jo24_banner
jo24_banner

كيف تغيَّر جسم المرأة مُنذ الخمسينات؟

كيف تغيَّر جسم المرأة مُنذ الخمسينات؟
جو 24 : شهِدَ جسم المرأة وتكوينها البيولوجي تغييراً ملحوظاً مُنذ عام 1950 حتّى اليوم. فالمرأة في خمسينات القرن الماضي كانت أنحف، أنعم وأقلّ وزناً من المرأة في أيّامنا هذه. والسبب يعود إلى النظام الغذائي والروتين اليومي والإجهاد الذي تتعرَّض لهُ النساء حاليّاً، وفقَ ما أكّدت دراسة بريطانيّة حديثة.

لا شكّ في أنَّ جسم الإنسان وتكوينه البيولوجي والنفسي يتغيَّر مع الوقت. ولإثبات ذلك، قارَنت دراسة بريطانيّة أجرَتها كُلّية طبّ الأقدام في لندن ونَشرت نتائجها صحيفة "Daily Mail"، النساء في الخمسينات بالنساء عام 2014. ولاحَظ الباحثون أثَر التحَرُّر الذي عرَفَتهُ المرأة في السنوات الستّين الأخيرة وانعكاسهُ المُباشر في جسمها وتكوينها البيولوجي والنفسي.

ما هي الإختلافات؟
فقد بلغ مُتوسِّط طول النساء في الخمسينات متراً و53 سنتيمتراً، فيما بلغَت مُعدَّلات أوزانهنَّ 61 كيلوغراماً، وكُنَّ يرتدينَ ملابس مقاس 40 وأحذية مقاس 36 كمُعدّل عام. لكنَّ غالبيّة النساء يرتدينَ حاليّاً ملابس مَقاس 44 وأحذية مقاس 39، بينما تبلغ مُعدَّلات أوزنهُنَّ زهاء 65 كيلوغراماً. ولاحَظ القيّمون على الدراسة أنَّ أقدام النساء قد تغيّرت أيضاً لتتكيَّف مع التغييرات المورفولوجيّة التي شهدتها أجسامُهنَّ.

عادات غذائيّة

وبحسب الباحثين، فإنَّ "العادات الغذائيَّة شهدت تغييراً أيضاً وهذا ما يُفسِّره التاريخ، خصوصاً إذا عُدنا إلى الحرب العالميّة الثانية التي قلبت المقاييس الغذائيّة وأوجدت معايير جديدة"». وبيّنت الدراسة أنّه "في عام 1950، 15 في المئة فقط من المنازل كانت تحتوي على برّادات، وبالتالي فإنَّ النساء آنذاكَ كُنَّ يشترينَ المواد الغذائية يوميّاً، وكُنَّ مُدمنات على تناول الأطباق الصحّية والمُعَدّة في المنزل". وبينما اكتفت نساء الخمسينات بإستهلاك 1800 وحدة حرارية يوميّاً، تستهلك نساء اليوم 2200 وحدة يوميّاً، ويُفضِّلنَ الأطباق الجاهزة التي تؤدّي بالتالي إلى اكتسابهنَّ وزناً إضافيّاً.

نشاطات رياضيّة
إلى ذلك، بيَّنَ القيّمون على الدراسة أنّ تغيير المرأة المورفولوجي يعود إلى تغيُّر نشاطاتها الرياضيّة والجسديّة. "ففي الخمسينات، كانت المرأة تُمارس حركةً دائمة فضلاً عَن النشاطات الرياضيّة، ومنها: التسوُّق والقيام بالأعمال المنزليّة وشراء الحاجات لإعداد الطعام، على عكس نساء اليوم اللواتي يجلسنَ وراء الكمبيوتر ثماني ساعات يوميّاً"، وفقَ ما قالت المُدرِّبة الرياضيّة البريطانيّة ويندي بويل لـ"Daily Mail".

وأضافت: "عام 1950، كان السَير وسيلة النساء الوحيدة للتحرُّك والوصول إلى حيث يُردنَ، فـ85 في المئة منهُنّ لم يكنّ يملكنَ سيّارات في ذلك الحين". ورأت بويل أنَّ "ما أدّى إلى اكتساب النساء وزناً إضافيّاً يكمُن في إضطرارهنَّ إلى التوفيق بين عملهنَّ خارج المنزل وداخله، وهذا ما جَعلهُنَّ يفتقدنَ إلى النوم أكثر"، موضحةً أنَّ "قلّة النوم تزيد إنتاج هورمون الكورتيزول، الذي يظهر في حال التوتُّر والإجهاد، ويُسبّب زيادةً في الوزن".

فضلاً عَن أنَّ المرأة تواجه حاليّاً ضغوطاً كثيرة بسبب ثقل المسؤوليّات الكثيرة المُلقاة على عاتقها، والأدوار المُجتمعيَّة الكثيرة التي عليها تأديتها، ومنها: الزوجة الصالحة، الأمّ المثاليّة، الموظّفة الشرسة، والفتاة الجميلة والمُثيرة التي عليها الحفاظ على جمالها الخارجي على رغم ظروفها الضاغطة.

الكحول
من جهة ثانية، لم تَعْتَد المرأة في الخمسينات احتساء الكحول والمَشروبات الروحيّة، إلّا في المُناسبات الكبيرة، على عكس المرأة العصريّة التي تحتسي الكحول كما لو أنّها كانت جزءاً لا يتجزّأ من نظامها الغذائي اليومي.

وبالتالي أصبح تناول الكُحول بمثابة عادة يوميّة أثّرت مُباشرةً في تركيبتها البيولوجيّة، حسب ما أوضحت مَجلّة cosmopolitan، مُشيرةً إلى أنّ "تناول الكحول يزيد الشهيّة ويُعزِّز الكربوهيدرات التي تعوق حَرق الدهون في الجسم، وتؤدّي بالتالي إلى زيادة ملحوظة في الوزن خصوصاً في منطقة البطن".

من جهتها، لفتت الطبيبة أمينة سلمي في حديثها لصحيفة "Daily Mail"، أنَّ "النساء لا يرغبنَ في تكدُّس الدهون في منطقة البطن، لأنّها لا تُشوِّه أجسامهنَّ فحسب، بل تُقلقهنَّ وتُشكِّل خطراً على الصحّة وتزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري".

باختصار، إنّ ما ساهم في تغيُّر مورفولوجيّة المرأة مُنذ 1950 حتّى اليوم، هو نمط حياتها الإجتماعي والغذائي غير المتوازن، وتعرُّضها لنسبة هائلة من الضغوط التي تدفعها إلى احتساء الكحول.

(اليسار حبيب - الجمهورية)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير