الاطفال فوق سن 12 سنة.
أولا - لا بد من التأكيد ان ليس هناك طريقة واحدة يستطيع جميع مرضى السكري اتباعها للمحافظة على مستوى السكر بالدم، ولكن تختلف الإرشادات الواجب اتباعها باختلاف المريض واختلاف أوقات وكميات ونوعيات الأكل التي يتناولها وأنواع النشاطات التي يمارسها، وهناك متغيرات اخرى تلعب دوراً هاماً في مستوى السكر بالدم، لذا يلزم جميع الأطفال المصابين بالسكري والراغبين في الصيام مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام لمناقشة النظام العلاجي الغذائي الأمثل الواجب إتباعه.
ثانيا - لقد حدث تقدم ملحوظ في مجال العلاج بالأنسولين، من خلال وجود نوعيات جديدة من الأنسولين طويل المفعول وقصير المفعول، مع توفر وسائل جديدة لإعطاء الأنسولين، جعل من الأسهل الآن صيام الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري والذين اعمارهم تتجاوز سن 12 عاما و الذين يرغبون في الصيام ومشاركة أقرانهم روحانية الصيام والقيام في هذا الشهر الفضيل ، ومن هذه العلاجات الحديثة: ( مضخة الأنسولين ) وأحد أهم مزاياها هي التحكم في كمية الأنسولين المعطاة، فمثلاً لو شعر طفل السكري بانخفاض السكر أثناء الصوم فما عليه سوى خفض مستوى وكمية الأنسولين المعطاة عبر المضخة إلى أدنى مستوياتها أو إيقافها لفترة من الزمن، وبالتالي لا يلجأ طفل السكري للإفطار ويستطيع إكمال صومه. ومن مميزاتها أيضا التحكم في جرعة الأنسولين التي تعطى مع الأكل، فهناك جرعات خاصة للوجبات الدهنية أو الوجبات الكربوهيدراتية وهكذا.
(أنواع حديثة من الأنسولين) فالتكنولوجيا الطبية الدوائية نجحت بفاعلية في إنتاج أنواع جديدة من الأنسولين ذات قدرات متنوعة، كالأنسولين الصافي طويل المفعول الذي تصل فترة عمله إلى 24 ساعة ويعطى مرة واحدة في اليوم وقبل النوم. وأهمية هذا النوع من الأنسولين هو أنه ليس له أوج عمل بمعنى أنه لا يسبب انخفاضاً في السكر بصورة مفاجئة، كما أنه مهم جدا للحد من انخفاض السكر أثناء النوم والتي تشكل أهم مضاعفات حالات سكري الأطفال الحادة.
ثالثا - نجاح الوسائل العلاجية الحديثة لا تغني عن التزام مريض السكري بتحليل السكر المتكرر خاصة أثناء الصوم، والإفطار إن لزم الأمر حيث إن ديننا الإسلامي دين يسر، قامت أحكامه التشريعية أساسا على قاعدة التيسير لا التعسير وكذلك قاعدة لا ضرر ولا ضرار . كما أن الالتزام بالنظام الغذائي أمر هام خاصة عدم الإفراط في تناول السكريات.
رابعا - في الأيام العادية غير رمضان يحتاج مرضى السكري من الأطفال إلى جرعتين من الأنسولين العكر طويل المفعول أو الصافي قصير المفعول، جرعة قبل وجبة الفطور وجرعة أخرى قبل وجبة العشاء. ولكن إذا أراد الطفل الصيام فغالباً ما ينصح بإعطاء الجرعة الأكبر من الأنسولين التي كانت تؤخذ قبل وجبة الفطور (في الصباح) تعطي في شهر رمضان قبل إفطار رمضان (أي قبل أذان المغرب)، ذلك لأن الطفل سوف يتناول كمية كبيرة من الطعام أثناء وبعد إفطار رمضان.
أما بالنسبة لجرعة الأنسولين الأخرى التي تعطى عادة قبل طعام العشاء، فإنها تعطى في رمضان قبل طعام السحور، مع تخفيض تلك الجرعة إلى النصف خاصة بالنسبة للأنسولين العكر وذلك لأن الطفل سوف يكون صائماً خلال فترة عمل الأنسولين العكر. وتحدد جرعات الأنسولين بدقة أكثر بعد عمل تحليل السكر.
خامسا - تحليل السكر يصبح أكثر أهمية خلال فترة شهر رمضان، وذلك لحدوث تغيرات جوهرية سواء من ناحية الأكل أو النوم وغير ذلك في فترة شهر رمضان، لذا ننصح بعمل تحليل السكر أربع مرات في اليوم، قبل إفطار رمضان وقبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة من المدرسة وقبل السحور. ويجب التأكد أن مستوى السكر في الدم غير منخفض خاصة قبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة منها وأثناء فترة الصيام عامة
سادسا - عادة ما يحدث انخفاض السكر أثناء فترة تواجد الطفل في المدرسة، لذا ينصح كل طفل بأخذ بعض السكريات سهلة الهضم معه للمدرسة كالعصير المحلى أو الحلوى، كما يجب عليه الإفطار فورا وتناول هذه السكريات إذا أحس بأعراض انخفاض السكر، كما يجب على الأطباء المعالجين توفير وإعطاء إبر الجلوكاجون لمرضى السكري والتي تعطى عادة عند حدوث الغيبوبة بسبب نقص السكر
سابعا - ينصح جميع أطفال السكري بالابتعاد عن الإكثار من تناول السكريات الأحادية التركيب: كالعصائر المحلاة والمياه الغازية المحلاة، وأن يقتصروا على تناول السكريات المعقدة التركيب: الأرز والمكرونة والخبز وغيرها بحيث لا تشكل هذه السكريات أكثر من 50٪ من كمية السعرات الحرارية المتناولة . كما يجب على المرضى الانتظام في تناول الطعام من حيث وقت تناول الوجبات وكميتها ونوعها.
وكان د سمير الفاعوري رئيس اختصاص الاطفال في وزارة الصحة قد اكد ان عددا من حالات الاطفال المصابين بالسكري قد ادخلت الى قسم الاطفال خلال شهر رمضان وعلى مدار السنوات المتعاقبة نتيجة للصيام وقد حصل لبعضها مضاعفات كان يمكن تلافيها من خلال عدم السماح للاطفال دون سن الثنية عشرة بالصيام ومراقبة حثيثة للاطفال فوق هذا السن والذين يرغبون بالصيام .


*مستشار اول طب الاطفال في وزارة الصحة
اخذت هذه الدراسة من مصادر متعددة
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير