2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هل يوافق الغرب على بقاء الاسد لمدة عامين؟!

هل يوافق الغرب على بقاء الاسد لمدة عامين؟!
جو 24 :

كتب د. حسن البراري - كالنار في الهشيم، انتشرت فكرة أن أي اتفاقية يمكن أن يتوصل اليها الغرب مع روسيا ستفضي في نهاية المطاف الى الابقاء على الرئيس الأسد بالسلطة لمدة عامين على الأقل، فهناك بعض المحللين والمختصين بشؤون الشرق الاوسط لهم رأي بالجهود الغربية التي تبذل لتسهيل عملية الانتقال السياسي في سوريا، فبعد تطويع روسيا ورغبة الأخيرة التعامل مع الولايات المتحدة والغرب لتسهيل المهمة وانهاء الملف دون أن تترك الأمور تنزلق باتجاه الحرب الاهلية لا مصلحة لأحد بها، ظهرت الرغبة في تسويات تضمن مصالح الجميع بعيدا عن مصالح الشعب السوري في التحرر.

وفي السياق ذاته كتب روبرت فيسك مقالا هاما نشرته صحيفة الانديبندت يوم الجمعة يرى فيه أن اتفاقية الغرب حول سوريا يمكن لها ان تطيل من عمر الرئيس الاسد في السلطة لعامين قادمين وهو الأمر الذي لا يتصوره خصوم الاسد. وهذ الترتيب يحظى بموافقة ضمنية من القوى الغربية التي تريد تأمين خطوط النفط التي تمر من سوريا قبل أن يسقط النظام. وينقل روبرت فيسك عن مصادر مطلعة بأن الأميركان والروس والاوروبين هم بصدد وضع اتفاقية تسمح للاسد بالبقاء بالحكم لمدة عامين مقابل تقديم تنازلات سياسية لايران والسعودية في لبنان والعراق. وبالمقابل تضمن روسيا استمرار قاعدتها العسكرية في طرطوس وتضمن اقامة علاقة جيدة مع أي حكومة سورية يمكن ان تبرز بدعم من ايران والسعودية. ومقابل ذلك تقدم روسيا تنازلا بأن الاسد قد لا يكون ضروريا في المستقبل في البنية السياسية السورية. وقبول الغرب لهذا النوع من الاتقافيات هو لضمان عدم انزلاق سوريا لحرب اهلية.

وبعيدا عن الخلافات الاميركية الروسية العلنية فإن المحادثات الحقيقية بين القوى العظمى تدور حول تصميم الغرب تأمين النفط والغاز من منطقة الخليج من دون الاعتماد على روسيا، فبامكان روسيا اغلاق خط الغاز عن أوروبا متى شاءت وهذا يمنح روسيا قوة سياسية كبيرة جدا يتحسس منها الغرب في الوقت الحالي. ويقول احد المصادر الغربية بأن هناك حديثا عن اثنين من الطرق الرئيسية للنفط للغرب: واحد يمر من قطر والسعودية إلى الاردن وسوريا باتجاه البحر المتوسط ثم إلى أوروبا، والخط الثاني يمر من ايران الى جنوب العراق الشيعي الى الاردن ثم سوريا ثم البحر المتوسط الى اوروبا. وهذا هو السبب الذي يدفع الغرب لان يتسامح مع بقاء الاسد لمدة عامين على الاقل ان كان ذلك ضروريا.

اللافت أن توقيت التصريحات يأتي في وقت تفيد فيه معلومات موكدة أن قوات الاسد تعاني من الثوار المسلحين (بعضهم اسلاميين) الذين نقلوا المعركة إلى دمشق وحدثت بعض الانشقاقات وتصلب الموقف التركي ما اضعف النظام في سوريا. ولسنا متأكدين من التقارير التي ارودها روبرت فيسك بخصوص تدريب مقاتلين سوريين في الاردن على ايدي ما اسمتهم التقارير غير المؤكدة بالمرتزقة في قاعدة اردنية تستخدم للتدريب لمكافحة الارهاب.

تحليل روبرت فيسك ربما يكون بعيدا عن الواقع لأنه يسقط من سياق التحليل موقف تركيا وموقف ايران في الملف النووي، فكيف يمكن لايران ان توافق على حل كهذا يخدم مصالح الغرب على وجه التحديد دون ان يعالج موضوعي الملف النووي والعقوبات القاسية المفروضة على طهران؟! بقي ان نشير الى ان هذا النوع من التسريبات يجب ان ينظر اليه بنوع من الريبة، فكيف يمكن ان يتمكن الغرب من التغاضي عن انتهاكات حقوق الانسان والمجازر التي ارتكبها نظام الاسد مقابل الحفاظ على مصالحهم الأعرض في النفط والغاز في الشرق الاوسط؟ صحيح أن الغرب معني بمصالحة لكن التوصل الى اتفاقية ترضي جميع الاطراف باتت شبه مستحيلة في سوريا لان اللعبة اخذت طابع الصفرية منذا اشهر وكل القوى المتحاربة وصلت نقطة اللا عودة.

تابعو الأردن 24 على google news