الموقف العربي بين التخاذل والتواطؤ..

ليس مفاجئا أبدا لأي مراقب هذا الصمت العربي الرسمي بل هذا التخاذل المزري إزاء العدوان الصهيوني الفاشي على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة ..لكن المفاجئ هو هذا الموقف المصري الرسمي الرخو والمهادن والذي يكاد يندد بالمقاومة وبالحكومة الصهيونية في آن وتحميلهما معا مسؤولية سقوط مئات الشهداء والجرحى ومسؤولية الدمار الذي تتعرض له مرافق ومؤسسات القطاع ومنازل المواطنين ..

نعم إنه لأمر مفاجئ ومحير موقف مصر في عهد الرئيس السيسي الذي توسمنا كما توسم أبناء مصر أن يقتدي بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله في تبني قضايا الأمة والتضامن مع شعوبها في صد اعتداءات الطامعين في أراضيها وثرواتها ..لكن بعض المراقبين الدوليين يعزون هذا الموقف المصري الذي ليس بمستوى المسؤولية التاريخية والقومية لمصر العروبة إلى أزمة نظام الحكم في مقارعة جماعة الاخوان المسلمين !.. حيث المواجهات وأعمال العنف لم تتوقف منذ قيام الجيش المصري "بانقلابه " الذي جاء استجابة لمطالب الملايين من أبناء مصر .. وهنا نقول أنه ليس ثمة ما يبرر أو يسوغ إراقة ولو قطرة واحدة من دم النشامى المصريين الذين فجروا الثورة وأسقطوا نظام مبارك وليس اي تنظيم حزبي بمفرده أو جماعة بمفردها..

وبالعودة إلى موقف مصر الرسمي من العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة نؤكد أن لمصر الشقيقة الكبرى دورا طليعيا رائدا يليق بتاريخها في الذود عن حياض الأمة وعن أي جزء من أرض العروبة وبخاصة عن غزة ..وعليها تحمل مسؤولية ردع العدوان الصهيوني ووضع حد لعربدة نتنياهو وأمثاله من عتاة المتطرفين العنصريين ..كما أن عليها بالدرجة الأولى وضع القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني على رأس سلم أولويات سياستها الخارجية ..لا سيما وأن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية تدعم العدوان الصهيون وتبرره زورا وبهتانا..

أما فصائل المقاومة الفلسطينية التي فشلت حتى اليوم بتحقيق وحدة الصف الوطني الفلسطيني فإن عليها أن تقف على جبهة واحدة في التصدي للعدوان الذي يستهدفها جميعا بدون استثناء ..أما الشعوب العربية فهي كفيلة بالرد على حكامها ومساءلتهم عاجلا أم آجلا ..