"تنسيقية المواقع": لن نعجز عن تأسيس نقابة مستقلّة في حال أصرّت نقابة الصحفيين على استقوائها
أصدرت تنسيقيّة المواقع الالكترونيّة بياناً ندّدت فيه بأسلوب الاستقواء الذي تلجأ إليه نقابة الصحفيين للجباية دون أيّ مقابل.
ولوّحت التنسيقيّة في بيان صادر عنها بتأسيس إطار نقابي مستقلّ يمثّل العاملين في المهنة ويدافع عن مصالحهم، في حال أصرّت نقابة الصحفيين على نظرتها الاستعلائيّة ونأيها بنفسها عن حلّ مشكلات المواقع الإلكترونيّة الإخباريّة.
وتاليا نص البيان:
تعلن تنسيقيّة المواقع الالكترونيّة الإخباريّة رفضها واستهجانها لأسلوب الاستقواء والتعالي الذي لجأت إليه نقابة الصحفيين لفرض جباية ماليّة دون أيّة مقدّمات.
ان استقواء النقابة بالحكومة مسألة لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، حيث عمدت النقابة إلى استصدار تعميم من هيئة الإعلام يلزم المواقع الالكترونية بدفع نسبة واحد بالمئة من قيمة الإعلانات المنشورة على هذه الموقع وتحويلها لحساب صندوق نقابة الصحفيين بشكل شهري.
لجوء نقابة الصحفيين إلى هيئة الإعلام عوضاً عن طرح هذا المطلب على الهيئة العامّة لنقابة الصحفيين إنّما يعكس عدم احترام النقابة لمنتسبيها، بل ويعبّر عن ذهنيّة متعاليّة وفوقيّة للتعامل مع أعضاء النقابة.
المسألة لا تتعلّق بالمبلغ المالي الذي تريد النقابة استيفاءه دون أيّ مقابل بقدر ما ترتبط بالطريقة والآليّة التي تتعامل بها النقابة مع الهيئة العامّة، ونظرة التعالي التي تفرغ نقابة الصحفيين من جوهر العمل المؤسّسي مقابل ترسيخ نزعة الاستقواء والتفرّد.
كان الأجدى بنقابة الصحفيين الدعوة لاجتماع أعضاء الهيئة العامّة، قبل المطالبة بدفع الرسوم الماليّة دون تقديم أيّ شيء للمواقع الالكترونيّة لقاء هذه الرسوم.
أن تبدأ النقابة علاقتها مع المواقع الالكترونيّة عبر هذا النص إنّما يدلّل على نزعة غريبة توّاقة لجباية لا مقابل لها، كما يثير هذا المسلك تساؤلات عديدة حول سبب هذا التوق لجني المزيد من الأموال رغم تكدّس مبالغ طائلة في خزينة النقابة.
ويجدر التنويه أيضاً بأن الإعلام الالكتروني يعاني الأمرين من شحّ الإعلانات، فالإعلان الحكومي يقتصر على بعض مؤسّسات الصحافة المطبوعة دون غيرها، لذا فإن اللجوء إلى مثل هذه الوسائل الجبائيّة لا يمكن تبريره قبل حلّ مشاكل المواقع الالكترونيّة وتنظيم القطاع،يفترض أن يكون هذا هو دور نقابة الصحفيين وليس مجرّد استدرار الأموال.
وتشدّد تنسيقيّة المواقع الالكترونيّة على أن الأردن ليس بحاجة لمؤسّسة جباية جديدة، وفي حال أصرّت النقابة على لعب هذا الدور عوضاً عن الاضطلاع بدورها الحقيقي في تمثيل الأسرة الصحفيّة والدفاع عن مصالحها، فإن التنسيقيّة لن تكون عاجزة عن تأسيس إطارها النقابي المستقلّ الذي يتبنّى قضاياها ويسعى إلى تحقيق مطالبها.