jo24_banner
jo24_banner

تقرير التشريح: المستوطنون أحرقوا فتى القدس حيا

تقرير التشريح: المستوطنون أحرقوا فتى القدس حيا
جو 24 : أظهر تقرير التشريح الأولي لجثّة الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، الذي قُتل في القدس الشرقية المحتلة، وجود آثار دخان في رئتي الفتى محمد أبو خضير، وهو أمر يعزّز فرضية حرقه وهو على قيد الحياة.

وأدّت هذه المعلومات الأولية إلى اشتداد حالة الاحتقان في ضواحي وبلدات القدس، حسب ما أكد مسؤولون في المدينة.

وقال وزير شؤون القدس، في الحكومة الفلسطينية، عدنان الحسيني، لـ"فرانس برس"، إن "الوضع صعب جداً، والحادثة ليست عادية، خاصة أن عملية القتل تخلّلها عبث وتشويه لطفل صغير".

وأضاف الحسيني "طريقة القتل هذه أول مرة أسمع عنها، بأن يتم حرقه من الداخل والخارج، وهو شيء أعتقد أن المستوطنين أرادوا أن يتميزوا به".

وقال الحسيني "هناك أيضاً إمكانية أن يكون من خطفه أرغمه على شرب البنزين، ليحرقه من الداخل والخارج".

وأشار الحسيني إلى حالة من الاحتقان تسود الفلسطينيين داخل مدينة القدس، وأن كل ليلة تقع اشتباكات، موضحاً أن ما رفع من وتيرة الاحتقان المعلومات الأولية عن طريقة قتل الفتى.

وكان الفتى محمد 16 عاماً، اختُطف مساء الثلثاء الماضي، وعُثر على جثته في اليوم الثاني وهي محروقة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين غاضبين، والجيش الإسرائيلي، في مختلف أحياء مدينة القدس.

وخضعت جثة الفتى الفلسطيني إلى تشريح طبي، أمس الأول (الخميس)، بمشاركة فلسطينية إسرائيلية، حيث أكد النائب العام الفلسطيني محمد العويوي، في بيان، أن الفحص الأوّلي بيّن "أن السبب المباشر للوفاة هو الحروق النارية ومضاعفاتها".

وشارك في عملية التشريح مدير المعهد الطبي العدلي الفلسطيني صابر العالول.

وأوضح العويوي، في بيانه "تبيّن من خلال التشريح وجود مادة (شحبار) بمنطقة الرغامى (المجاري التنفسية) بالقصبات والقصيبات الهوائية في كلتا الرئتين، مما يدل على استنشاق هذه المادة أثناء الحرق، وهو على قيد الحياة".

وأضاف البيان "تبيّن بأن الحروق كانت مختلفة الدرجات، من الدرجة الاولى حتى الرابعة، بنسب متفاوتة بمساحة 90 في المائة من سطح الجسم"، و"أكد النائب العام تعرّض منطقة الرأس لإصابة بجرح رضّي ناتج عن جسم راضّ، يقع في الجانب الأيمن من فروة الرأس، أدّت إلى تكدّم في العضلة الصدغية اليمنى".

وختم البيان "وعليه، وعلى ضوء النتائج الأولية السابقة، فقد تم أخذ عينات ومسحات من سوائل وأنسجة الجسم، لفحصها مخبرياً ونسيجياً لغايات استكمال دراسة المعطيات الطبية، وصولاً إلى تقرير طبي قضائي نهائي، حسب الأصول".

وعنونت صحيفة "الحياة الجديدة"، الفلسطينية، صفحتها الأولى، اليوم (السبت): "حرقوه حياً.. محرقة جديدة على يد المستوطنين"، في إشارة إلى الفتى محمد أبو خضير، الذي تم تشييعه ودفنه، أمس (الجمعة)، في بلدة شعفاط في القدس الشرقية.

وجرت خلال التشييع، أمس (الجمعة)، صدامات بين مئات الشبان الفلسطينيين، والشرطة الإسرائيلية، التي نشرت تعزيزات. كما وقعت صدامات متفرقة في أحياء أخرى في القدس الشرقية، وخصوصاً عند مدخل الحرم القدسي.

كذلك توتر الوضع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخين أُطلقا، اليوم (السبت)، من غزة على جنوب إسرائيل، حيث امتدت الصدامات. وأُطلق 14 صاروخاً، أمس (الجمعة)، من غزة على إسرائيل.

ورداً على إطلاق الصواريخ، أمس (الجمعة)، أغار الطيران الإسرائيلي على "ثلاثة أهداف" في قطاع غزة، قال الجيش إنها تابعة لحركة "حماس" في جنوب القطاع، من دون الإعلان عن إصابات في الجانب الفلسطيني.

وقد امتلأت المواقع الإخبارية وصفحات الإنترنت بتعليقات أناس عاديين وصحافيين، يتحدثون فيها عن "جريمة" اغتيال الطفل محمد أبو خضير، ويطالبون السلطة الفلسطينية بالتحرك الجدّي ضدها.

وتحدثت وسائل الإعلام عن إمكانية أن يكون مقتل الفتى الفلسطيني عملاً انتقامياً، بعد العثور، يوم الإثنين الماضي، على جثث ثلاثة طلاب إسرائيليين، خُطفوا في 12 حزيران (يونيو) الماضي، في جنوب الضفة الغربية.

إلى ذلك أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ورجل الأعمال الفلسطيني المعروف منيب المصري، اعتذارهما عن المشاركة في مؤتمر عن السلام، كانت دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى عقده، الثلثاء المقبل، "احتراماً لمشاعر الجمهور الفلسطيني، ومصابه"، حسب ما قال عريقات، في بيان له.

غير أن منيب المصري، قال في بيان وُزّع على وسائل الإعلام: "بعد الأحداث الأخيرة، والجرائم التي تُرتكب يومياً، وبخاصة جريمة اغتيال الطفل الشهيد محمد أبو خضير، أبلغتُ الجهات المسؤولة عن هذا المؤتمر، بعدم رغبتي بالمشاركة، احتراماً لمشاعر شعبي، وتقديراً للظروف الراهنة، واحتجاجاً على هذه الجرائم".

ا ف ب
تابعو الأردن 24 على google news