"كلام على ورق" انتهاك سافر لحرمة الشهر الفضيل
ملاك العكور - لو ظلت كثير من النصوص الدرامية كلاماً على ورق لكان أفضل، بدلاً من أن تُفصل على مقاس أحد أبطالها ويبقى الممثلون الآخرون في العمل يدورون في فلكه!
فالواضح أن مخرج مسلسل "كلام على ورق" أراد الانتصار لهيفاء وهبي، و اثبات انها ممثلة موهوبة بعد الهجوم الذي لاقته على أدوارها في فيلمي "دكان شحادتة" و "حلاوة روح".
مسلسل "كلام على ورق" الذي تلعب بطولته هيفاء وهبي في دور "حبيبة" المتهمة بجريمة قتل تمت في ظروف غامضة، في مشاهد تكرر نفسها، فها نحن على أعتاب الحلقة 17 و لا جديد سوى استعراض آخر للأزياء، و بث السموم من خلال مشاهد تستفز المتابع ولا تلائم حرمة الشهر الفضيل. فحتى اليوم وقع في شرك "حبيبة" أربعة رجال لم يستطع أي منهم مقاومة جمالها، وبدا الأمر وكأنه اعتداء على القصة والسيناريو المكتوب.
المحتوى الضحل الذي يفرض على المشاهد لا يستحق ضخامة الانتاج تلك، فالمخرج لم يعر بالاً أن بعض الأمور الفنية والتفاصيل قد تسلب النص المكتوب أي رسالة يرغب كاتبه بايصالها، فركز على المناظر الطبيعية الخارجية في لبنان واستخدم أسلوب تصوير جديد "التصوير المائل" لم يلاقِ استحسان المشاهدين ولم يجد له أحد مبرراً درامياً.
حقق المسلسل في بدايته نسبة مشاهدة عالية، فضولاً لمعرفة ما ستقدمه "هيفاء وهبي" للدراما التلفزيونية، لكن سرعان ما صُدم المشاهد، فلم يجد في المحتوى ما يرتق لمستوى المتابعة، فما هو إلا ترويج للإنحلال و للتجارة بالنساء، من خلال شبكة رجال يعملون على تجنيد الفتيات للعمل في مقاهي ليلية، في مشاهد تخدش الحياء العام.
أضحت المسلسلات التلفزيونية الرمضانية ظاهرة موسمية، تتكرر كل عام في الشهر الفضيل، يطالها النقد، لكن هذا الموسم قدم جرعة زائدة من الموضوعات و المشاهد و طريقة التناول التي لا تناسب مجتماعتنا المحافظة.