jo24_banner
jo24_banner

أبو خضير رحل قبل تزيين شعفاط بالفوانيس

أبو خضير رحل قبل تزيين شعفاط بالفوانيس
جو 24 : - لا تزال الصدمة تسيطر على قرية شعفاط في مدينة القدس المحتلة إزاء جريمة خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير الذي كان أخر ما فعله تعاونه مع أصدقائه في بدء تتزين شوارع البلدة بفوانيس شهر رمضان المبارك.

ومع دخول اليوم الرابع من شهر رمضان المبارك، كان أبو خضير لم ينته وأصدقائه بعد من تزيين شوارعهم المقدسية بالفوانيس الصغيرة ليسلم تلك الفوانيس ويذهب إلى جوار ربه شهيدًا.

وآخر ما انطبع في ذاكرة والده حسين هو رؤية نجله المكلوم عليه مستمتعًا وهو يشارك في تثبيت فوانيس صغيرة وأنوارًا ملونة على جدران القرية، قبل أن يتوقف عن إكمال تثبيتها بعد أن اختطف مستوطنون محمد وعذبوه حتى الموت.

واختطف مستوطنون محمد (17 عامًا) قبيل صلاة فجر الأربعاء في قرية شعفاط شمال القدس المحتلة وأجبروه على ركوب سيارة وعذبوه حرقًا حتى استشهد.

وعم الحزن الشديد عائلة محمد التي تضم إلى جانبه شقيقين وأربعة شقيقات منذ وقوع خبر استشهاده كالصاعقة عليهم.

وبالنسبة إلى والده (65 عامًا) الذي يملك متجرًا للأدوات الكهربائية، فإن محمد "كان الأكثر طيبةً وحنانًا من بين أبنائي جميعًا".

ويشير أبو خضير لوكالة "صفا"، إلى أن نجله اتفق كالعادة على الصلاة في المسجد الأقصى الذي يبعد خطواتٍ فقط عن منزلهم، فخرج ينتظرهم قبيل الموعد بجوار بيته.

ويشرح أنه عندما انتهت الصلاة لاحظ أن هاتف نجله النقال مغلقًا حتى وصلت السيارة المشؤومة ووضعت نهايةً لحياة محمد إلى الأبد.

وتلمع عينا أبو خضير وطيف نجله لا يفارق تفكيره وهو يستذكره دائم النشاط والحيوية مقارنةً ببقية أقرانه.

وعلى الرغم من أنه في هذا العمر الفتيَ إلا أنه لم يكن مولعٌ بمواقع التواصل الاجتماعية، حيث يظهر آخر تعليقٌ له قبل عامٍ حول الدول المشاركة في مونديال كأس العالم المقام حالي في البرازيل التي لن يتاح له فرصة متابعة باقي مبارياتها.

وترك محمد مقعده الدراسي فارغا وهو الذي يستعد لتقديم امتحانات "التوجيهي" للعام المقبل.

وشارك معلموه وأقرانه في الصف الحادي عشر عائلته الحزن على مصاب العائلة المفجوعة.

ومن المقرر أن يتم تشييع محمد بعد صلاة الجمعة بعد تسليم شرطة الاحتلال جثمانه.
وطالبت العائلة بتشييع جثمان ابنها في النهار، فيما اعتبرت شرطة الاحتلال أنها بذلك ستتمكن من استغلال حشدها لقوات كبيرة في القدس وفي محيط البلدة القديمة والمسجد الاقصى من أجل منع مواجهات محتملة.

وادعت شرطة الاحتلال منذ صباح أمس أن استشهاد الفتى جرت على خلفية جنائية أو خلافات عائلية، لكنها عادت وقالت إن هذه الجريمة تمت على خلفية قومية، ما يعني يهود متطرفين نفذوا الجريمة.

وشهد حي شعفاط الليلة الماضية مواجهات ساخنة، في أعقاب الإعلان عن إعدام الفتى، حيث أصيب أكثر من 200 مواطن خلال تلك المواجهات.

ولقي استشهاد محمد تنديد واستنكار واسع على المستوى الدولي، بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وممثل اللجنة الرباعية الدولية للتسوية في الشرق الأوسط.(صفا)
تابعو الأردن 24 على google news