2025-12-10 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حذار كندة علوش

حذار كندة علوش
جو 24 : كان دور الصحفية الذي أدته الفنانة السورية كندة علوش في مسلسل "أهل كايرو" كرت التميز والعبور لأدوار أكثر أهمية وحضوراً، فتألقت مجدداً بمسلسل "نيران صديقة" العام الماضي، رغم التنافس الكبير الذي فرضه عملها ضمن باقة من النجوم المميزين كمنة شلبي، ورانيا يوسف، وعمرو يوسف وغيرهم.

تعتمد كندة في إدائها على التلقائية، إذ لا تشعر بأنها تمثل، فهي لا تبالغ، ولا تعمد لأسلوب خلق الـ "كاركتر" الخاص بكل شخصية الذي تتميز به سلوى خطاب وسوسن بدر مثلاً ، بقدر تقمصها للشخصية فتتوحد معها وتعيش إنفعالاتها، ومن هنا يصدقها ويحبها ويتعاطف معها المشاهد.

بطولة نسائية مطلقة

ومع حلول الموسم الدرامي الحالي تأخذ كندة علوش مساحة أوسع للحركة كممثلة، فهي البطلة النسائية المطلقة في مسلسل "عد تنازلي" وتتقاسم المساحة الدرامية مع عمرو يوسف وطارق لطفي فقط، وتنجح مجدداً بشخصية زوجة إستاذ جامعي (عمرو يوسف) وأم لطفل صغير تنقلب حياتهم فجأة وتخسر إبنها ثم زوجها بسبب ضابط داخلية سادي قرر إعتقال زوجها لأنه دافع عن طالب ملتح لديه كان يتم إعتقاله أمامه وحاول ان يعرف السبب، فيقرر الضابط أن يأخذه معه ويذيقه أمر العذاب، فيختفي دون أن يعرف له احد أثراً، وتبحث عنه زوجته على مدار شهرين، وعندما تيأس من إيجاده تستعين بحبيبها السابق الضابط في الأمن الوطني (طارق لطفي) لمساعدتها في البحث عنه، وينجح بالفعل ويقوم بتحريره، لكن الأستاذ الجامعي والذي يمتلك مهارة في صناعة المتفجرات لأغراض سلمية، يفقد إتزانه النفسي ويجد صعوبة في التاقلم مع المجتمع، حيث يفصل من عمله في التدريس، ولا يجد من هو على إستعادا لتوظيفه، ويصل الى مرحلة التفكير بالإنتحار، ثم يظهر شخص متطرف من معارف تلميذه الذي مات بجانبه في المعتقل، ويعرض عليه ان يتعاون مع التنظيم المتطرف للإنتقام لنفسه، لكنه يرفض ويقرر الإنتقام بنفسه من الضابط الذي آذاه دون ذنب أو مبرر، فيفجر سيارته، ولا يدرك بانه مراقب من التنظيم المتطرف فيساعده الشخص الذي سبق أن زاره وعرض عليه التعاون على الهرب، وينجح بإقناعه بالسفر معه الى احد معسكرات تدريب الجهاديين وهناك يلتقي بزعيمهم الذي ينجح بإقناعه بالإنضمام اليهم. وتعاونه معهم لا يكون لأسباب عقائدية بقدر ما هو وسيلة للإنتقام لنفسه.

ولكن أمره ينكشف وفي مداهمة للشرطة يقودها حبيب زوجته (طارق لطفي) يقتل ابنه بيد هذا الضابط عن طريق الخطأ. ويحصل عمرو يوسف على حكم بالإعداد وتبدأ أحداث المسلسل يوم تنفيذ الحكم، حيث يطلب المحكوم مقابلة الضابط قاتل ابنه ليخبره بأن مساعد وزير الداخلية سيقتل ويعطيه الوقت بالضبط. ويتحداه واضعاً إياه في سباق مع الزمن، ويرفض مساعد الوزير وقف تنفيذ الحكم، ويعدم عمرو يوسف ويقتل مساعد الوزير في الوقت المحدد برصاصة قناص.
وتبدأ خلفية الأحداث تتكشف بطريقة الفلاش باك، حيث تتذكر كل شخصية بالعمل حدثاً يقودنا الى ما يحصل الآن.

المفاجأة للضابط طارق لطفي أن الإرهابي الخطير عمرو يوسف لم يمت حيث يبدأ بالإتصال به لتحديد موعد قتل هدفه الثاني والثالث والرابع، والرابط بين الجميع هو أنهم كانوا سبباً فيما وصل اليه مصيره، اي انه يمضي بمخطط إنتقامه، ويجد زملاء طارق لطفي الذي قتل الإرهابي زوجته إنتقاماً منه وإعتزل العمل ومصاب بقدمه، صعوبة في تصديق كلامه بأن عمرو يوسف لا يزال على قيد الحياة خصوصاً وأنه يؤكد لهم بانه شهد إعدامه بنفسه لكنه موقن بأنه هو من يكلمه على الهاتف الآن، ويقرر العودة لعمله، وتستمر الأحداث بالتعقد والتشابك حتى يلتقي به في الحلقة العاشرة وجهاً لوجه.

دراما الشباب تعزز نجاحها

المسلسل تشويقي، سريع الإيقاع، مكتوب بطريقة جيدة ومحبوك درامياً بشكل ممتاز حتى الآن، ويذكر أن كاتبه تامر إبراهيم يستوحي بعضاً من سياقه الدرامي من فيلم Law abiding Citizen مع فارق ان القاتل هناك (وهو مهندس عبقري) ينتقم من النظام القضائي الذي يقبل بعقد صفقات مع قتلة زوجته وابنته مقابل ادانة جزئية، وينفذ عمليات القتل وهو محبوس من داخل زنزانته، إذ قام تامر ابراهيم باستخدام القبر بديلاً للزنزانة، لكن هذا لا يمنع أن العمل تم تمصيره والإضافة عليه بطريقة جيدة، وإستخدامه لأسلوب الفلاش باك موظف بشكل ممتاز في سياق الأحداث فلا يولد حيرة أو يضيع المشاهد بقدر ما هو وسيلة لدفع الأحداث الى الأمام والحفاظ على عنصر التشويق في كلا الخطين الدراميين الماضي والحاضر.

أما هل نجا عمرو يوسف من الموت بالفعل وكيف؟ أم أن حمزة الضابط يعيش تحت ضغط هلاوس أو يعاني إنفصاماً بالشخصية وتحت ضغط الإحساس بالذنب ويقوم بالقتل بنفسه، أم أن هناك طرف ثالث يتلاعب بالجميع، تبقى إحتمالات تدور في ذهن المشاهد السيناريو وحده كفيل بكشفها في نهاية الأحداث.

اللافت أن هذا العمل هو التجربة الدرامية التلفزيونية الأولى للمخرج حسين المنباوي، لكنه نجح في تقديمه بصورة سينمائية ذات جودة عالية.

نضوج وتميز

مرة أخرى يثبت النجم الشاب عمرو يوسف أنه يسير بخطى واثقة نحو تعزيز نجوميته، كما ينجح طارق لطفي في تطويع خبرته وأدواته كممثل في أي دور يقدمه فمسيرته المهنية تسير بخط متصاعد العام تلو الآخر ورصيده من النجومية يراكم نجاحاً تلو الآخر.

حذار كندة علوش

أما كندة علوش فعليها الحذر لأنها مع كل عمل تقدمه تصعب مهمتها في تحدي نفسها للإجادة والتميز في الأعمال اللاحقة، وتنجح هذه المرة في تحدي إخفاء اللكنة السورية التي كانت واضحة وتحتاج لتبرير لدرامي في أدوارها الأولى، وتبرع في إجادة اللكنة المصرية في هذا العمل الى حد كبير، فكندة مع كل عمل تقدمه تثبت أنها أصبحت رقماً أصعب في الدراما المصرية، وتقف اليوم في صف واحد مع هند صبري ودرة أبرز الوافدات العربيات الى الشاشة المصرية.


"ايلاف"
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير