فيس بوك شبكة للتواصل الاجتماعي أم للتلاعب بالرأي العام؟
جو 24 : هل علينا أن نشعر بالخوف والقلق عند إستخدامنا لموقع "فيس بوك" أو أي موقع تواصل اجتماعي أخر.أسئلة كثيرة تطرح و منها أيضا حول أخلاقية وقانونية تلاعب موقع "فيس بوك" بمشاعر مجموعة من المستخدمين عن طريق تحريف المواد المنشورة على شريط تغذية الأخبار على صفحتهم لتتناسب وأهداف دراسة، موضوع الإختبار فيها... مشاعر المستخدم ومن دون علمه.
منذ مدة و تتفاعل قضية تلاعب "فيس بوك" بالتعاون مع فريق من الباحثين بشريط تغذية الأخبار NewsFeed، بهدف معرفة إذا كانت المشاعر "معدية" على مواقع التواصل الإجتماعية؟
قامت مجموعة من الباحثين من جامعتي كاليفورنيا و كورنيل عام 2012 بتجربة تثير اليوم جدلا واسعا حول أخلاقية الدراسة و قانونيتها.
بداية عام 2012 بين 11 و 18 من يناير ، تم إختيار، و بشكل عشوائي، حوالي 700 ألف من مستخدمي "فيس بوك" النشطين من الناطقين باللغة الإنجليزية.
وعلى مدى أسبوع راقب برنامج معلوماتي خاص كل ما ينشره أصدقاء هؤلاء المستخدمين المراقبين، وهذا البرنامج المعلوماتي مبرمج لرصد تعابير معينة متصلة بالمشاعر السلبية والإيجابية، وقام بحجب المواد التي تحوي مشاعر إيجابية من الـ NewsFeed الخاص ببعض المستخدمين وأيضا حجب المواد التي تحوي تعابير سلبية عن الجزء الأخر من المستخدمين. وبعد ذلك قام هذا البرنامج بتحليل المواد التي ينشرها المستخدمون هذف الدراسة بعد قراءتهم و تفاعلهم مع المواد السلبية و الإيجابية.
توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون لمواد إيجابية يتجهون بدورهم إلى نشر المواد الإيجابية والذين تعرضوا لمواد سلبية يتجهون للنشر بدورهم مواد سلبية. أي "ان المشاعر السائدة بين مجموعة الأصدقاء على "فيس بوك" تنتقل بلا وعي إلى الآخرين عبر ما يسمى بعدوى المشاعر".
فالبرغم من كون نتائج الدراسة التي نشرت على موقع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحد ة في آذار/مارس 2014 هي نتائج قيمة من ناحية الدراسات النفسية والهندسة الإجتماعية، فإن الأسلوب الذي أجريت فيه الإختبارات يثير غضب الكثرين و أيضا يثير الكثير من التساؤلات. إذ من بين هؤلاء الباحثين في من جامعتي كاليفورنيا وكورنيل، باحث يدعى Adam Kramer، وهو باحث مسؤول عن إدارة البيانات العلمية في شركة "فيس بوك"، وتتوفر له قاعدة بيانات لا مثيل لها، تثير نهم كل الباحثين في العالم ، عندما نعرف أن لموقع "فيس بوك" اليوم أكثر من مليار و ثلاثة و عشرين مليون مستخدم في العالم .
وهنا السؤال : ما مدى أخلاقية بحث علمي إعتمد التلاعب بمشاعر أفراد والتأثير على حالتهم النفسية لإجراء دراسة لا يعلمون عنها شيئا؟ و يجهلون أنهم حقل تجارب لخدمة، من المفترض أن تعلمهم شروط خدمتها أن بياناتهم ومشاعرهم هي مادة للدراسة.
في هذا الإطار تقوم حاليا منظمات بريطانية بالتحقيق إن كانت شركة "فيس بوك" قد انتهكت بذلك حقوق قانون حماية المعلومات عندما أجرت الدراسة النفسية على مستخدميها دون إذن مسبق.
هذا ما يثير القلق والغضب في آن إذ لم تكلف شركة "فيس بوك" نفسها عناء إعلام مستخدميها بأنهم حقل تختبره بل أنها لم تعتقد بضرورة ذلك .فهي تشعر بالمناعة إذ نوافق على شروط الإستخدام دون القراءة بتمعن، كانت تلك الشروط تحوي قبل 2012 إشارة إلى حق "فيس بوك" بإستخدام بيانات المستخدمين لـ"تحسين" Improveالمنتج، و بعد 4 أشهر من إجراء الدراسة التي تلاعبت بمشاعر المستخدمين تم إدراج كلمة "البحث" Research إلى شروط الإستخدام .
أيكفي هذا لنطرح السؤال اليوم إين يذهب الكم الهائل من البيانات و المعلومات التي ننشرها على مختلف شبكات التواصل الإجتماعية ، ما مصيرها؟ ما هي حقوقنا في حماية معلوماتنا ؟ و إن كنا نكتشف هذا النوع من الأبحاث تقوم بها جامعات، إذا ما الذي يمكن أن تقوم به الدول و وأجهزة الإستخبارات و الأنظمة السياسية المختلفة وغيرها ...و لا ننسى شهر يونيو 2014 ذكرى مرور عام على كشف إدوارد سنودن عن عمليات التنصت والمراقبة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكي وغيرها من الوكالات الإستخباراتية في العالم.
هذا فيما يتعلق بأخلاقيات اجراء تجربة علمية في مجال الهندسة الاجتماعية على عينة بهذا الحجم الكبير دون علم أفراد العينة موضوع البحث. ولكن المشكلة لا تقتصر على هذا الحد، ذلك اننا نتحدث عن شبكة تضم مليار وثلاثة وعشرين مليون شخص في العالم، اثبتت الدراسة التي نتحدث عنها انهم يتبعون الى حد كبير التوجهات التي يقراونها على شريط تغذية الأخبار الخاص بهم على "فيس بوك".
أضف الى ذلك ان "مارك زوكر بيرك" مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي وإدارتها لم يعرف عنهم الالتزام باحترام خصوصية الحياة الشخصية او رفض التلاعب بالمشاركين في الشبكة .. بل على العكس، يتردد بقوة عن "زوكر بيرك" وإدارة "فيس بوك" انهم يستخدمون المعطيات الشخصية للمشتركين لأغراض تجارية ويزودون اجهزة الاستخبارات الامريكية بالمعلومات التي تطلبها عن هؤلاء المشتركين.
تصبح الصورة بالتالي اننا امام سدس البشرية المرتبطة بشبكة يمكن لإدارتها ان تؤثر على توجهاتهم - وفقا لنتائج التجربة التي تحدثنا عنها - وان هذه الادارة هي شركة خاصة لا يحكمها سوى منطق الربح وتعزيز نفوذها عبر التعاون مع السلطات المختلفة.
بناء على ما سبق ما هو الضمان في ان المستخدمين السوريين، على سبيل المثال، لم يجدوا على شريط تغذية الأخبار الخاصة بهم مقولات وأخبار ايجابية لصالح "بشار الاسد" او "داعش" مقابل بضع ملايين من الدولارات، ذلك انها تجارة في مجال الهندسة الاجتماعية، لا اكثر ولا اقل وفقا لمفاهيم إدارة فايسبوك، او ربما يجد المشتركون الإسرائيليون اخبار ورسائل تحرضهم ضد الفلسطينيين، ولما لا يجد المصريون رسائل وأخبار لصالح رفع أسعار مصادر الطاقة .. الخ، سواء في افريقيا او اوروبا او اسيا او الأميركيتين.
"فيس بوك" هل هي سوق هائل يضم اكثر من مليار وعشرين مليون شخص يمكن ان يتحول الى تجارة الرأي العام لصالح من يدفع؟
مونت كارلو الدولية-نايلة الصليبي - وليد عباس
منذ مدة و تتفاعل قضية تلاعب "فيس بوك" بالتعاون مع فريق من الباحثين بشريط تغذية الأخبار NewsFeed، بهدف معرفة إذا كانت المشاعر "معدية" على مواقع التواصل الإجتماعية؟
قامت مجموعة من الباحثين من جامعتي كاليفورنيا و كورنيل عام 2012 بتجربة تثير اليوم جدلا واسعا حول أخلاقية الدراسة و قانونيتها.
بداية عام 2012 بين 11 و 18 من يناير ، تم إختيار، و بشكل عشوائي، حوالي 700 ألف من مستخدمي "فيس بوك" النشطين من الناطقين باللغة الإنجليزية.
وعلى مدى أسبوع راقب برنامج معلوماتي خاص كل ما ينشره أصدقاء هؤلاء المستخدمين المراقبين، وهذا البرنامج المعلوماتي مبرمج لرصد تعابير معينة متصلة بالمشاعر السلبية والإيجابية، وقام بحجب المواد التي تحوي مشاعر إيجابية من الـ NewsFeed الخاص ببعض المستخدمين وأيضا حجب المواد التي تحوي تعابير سلبية عن الجزء الأخر من المستخدمين. وبعد ذلك قام هذا البرنامج بتحليل المواد التي ينشرها المستخدمون هذف الدراسة بعد قراءتهم و تفاعلهم مع المواد السلبية و الإيجابية.
توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون لمواد إيجابية يتجهون بدورهم إلى نشر المواد الإيجابية والذين تعرضوا لمواد سلبية يتجهون للنشر بدورهم مواد سلبية. أي "ان المشاعر السائدة بين مجموعة الأصدقاء على "فيس بوك" تنتقل بلا وعي إلى الآخرين عبر ما يسمى بعدوى المشاعر".
فالبرغم من كون نتائج الدراسة التي نشرت على موقع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحد ة في آذار/مارس 2014 هي نتائج قيمة من ناحية الدراسات النفسية والهندسة الإجتماعية، فإن الأسلوب الذي أجريت فيه الإختبارات يثير غضب الكثرين و أيضا يثير الكثير من التساؤلات. إذ من بين هؤلاء الباحثين في من جامعتي كاليفورنيا وكورنيل، باحث يدعى Adam Kramer، وهو باحث مسؤول عن إدارة البيانات العلمية في شركة "فيس بوك"، وتتوفر له قاعدة بيانات لا مثيل لها، تثير نهم كل الباحثين في العالم ، عندما نعرف أن لموقع "فيس بوك" اليوم أكثر من مليار و ثلاثة و عشرين مليون مستخدم في العالم .
وهنا السؤال : ما مدى أخلاقية بحث علمي إعتمد التلاعب بمشاعر أفراد والتأثير على حالتهم النفسية لإجراء دراسة لا يعلمون عنها شيئا؟ و يجهلون أنهم حقل تجارب لخدمة، من المفترض أن تعلمهم شروط خدمتها أن بياناتهم ومشاعرهم هي مادة للدراسة.
في هذا الإطار تقوم حاليا منظمات بريطانية بالتحقيق إن كانت شركة "فيس بوك" قد انتهكت بذلك حقوق قانون حماية المعلومات عندما أجرت الدراسة النفسية على مستخدميها دون إذن مسبق.
هذا ما يثير القلق والغضب في آن إذ لم تكلف شركة "فيس بوك" نفسها عناء إعلام مستخدميها بأنهم حقل تختبره بل أنها لم تعتقد بضرورة ذلك .فهي تشعر بالمناعة إذ نوافق على شروط الإستخدام دون القراءة بتمعن، كانت تلك الشروط تحوي قبل 2012 إشارة إلى حق "فيس بوك" بإستخدام بيانات المستخدمين لـ"تحسين" Improveالمنتج، و بعد 4 أشهر من إجراء الدراسة التي تلاعبت بمشاعر المستخدمين تم إدراج كلمة "البحث" Research إلى شروط الإستخدام .
أيكفي هذا لنطرح السؤال اليوم إين يذهب الكم الهائل من البيانات و المعلومات التي ننشرها على مختلف شبكات التواصل الإجتماعية ، ما مصيرها؟ ما هي حقوقنا في حماية معلوماتنا ؟ و إن كنا نكتشف هذا النوع من الأبحاث تقوم بها جامعات، إذا ما الذي يمكن أن تقوم به الدول و وأجهزة الإستخبارات و الأنظمة السياسية المختلفة وغيرها ...و لا ننسى شهر يونيو 2014 ذكرى مرور عام على كشف إدوارد سنودن عن عمليات التنصت والمراقبة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكي وغيرها من الوكالات الإستخباراتية في العالم.
هذا فيما يتعلق بأخلاقيات اجراء تجربة علمية في مجال الهندسة الاجتماعية على عينة بهذا الحجم الكبير دون علم أفراد العينة موضوع البحث. ولكن المشكلة لا تقتصر على هذا الحد، ذلك اننا نتحدث عن شبكة تضم مليار وثلاثة وعشرين مليون شخص في العالم، اثبتت الدراسة التي نتحدث عنها انهم يتبعون الى حد كبير التوجهات التي يقراونها على شريط تغذية الأخبار الخاص بهم على "فيس بوك".
أضف الى ذلك ان "مارك زوكر بيرك" مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي وإدارتها لم يعرف عنهم الالتزام باحترام خصوصية الحياة الشخصية او رفض التلاعب بالمشاركين في الشبكة .. بل على العكس، يتردد بقوة عن "زوكر بيرك" وإدارة "فيس بوك" انهم يستخدمون المعطيات الشخصية للمشتركين لأغراض تجارية ويزودون اجهزة الاستخبارات الامريكية بالمعلومات التي تطلبها عن هؤلاء المشتركين.
تصبح الصورة بالتالي اننا امام سدس البشرية المرتبطة بشبكة يمكن لإدارتها ان تؤثر على توجهاتهم - وفقا لنتائج التجربة التي تحدثنا عنها - وان هذه الادارة هي شركة خاصة لا يحكمها سوى منطق الربح وتعزيز نفوذها عبر التعاون مع السلطات المختلفة.
بناء على ما سبق ما هو الضمان في ان المستخدمين السوريين، على سبيل المثال، لم يجدوا على شريط تغذية الأخبار الخاصة بهم مقولات وأخبار ايجابية لصالح "بشار الاسد" او "داعش" مقابل بضع ملايين من الدولارات، ذلك انها تجارة في مجال الهندسة الاجتماعية، لا اكثر ولا اقل وفقا لمفاهيم إدارة فايسبوك، او ربما يجد المشتركون الإسرائيليون اخبار ورسائل تحرضهم ضد الفلسطينيين، ولما لا يجد المصريون رسائل وأخبار لصالح رفع أسعار مصادر الطاقة .. الخ، سواء في افريقيا او اوروبا او اسيا او الأميركيتين.
"فيس بوك" هل هي سوق هائل يضم اكثر من مليار وعشرين مليون شخص يمكن ان يتحول الى تجارة الرأي العام لصالح من يدفع؟
مونت كارلو الدولية-نايلة الصليبي - وليد عباس