أسئلة «المبادرة»

جو 24 : لا أظنّ أن تاريخ مبادرات وقف اطلاق النار شهد، قبل الان، واحدة كالتي أطلقتها القاهرة امس بين غزة وإسرائيل، من حيث عدم التشاور المسبق مع طرف من الاثنين المتحاربين، فأسلوب الصياغة يشي بأن اسرائيل اطلعت عليها، وكلمتا «ومن تحت الارض» تبدو نحتاً اسرائيلياً لا مصرياً، بالاضافة الى الاتصالات والزيارات المعلنة بين المخابرات المصرية وتل ابيب.
أما الفلسطينيون، فمن المؤكد انهم لم يطلعوا عليها، والمؤسف ان قياداتهم قرأوها بعد تسريبها لوسائل الاعلام، وهذا، في قناعتنا، ليس خارجاً على المألوف فحسب، بل يصل الى درجة الاستهانة بالاخرين، والفوقية، واللامسؤولية الوطنية والقومية.
هذا التعامل يبرر رد فعل المقاومة الفلسطينية التي رفضت شيئاً لم تتسلمه، اصلاً، ولم يتم التشاور معها بشأنه، وكان عليها شرط كحد السيف ان توافق عليه خلال ساعات قليلة، وفي كل الاحوال فما يسمّى بالمبادرة يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، ولا يحقق للفلسطينيين شيئاً. ولعل السؤال الذي ورد في أذهان الكثيرين هو: لماذا الان؟ ولماذا تأخرت تلك المبادرة تسعة ايام؟ وهل يتعلق الامر بمنحنى المعركة الذي بات يؤشر الى تفوق المقاومة بتقديمها كل يوم جديداً، ويؤكد ان بنك اهداف اسرائيل قد يشهر إفلاسه بعد قليل؟

السبيل