لماذا غاب التعاطف الشعبي المصري مع غزة؟
جو 24 : مع كل عملية إسرائيلية عسكرية في غزة، كان المصريون أول من يخرج إلى الشارع للاحتجاج والتنديد وبكل الأشكال وفي ظل كل العهود. إلا أن الوضع يختلف هذه المرة، فرغم سقوط أكثر من 120 قتيلا في غزة يلتزم المصريون صمتا يقول الكثير.
على عكس أي عمليات عسكرية إسرائيلية سابقة في الأراضي الفلسطينية أو قطاع غزة على الخصوص، يغيب هذه المرة التعاطف الشعبي المصري مع غزة، حيث كان في الماضي يتسابق الجميع في إظهار تعاطفهم.
وأظهرت العملية العسكرية الجارية حاليا، الأخير انقساما واضحا وردود أفعال متباينة بين المصريين، وصل إلى حد مباركة البعض للهجوم الاسرائيلي، بعد أن كانت شاشات التلفاز ــــ في السابق ـــــ تمتلئ بالأخبار الخاصة عن العمليات العسكرية الاسرائيلية ويظهر أصحاب الصوت العالي، وخاصة أصحاب النزعة القومية والناصرية، وكانت تخرج المظاهرات لشجب العمليات العسكرية الإسرائيلية والمطالبة بإيقافها حتى في عهد مبارك، إلا أن هذه المرة غابت مظاهر التضامن مع غزة بالرغم من سقوط أكثر من 120 قتيلا و700 مصاب حتى الآن.
إعلاميون يحشدون ضد "حماس"
وعقب انطلاق العملية الإسرائيلية على غزة قبل 4 أيام بادر عدد من الإعلاميين والكتاب وقادة الرأي في مصر إلى شحن الرأي العام ضد غزة، على اعتبار أن من يقود القطاع هي حركة حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
وقالت إحدى الإعلاميات على قناة فضائية معروفة "السبب الرئيس لما يحدث هو جماعة حماس الإرهابية التي تتاجر بالقضية و بدماء الشهداء.. حماس مازالت الذراع الإرهابي والعسكري لجماعة الإخوان المسلمين ولجميع الجماعات الإرهابية في العالم".
وأضافت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدير العملية باتصالات بين حماس وقطر وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، وأن المصريين عليهم أن لا ينجروا وراء ما يحدث في القطاع دون قراءة المشهد بشكل صحيح".
وتؤثر مثل هذه الآراء على المشاهدين حيث يقول محمد سمير "44 عاما" وهو موظف في الأزهر، "أنا مع غلق معبر رفح لأنهم يريدون أن يستوطنوا سيناء.. أنا ضد التعاطف مع حماس وإذا تعاطف معهم السيسي فسأنقلب عليه".
أما ليلى أحمد 29 عاما فتقول "بالرغم من أن إسرائيل هي عدوة العرب لكن مصلحتنا الآن معهم في سحق حماس.. لم نأخذ من غزة إلا الجواسيس".
في المقابل يستنكر بعض المصريين هذه الآراء بشدة حيث تقول منة جلال "25 عاما" إن "الاعلام يحارب أول قضية آمنا بها .. حتى مجرد شعور التعاطف مع مظلومين يحاربه.. هل الإعلام يريد أن تكون روحنا ودمنا ملك لإسرائيل .. لا أستطيع أن أستوعب إن فيه مصريين كاتبين تسلم الايادي لإسرائيل".
ويعلق عاصم درويش على مثل هذه التعليقات قائلا "لماذا نسي المصريون في رمضان الحالي الدعاء للفلسطينيين والدعاء على الصهاينة بالرغم من أنهم هم العدو الأزلي لنا.. هل نسوا الدماء التي قدمها الجيش المصري من أجل القضية، ونسيت حروبنا مع الصهاينة لاستعادة سيناء.. لا أعرف ماذا حدث حتى يضيع ذلك من عقول الكثيرين.. أعتقد أن هذا كله سببه غباء وانتهازية وخيانة وعدم مسئولية البعض فضلا عن الانقسامات الموجودة في البلاد".
شوارع تونس شهدت مظاهرات تضامن مع غزة، فيما بقيت شوارع القاهرة خاوية من الحديث عن غزة.
مرسي يعود إلى الواجهة
فيما بادر آخرون مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي للمقارنة بين رد فعل الأخير على العملية التي شنتها إسرائيل على القطاع في نوفمبر 2012 وأدى إلى مقتل 180 فلسطينيا و6 إسرائيليين إلى أن توقف نتيجة وساطة مصرية، وبين رد فعل الرئيس السيسي على العملية الجارية الآن.
ويتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مقطع فيديو لمرسي أثناء الاعتداء على غزة عام 2012 وتهديده لإسرائيل بأن "مصر لن تصمت إزاء أي اعتداء يقع على غزة، وأن القاهرة ستظل بجوار غزة وأهلها".
مختارات
غزة على عتبة كارثة إنسانية جديدة والأطفال الأكثر تضررا
السيسي ومعضلة حماس
ردود فعل الشارع محتشمة في عواصم عربية ضد حرب غزة
واتخذ مرسي وقتها موقفا عمليا لإظهار التضامن المصري مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حينما أرسل رئيس الوزراء السابق هشام قنديل على رأس وفد مصري رسمي وشعبي لتقديم كل العون الممكن لأهالي القطاع، كما أمر بفتح المعابر بين مصر وغزة بشكل دائم لاستقبال المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية ومعاملتهم كالمصريين.
وعلى المستوى الرسمي الحالي وصفت مصر يوم الجمعة(11 تموز/يوليو) الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة بأنها تصعيد غير مسؤول وقالت إن ضرب القطاع استخدام مفرط وغير مبرر للقوة وطالبت المجتمع الدولي بالعمل لمنع سقوط مزيد من الضحايا.
الإعلام هو السبب
يقول الدكتور أحمد كمال الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة حلوان لـDW: "أرى أن غياب التعاطف الشعبي تجاه العدوان على غزة إنما يرجع لسببين، وهما التغطية الإعلامية للعدوان على غزة والتركيز على أن حماس هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وان ما يحدث إنما هو مخطط لكي يتم تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية. أما السبب الثاني فيعود إلى الأحداث التي مرت بها مصر خلال السنة الأخيرة وازدياد أحداث العنف والقتل بشكل كبير، وتكرارها على فترات ليست بالبعيدة وعدم مراعاة وسائل الإعلام في تغطيتها للمعايير الأخلاقية في النقل وعرض صور الضحايا ومناظر القتل والجثث في كل وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مما أحدث أثرا سلبيا من نوع الآثار السلبية لوسائل الإعلام، وهو ما يسمي بتبلد المشاعر بسبب تكرار مشاهد العنف والقتل بشكل مبالغ فيه، مما يصب على الأقل في تبني موقف محايد تجاه الأحداث لا يصل إلى مرحلة التعاطف".
وأضاف "أن هناك تغطية غير موضوعيه لوسائل الإعلام لا تقوم على المنطق أو الدلائل وتقوم على التخويف والترهيب من أن هناك مخطط يهدف إلى الإيقاع بمصر عبر هذه الأحداث، وبالتالي فأننا يجب إلا نتعاطف مع من أرادوا تخريب مصر. كما يحاولون التأكيد على انه لا فرق بين حماس والفلسطينيين، والتخويف من الاضطرابات التي تمر بها الدول العربية الأخرى، مثل سوريا وليبيا والتي ربما تنتقل لمصر وهو خطاب يمتاز بالصوت العالي وتفرد له مساحات كبيرة في وسائل الإعلام"، مشيرا إلى أن الخطاب المنطقي والموضوعي الذي يدين هذه المجزرة على غزة لا يجد صدى، بل ويستبدل بخطاب يدعوا إلى إغلاق المعابر خوفا من المؤامرة التي تحاك بمصر مما يجري وان يُترك "الحمساويون" ليلاقوا مصيرهم لأنهم امتداد الإخوان المسلمين في فلسطين، والخاسر الوحيد في كل ذلك هو الشعب الفلسطيني والمستفيد بالطبع هو إسرائيل.
كما لم تفتح مصر معبر رفح بشكل دائم أمام الفلسطينيين في غزة.
تصرفات غير مسؤولة
يصف الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية الأصوات التي تبارك العملية الإسرائيلية بأنها "أصوات غير مسؤولة ولا تدرك حجم مصر وما هو المفترض أن يكون عليه الدور المصري والتعويل العربي على الدور المصري"، مشيرا إلى أنه من المفترض في الفقه السياسي أن على الجميع أن يتحرك عندما يكون هناك دم ولا يكون هناك تفريق بين حماس أو فتح أو منظمة الجهاد .. الكل دم فلسطيني، كما أن الغالبية العظمى من الذين سقطوا كانوا من المدنيين".
وحول سبب غياب التعاطف الشعبي المصري مع القضية الفلسطينية التي كانت دائما في وجدانه قال في حديث لـDW: "أتصور أن الشعب في حالة من حالات الغياب وفي وضع سياسي إلى حد أصابته الحيرة بسبب الطموحات التي وصلت إلى عنان السماء، ثم يجد نفسه أمام قرارات تؤثر على حياته المعيشية مثل القرار الخاص برفع الدعم بعض الشيء عن المحروقات وهو ما أصاب الكثيرين بالصدمة خاصة أن معظمهم انتخب السيسي وهو ما أدى إلى أن تكون ردود الفعل الشعبية مكبوتة لأسباب داخلية.. بمعنى أن العدوان حدث والشعب المصري يعاني من واقع سياسي داخلي صعب".
وانتقد الغباشي الموقف الرسمي المصري بشدة قائلا "الموقف الرسمي مثله مثل الموقف العربي مثل الموقف الإسلامي وهو موقف مخزي".
على عكس أي عمليات عسكرية إسرائيلية سابقة في الأراضي الفلسطينية أو قطاع غزة على الخصوص، يغيب هذه المرة التعاطف الشعبي المصري مع غزة، حيث كان في الماضي يتسابق الجميع في إظهار تعاطفهم.
وأظهرت العملية العسكرية الجارية حاليا، الأخير انقساما واضحا وردود أفعال متباينة بين المصريين، وصل إلى حد مباركة البعض للهجوم الاسرائيلي، بعد أن كانت شاشات التلفاز ــــ في السابق ـــــ تمتلئ بالأخبار الخاصة عن العمليات العسكرية الاسرائيلية ويظهر أصحاب الصوت العالي، وخاصة أصحاب النزعة القومية والناصرية، وكانت تخرج المظاهرات لشجب العمليات العسكرية الإسرائيلية والمطالبة بإيقافها حتى في عهد مبارك، إلا أن هذه المرة غابت مظاهر التضامن مع غزة بالرغم من سقوط أكثر من 120 قتيلا و700 مصاب حتى الآن.
إعلاميون يحشدون ضد "حماس"
وعقب انطلاق العملية الإسرائيلية على غزة قبل 4 أيام بادر عدد من الإعلاميين والكتاب وقادة الرأي في مصر إلى شحن الرأي العام ضد غزة، على اعتبار أن من يقود القطاع هي حركة حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
وقالت إحدى الإعلاميات على قناة فضائية معروفة "السبب الرئيس لما يحدث هو جماعة حماس الإرهابية التي تتاجر بالقضية و بدماء الشهداء.. حماس مازالت الذراع الإرهابي والعسكري لجماعة الإخوان المسلمين ولجميع الجماعات الإرهابية في العالم".
وأضافت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدير العملية باتصالات بين حماس وقطر وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، وأن المصريين عليهم أن لا ينجروا وراء ما يحدث في القطاع دون قراءة المشهد بشكل صحيح".
وتؤثر مثل هذه الآراء على المشاهدين حيث يقول محمد سمير "44 عاما" وهو موظف في الأزهر، "أنا مع غلق معبر رفح لأنهم يريدون أن يستوطنوا سيناء.. أنا ضد التعاطف مع حماس وإذا تعاطف معهم السيسي فسأنقلب عليه".
أما ليلى أحمد 29 عاما فتقول "بالرغم من أن إسرائيل هي عدوة العرب لكن مصلحتنا الآن معهم في سحق حماس.. لم نأخذ من غزة إلا الجواسيس".
في المقابل يستنكر بعض المصريين هذه الآراء بشدة حيث تقول منة جلال "25 عاما" إن "الاعلام يحارب أول قضية آمنا بها .. حتى مجرد شعور التعاطف مع مظلومين يحاربه.. هل الإعلام يريد أن تكون روحنا ودمنا ملك لإسرائيل .. لا أستطيع أن أستوعب إن فيه مصريين كاتبين تسلم الايادي لإسرائيل".
ويعلق عاصم درويش على مثل هذه التعليقات قائلا "لماذا نسي المصريون في رمضان الحالي الدعاء للفلسطينيين والدعاء على الصهاينة بالرغم من أنهم هم العدو الأزلي لنا.. هل نسوا الدماء التي قدمها الجيش المصري من أجل القضية، ونسيت حروبنا مع الصهاينة لاستعادة سيناء.. لا أعرف ماذا حدث حتى يضيع ذلك من عقول الكثيرين.. أعتقد أن هذا كله سببه غباء وانتهازية وخيانة وعدم مسئولية البعض فضلا عن الانقسامات الموجودة في البلاد".
شوارع تونس شهدت مظاهرات تضامن مع غزة، فيما بقيت شوارع القاهرة خاوية من الحديث عن غزة.
مرسي يعود إلى الواجهة
فيما بادر آخرون مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي للمقارنة بين رد فعل الأخير على العملية التي شنتها إسرائيل على القطاع في نوفمبر 2012 وأدى إلى مقتل 180 فلسطينيا و6 إسرائيليين إلى أن توقف نتيجة وساطة مصرية، وبين رد فعل الرئيس السيسي على العملية الجارية الآن.
ويتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مقطع فيديو لمرسي أثناء الاعتداء على غزة عام 2012 وتهديده لإسرائيل بأن "مصر لن تصمت إزاء أي اعتداء يقع على غزة، وأن القاهرة ستظل بجوار غزة وأهلها".
مختارات
غزة على عتبة كارثة إنسانية جديدة والأطفال الأكثر تضررا
السيسي ومعضلة حماس
ردود فعل الشارع محتشمة في عواصم عربية ضد حرب غزة
واتخذ مرسي وقتها موقفا عمليا لإظهار التضامن المصري مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حينما أرسل رئيس الوزراء السابق هشام قنديل على رأس وفد مصري رسمي وشعبي لتقديم كل العون الممكن لأهالي القطاع، كما أمر بفتح المعابر بين مصر وغزة بشكل دائم لاستقبال المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية ومعاملتهم كالمصريين.
وعلى المستوى الرسمي الحالي وصفت مصر يوم الجمعة(11 تموز/يوليو) الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة بأنها تصعيد غير مسؤول وقالت إن ضرب القطاع استخدام مفرط وغير مبرر للقوة وطالبت المجتمع الدولي بالعمل لمنع سقوط مزيد من الضحايا.
الإعلام هو السبب
يقول الدكتور أحمد كمال الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة حلوان لـDW: "أرى أن غياب التعاطف الشعبي تجاه العدوان على غزة إنما يرجع لسببين، وهما التغطية الإعلامية للعدوان على غزة والتركيز على أن حماس هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وان ما يحدث إنما هو مخطط لكي يتم تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية. أما السبب الثاني فيعود إلى الأحداث التي مرت بها مصر خلال السنة الأخيرة وازدياد أحداث العنف والقتل بشكل كبير، وتكرارها على فترات ليست بالبعيدة وعدم مراعاة وسائل الإعلام في تغطيتها للمعايير الأخلاقية في النقل وعرض صور الضحايا ومناظر القتل والجثث في كل وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مما أحدث أثرا سلبيا من نوع الآثار السلبية لوسائل الإعلام، وهو ما يسمي بتبلد المشاعر بسبب تكرار مشاهد العنف والقتل بشكل مبالغ فيه، مما يصب على الأقل في تبني موقف محايد تجاه الأحداث لا يصل إلى مرحلة التعاطف".
وأضاف "أن هناك تغطية غير موضوعيه لوسائل الإعلام لا تقوم على المنطق أو الدلائل وتقوم على التخويف والترهيب من أن هناك مخطط يهدف إلى الإيقاع بمصر عبر هذه الأحداث، وبالتالي فأننا يجب إلا نتعاطف مع من أرادوا تخريب مصر. كما يحاولون التأكيد على انه لا فرق بين حماس والفلسطينيين، والتخويف من الاضطرابات التي تمر بها الدول العربية الأخرى، مثل سوريا وليبيا والتي ربما تنتقل لمصر وهو خطاب يمتاز بالصوت العالي وتفرد له مساحات كبيرة في وسائل الإعلام"، مشيرا إلى أن الخطاب المنطقي والموضوعي الذي يدين هذه المجزرة على غزة لا يجد صدى، بل ويستبدل بخطاب يدعوا إلى إغلاق المعابر خوفا من المؤامرة التي تحاك بمصر مما يجري وان يُترك "الحمساويون" ليلاقوا مصيرهم لأنهم امتداد الإخوان المسلمين في فلسطين، والخاسر الوحيد في كل ذلك هو الشعب الفلسطيني والمستفيد بالطبع هو إسرائيل.
كما لم تفتح مصر معبر رفح بشكل دائم أمام الفلسطينيين في غزة.
تصرفات غير مسؤولة
يصف الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية الأصوات التي تبارك العملية الإسرائيلية بأنها "أصوات غير مسؤولة ولا تدرك حجم مصر وما هو المفترض أن يكون عليه الدور المصري والتعويل العربي على الدور المصري"، مشيرا إلى أنه من المفترض في الفقه السياسي أن على الجميع أن يتحرك عندما يكون هناك دم ولا يكون هناك تفريق بين حماس أو فتح أو منظمة الجهاد .. الكل دم فلسطيني، كما أن الغالبية العظمى من الذين سقطوا كانوا من المدنيين".
وحول سبب غياب التعاطف الشعبي المصري مع القضية الفلسطينية التي كانت دائما في وجدانه قال في حديث لـDW: "أتصور أن الشعب في حالة من حالات الغياب وفي وضع سياسي إلى حد أصابته الحيرة بسبب الطموحات التي وصلت إلى عنان السماء، ثم يجد نفسه أمام قرارات تؤثر على حياته المعيشية مثل القرار الخاص برفع الدعم بعض الشيء عن المحروقات وهو ما أصاب الكثيرين بالصدمة خاصة أن معظمهم انتخب السيسي وهو ما أدى إلى أن تكون ردود الفعل الشعبية مكبوتة لأسباب داخلية.. بمعنى أن العدوان حدث والشعب المصري يعاني من واقع سياسي داخلي صعب".
وانتقد الغباشي الموقف الرسمي المصري بشدة قائلا "الموقف الرسمي مثله مثل الموقف العربي مثل الموقف الإسلامي وهو موقف مخزي".