غزة تستغيث.. ولسان حال العرب:" يلي فينا بكفينا"
محمود الشمايلة - عدوان اسرائيلي جديد على غزة يخلّف حتى الآن أكثر من 100 شهيد ومئات الجرحى ودمار ودماء ودموع في منطقة أصبحت فيها هذه الأوصاف تكاد تكون خبزها اليومي.
ما يثير الاستغراب دوما ذلك الصمت المتواطئ الذي يلم بكل عدوان اسرائيلي وترى المدافعين عن حقوق الإنسان وعن حق التدخل لإنقاذ المدنيين والذي يصل إلى حد احتلال دول بكاملها، هذه الأصوات الحية تصمت كلها أمام بطش الآلة العسكرية الاسرائيلية .
الظهير العربي الحاضن للقضية الفلسطينة في اسوأ حالاته، وبنظرة بسيطة إلى الخريطة العربية نكتشف ما حدث حيث شغلتنا عمليات الاقتتال الداخلي في اكثر من بلد عربي عن القضية الام، وسط دعم امريكي للكيان الصهيوني.
الكثير من الدول العربية باتت هذه المرة شبه غائبة عن الساحة بما يحدث في غزة من احداث وحرب وقتل لدرجة ان همومها جعلت عندها اولوياتها واهتمامها بالشأن الداخلي اكثر من الخارج سواء على المستوى العربي او العالمي.
مصر التي كانت غالبا صاحبة الباع الطويل والمؤثر الاكبر بالضغط على اسرائيل سواء قيادتها او بالحركة الشعبية في الشارع، لكن شأنها الداخلي وعدم استقرار الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية جعلها منشغله عن جارتها- قطاع غزة- التي كانت العون الاول لها ومنقذها في اغلب الاحيان الا انها وبقيادتها الحالية حتى شوارعها خلت تقريبا من مظاهر الاحتجاج على العدوان الغاشم تجاه ابناء غزة.
والحال ليس افضل في سوريا التي انهكها وضعها الداخلي وما يدور فيها حاليا من ثورة جعلت النظام-السابق- والشعب السوري بعيد كل البعد عن غزة وما يحدث فيها وهي التي كانت حاضرة دوما بالمظاهرات والمسيرات المناهضة للاحتلال والعدوان الاسرائيلي على غزة بشكل خاص وفلسطين بشكل عام.
اما العراق ينطبق عليها المثل القائل "يلي فينا بكفينا" فجبهتها الداخلية محطمة ،ومشغولة بما يجري بمدنها من قتال ومواجهات مع "داعش" لدرجة لا تجعل نظرها او اهتمامها يخرج عن حدودها.
وضع دول المغرب العربي - ليبيا والجزائر وتونس والمغرب- كانت دائما الابعد عن هموم العرب بشكل عام لكن هذه المرة بدت اكثر بعدا بسبب انشغالها بظروفها الداخلية خاصة في ليبيا وتونس .
والشعب اليمني المعروف بوقفته الجديّة، وحماسة الشارع بالوقوف الى جانب اهالي غزة بات ايضا بعيد عن الاحداث الدائرة حاليا بالقطاع، ومنشغل ايضا بوضعه الداخلي الذي لم يستقر بعد.
أما الأردن فموقفه الرسمي كالعادة الشجب والاستنكار بداية ومن ثم تقديم المعونات الطبية والغذائية لأهل غزة وكأن كل ما ينقصهم مجرد عبوات تقدم على انها تبرعات او هبة فيما يبقى موقف الشارع الأردني الاكثر زخما وغضبا تجاه الاحداث الدامية في غزة رغم القبضة الامنية "الشرسة" تجاه كل من يحاول الاقتراب من الخط الأحمر "السفارة الاسرائيلية".
وفي النهاية غزة كما العادة تقف وحيدة تصارع جنون العدو وبطشه وشغفه للقتل والدمار ، وليس في اليد حيلة غير الدعاء واحصاء ارقام الشهداء.