نيويورك تايمز: مخيم زعترى يعيد التفكير فى كيفية تخطيط مخيمات اللاجئين
سلطت صحيفة الـ"نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على مخيم اللاجئين السوريين فى الأردن "زعترى"، فالمخيم الذى يضم بين جنباته 85 ألف سورى بدأ يتحول إلى ما يشابه المدينة الصاخبة التى تضج بالأعمال والمقاولات رغم مبانيه التى لا تتعد فى تكوينها شكل الأكواخ الصفيح.
يقول تقرير "نيويورك تايمز" إن المخيم الذى كان قد شهد الكثير من المظاهرات فى الفترات الماضية من قبل الأسر السورية التى شردتها الحرب الأهلية الدامية، ينتقل إلى طور المدن بمحلاته ومتاجره التى بدأت فى الانتشار، بل هناك مطعم يذكر فى دفتره عناوين المقيمين من أبناء المخيم، وهو الأمر الذى يعتبر غير مألوف فى بقية المخيمات أو أى مخيم فى العالم.
ويضيف التقرير أن أبناء مخيم "زعترى" شرعوا فى إضفاء جو مدنى على مخيمهم بعد ابتعاد الأمل فى العودة إلى سوريا فى وقت قريب، نظرا لاضطراب الأحوال وعدم ظهور بارقة أمل تشى بأن هناك ثمة انفراجة فى الأزمة، الأمر الذى جعل أبناء المخيم يتعاملون مع واقعهم الجديد، واستثمار ما يمكن استثماره لتحويل المخيم إلى أقرب صورة من المدينة، رغم انتشار أكواخ الصفيح التى تجعله أشبه بالأحياء العشوائية الفقيرة.
ويرى التقرير أنه بعد ما أعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضى عن وجود أكثر من 50 مليون لاجئ فى العالم، وهو الرقم الأضخم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، فإنه أصبحت هناك حاجة إلى بناء مخيمات تصلح كمآوى لفترات طويلة مزود بأهم الخدمات، ليستفيد اللاجئ وتستفيد أيضا الدولة المستضيفة للمخيم.
ويقول التقرير إن مخيم "زعترى" رغم رقة حاله وضعف إمكانيات المحاولات التى يقوم بها أبنائه، فهو يعد أفضل كثيرا من مخيمات اللاجئين السوريين فى كل تركيا على سبيل المثال، فهناك القوات الحكومية تحرص على عدم ظهور بوادر المدنية فى المخيمات، نظرا إلى أن الوضع يعتبر مؤقت وليس طويل الأمد.
..