jo24_banner
jo24_banner

المائدة الرمضانية فرصة للتفاخر بين الاقارب وعلى وسائل الاتصال الاجتماعي

المائدة الرمضانية فرصة للتفاخر بين الاقارب وعلى وسائل الاتصال الاجتماعي
جو 24 : تسعى كثير من السيدات الى تنويع مأكولاتهن في الشهر الفضيل سواء على المائدة اليومية او في الولائم الرمضانية باصناف تقليدية معتادة واخرى جديدة لتكون سفرتها الاكثر تميزا بين قريباتها وقريبات زوجها ومعارفها.

وتقوم اخريات بعرض للمأكولات التي يصنعنها في منازلهن،على مواقع التواصل الاجتماعي ليس لتبادل الثقافات والمنفعة المتبادلة؛ بل بهدف التباهي والتفاخر والاستعراض في البذخ والصرف على الموائد الرمضانية،الأمر الذي يدفع الأسر والأفراد إلى المزيد من (التبذير) والإسراف، ليبتعد الناس عن هدف اقامة الصيام بالطاعة والعبادة بالاسراف والمباهاة بانواع الطعام المعروضة يوميا.

تقول هنادي احمد اعد نفسي مسبقا للشهر رمضان حيث اعود نفسي على طبخ ماكولات جديدة ومقبلات متنوعة غير تقليدية رغبة مني بان اكون الاكثر تميزا بين(سلفاتي ) زوجات اخوان زوجي، وادرك تماما ان هذا الامر يكلفني جهدا ومالا ولكن لا اهتم بذلك لان ابحث عت تميز يسعدني عندما اسمع كلمات المديح والثناء على الوليمة التي اعدددتها.

اما فتحية راشد فتقول اقدم في الوليمة ماكولات متنوعة خاصة انني اتقن كثيرا من الوجبات التي تحضر بالمطاعم كالشاورما والبيتزا بالاضافة الى انواع مميزة من السلطات والمقبلات وبعض الاكلات التفليدية كالاوزي والمقلوبة التي تفضلها الحموات .

وتضيف ان الوليمة عندي احضر فيها عدة انواع من الطعام على مدار يومين، وفي ذهني ان اسمع كلمات اولاد اخواتي واخوات زوجي التي تمدح طعم الوليمة ومن اعدها التي هي انا مشيرة الة فرحتها الواسعة لقول لبن اختها الصغير:"يا خالتو افتحي مطعم فاكلك لذيذ الامر الي ينسني التعب أن الاهتمام بالمائدة الرمضانية يختلف تماماً عن المائدة الاعتيادية، كما تقول أم محمد، وتضيف الاهتمام بالمائدة يبدأ من الأواني وطريقة عرضها ثم محتواها من الطعام، فشكل المائدة مهم، فكما يقول المثل (العين هي التي تأكل) فلا بد من الاهتمام بكل التفاصيل حتى بنوعية العصائر أو المشروبات الجانبية.

اما ام عبد الله فقدالتقطت عدة صو ر لوليمة اعدتها لاقارب زوجها ونشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتهال عليها التعليقات الكثير التي انستها تعبها.

وتضيف شهر رمضان فرصة ذهبية لعرض إبداعات واطباقي الجديدة وتحسد نفسها على حبها الشديد لطبخ الأكلات على اختلافها، والتفنن في إعدادها، موضحة بالقول: أهوى جمع كتب تعلم الطبخ، وأحب البرامج التلفزيونية المتخصصة بهذا الشأن، خصوصاً ما يعرض منها في رمضان.

و جميلة حجازي (ربة منزل، متزوجة منذ 10 أعوام)، والتي تقضي في المطبخ نحو 6ساعات قبل الإفطار وساعتين بعده، تقول انّ "المرأة هي الخاسر الأكبر في هذا الشهر، إذ تتنازل عن وقت عبادتها لمصلحة إعداد الطعام لأفراد أسرتها". وتضيف: "هذه الأعباء الإضافية التي تتعلق بتحضير الطعام والتجهيز للولائم، تجعل الوقت ضيقاً وتحوّل التوازن بين العبادة وعمل المطبخ مهمة مستحيلة لدى بعض النساء".

وعن تجربتها في هذا السياق، تؤكد إيرينا ربة بيت : أنها تعمل جاهدة للاستفادة من وقتها في الشهر الكريم في العبادة وعدم السماح لوقت المطبخ بالتغلب على واجباتها الدينية المفروضة في هذا الشهر.

ولا يقل شعور فاطمةعبابنة (ربة بيت) بالذنب عما هو الأمر في حالة ايرينا بسبب تقصيرها في أداء عبادات شهر رمضان كما ينبغي. فتقول: "أقضي أكثر من عشر ساعات في المطبخ في رمضان لتحضير وجبات الإفطار والسحور ولوازم تلك الوجبات من حلويات ومشروبات، وفي تلبية طلبات أفراد أسرتي التي لا تنقطع على مائدة الإفطار".

وتعبر فاطمة عن رغبتها الأكيدة وحبها لأداء عبادات إضافية في شهر رمضان كي تنال الثواب، إلا أنّها تؤكد أنها في ظل هذه الضغوط داخل المطبخ لا تستطيع قراءة القرآن والقيام بالعبادات المطلوبة ولا حتى مشاهدة البرامج الدينية المفيدة التي تبث خلال هذا الشهرمبينة : انها لا تتابع البرامج التلفزيونية في رمضان إلا لمعرفة طريقة عمل أصناف جديدة من الطعام". يقول رب الاسرة محمد الحتاملة ان مصروف شهر رمضات يزيد بنسبة 30بالمئة عن معدلها العادي،متسائلا لماذا لا يتم استبدال هذ البذخ بعمل يوفر إفطارات كريمة للفقراء.

ويبين مدير اوقاف اربد الدكتور فايز العثامنة ان الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاكل والشرب، كما أمرنا ببقية العبادات من صلاة وصوم وحج، وعلى المسلم في رمضان وغيره من الشهوران يكون محافظا على النعمة.

ويقول : التبذير صفة مذمومة، وينبغي ان نقلل الطعام في رمضان حتى تكون لدينا قوة للعبادة، وقيام رمضان، مشيرا الى ما يقوم به المجتمع اليوم من اسراف يستوجب توعوية ارشادية، ليكون رمضان خفيفا على الابدان، ثقيلا في الميزان، ونملأ وقتنا بالعبادة" والابتهال إلى الله بان يرحمنا.

وتبين رندة خصاونة خبيرة التغذية أن النظام الغذائي الصحي الواجب اتباعه في رمضان يستلزم أن يبدأ الفرد إفطاره بتناول ثلاث حبات من التمر مع طبق من الحساء لتهيئة المعدة لاستقبال الطعام بعد يوم صيام طويل، ثم عليه الذهاب لأداء صلاة المغرب ليعود لتناول الإفطار، الذي يجب أن يحوي وجبة رئيسية واحدة، مع نوع من الفاكهة الطازجة، مشيرة الى الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس في رمضان بالبعد عن تناول الألياف، مما يزيد لديهم حالات الامساك.

وتفضل تناول العصائر الطازجة بعد الافطار بنصف ساعة على الأقل، وتجنب المشروبات الباردة لدورها في اضعاف عملية الهضم، مع الحرص على وجبة السحور، وعدم إهمالها بأي حال لدورها في تحمل الانسان فترة الصيام، على أن تكون وجبة خفيفة وخالية من الأملاح، حتى لا يزيد الاحساس بالعطش في نهار الصيام، مع الاهتمام بشرب كميات كبيرة من المياه لتعويض المفقود منها بسبب الأجواء الحارة.

وتدعو الى الايتعاد عن الاسراف واعداد الاصناف المتعددة على المائدة لا ن بعض من يعاني امراضا مزمنة لايفضل لهم امتلاء المعدة باصناف متعددة بعد ساعات طويلة من الصيام، مبينة ان شهر رمضان فرصة ذهبية للتعود على طعام صحي وخفيف.

بترا- ربى الخصاونة
تابعو الأردن 24 على google news