صلاة التراويح ورحلة البحث عن الصوت الحسن

جو 24 : بعد الإفطار تبدأ رحلة البحث عن المسجد المكيف، وعن الإمام صاحب الصوت الحسن الندي، لأداء صلاة التراويح بخشوع وطمأنينة، والتي هي فسحة الروح في هذا الشهر الفضيل، كما يقول المواطن إبراهيم أبو السعيد الذي يفضل الذهاب إلى مساجد عمان الغربية؛ كونها "مكيفة"، وتحتوي على سجاد فاخر، والأهم من ذلك أنه يؤمها شيوخ من أصحاب الصوت الندي -بحسب قوله-.


أبو السعيد الذي يسكن في الرصيفة، أكد أن الصوت الحسن يساعده على الخشوع في الصلاة، وخصوصًا صلاة التراويح.


وأضاف أن مساجد الرصيفة في معظمها تخلو من الأصوات الحسنة، ناهيك عن الحر الشديد الذي يعاني منه المصلون؛ لعدم وجود المكيفات فيها -على حد قوله-.
وفي شهر رمضان المبارك يجتمع المسلمون بعد صلاة العشاء ليؤدوا سنة صلاة التراويح، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، كما تمتلئ في صلاة الجمعة. وتصلى التراويح جماعة في ليالي رمضان. والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر، وتعرف كذلك بقيام رمضان.


وفي الاستراحة بين ركعات القيام تُلقى موعظة على المصلين؛ ليتفقهوا في أمور دينهم، وتذكرة للمؤمنين لترقى بروحانياتهم. وأصبحت صلاة التراويح في رمضان ملتقى للمواطنين يتسامرون ويتحدثون عَقِب مشقة صوم يوم طويل.
في حين يرى البعض في صلاة التراويح أنها أجمل ما في الشهر الفضيل؛ كونها شرف المؤمن، وتشكل ملتقى للأصدقاء يتجاذبون فيه أطراف الحديث، إلا أنهم يفضلون الصلاة خلف إمام صوته حسن وجميل؛ ليستمتعوا خلفه بطول القيام.


ومن ضمن عملية البحث عن الصوت الحسن، أخذ المواطنون يتبادلون الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يخبرون بعضهم البعض عن المساجد التي يؤمها أصحاب الأصوات الندية، ليتمكنوا من أداء صلاة التراويح بكل خشوع وروحانية.
عبد الله الطيب لا يحبذ الذهاب إلى مساجد خارج مدينة الرصيفة، لكنه يبحث عن الإمام صاحب الصوت الندي في منطقته، ويصلي عنده صلاة التراويح طيلة الشهر الفضيل.
ويقول: "متعة صلاة التراويح في الخشوع والتدبر، وهذا لا يمكن استحضاره إلا من خلال الأصوات الندية والقراءة المتميزة".


بيد أن ما يعكر صفو صلاة التراويح وروحانيتها أصوات "المفرقعات" والألعاب النارية التي تعد أحد الألعاب الرئيسية للأطفال على أبواب المساجد في الشهر الفضيل.
ويسارع الأطفال بعد الإفطار مباشر لشراء المفرقعات واللعب بها على أبواب المساجد في صلاة التراويح.
يذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد أقر المسلمين على الاجتماع على صلاة التراويح، حتى غدت سنة يؤديها المسلمون في شتى مساجد العالم إلى عصرنا هذا.السبيل