عاملون في غرف التوجيهي السرية يتحدثون عن معاناتهم
جو 24 : يواجه العاملون في الغرف السرية لتدقيق علامات التوجيهي ظروفا صعبة، إلى جانب تدني أجورهم لافتين الى أنهم يتقاضون في الساعة الواحدة دينارا وستين قرشا فقط.
ويبدو أن الحديث عن تلك الغرف السرية للتوجيهي مثير، اذ إن هذا الاسم الذي يتداوله العاملون، في المراحل الأخيرة، والتي تخضع لحماية ورقابة مشددة. وتشهد تلك الغرف اكثر مراحل تدقيق اوراق اجابات التوجيهي خطورة، فهي المحطة الأخيرة التي تحسم فيها النتائج، ويعاد التدقيق فيها عدة مرات، وكذلك الفرز ثم يباشر العاملون عمليات الادخال الالكتروني للاسماء والعلامات. وتستقبل تلك الغرف كافة دفاتر الاجابات المصححة من المراكز في العاصمة عمان الى جانب كافة المحافظات في المملكة لتدقيقها وتكشيطها.
يقول معلمون يعملون في تلك الغرف لـ"السبيل" ان الخدمات اللوجستيتة في الموقع متواضعة، وانهم يجلسون على الارض لفتح الصناديق الحديدية التي تحمل دفاتر اجابات الطلبة. كما انهم يحملون تلك الصناديق وينقلونها من المركبات المخصصة لذلك الى الغرف التي يعملون فيها، مطالبين بضرورة ان يكون هناك عمال يقومون بنقل الصناديق، قائلين "انهم معلمون وليسو عتالين". واشتكى المعلمون من عدم وجود اماكن لاستراحاتهم خارج تلك الغرف، ما يعني تعرضهم لعبء اضافي، عقب تدقيقاتهم الحسابية ورصدهم ومقارنتهم للعلامات.
ويواجه المعلمون ضغطا شديدا من قبل رؤسائهم في العمل، اذ ان مهامهم لا تحتمل أية أخطاء، ما يدفع مسؤوليهم الى اسماعهم كلاما سيئا في حال اكتشفوا اخطاء في عملهم. وتصل الى الغرف السرية آلاف الصناديق الحديدية وسط حماية أمنية مشددة، اذ يتم تحميل تلك الصناديق في المركبات الخاصة بالوزارة، يعقبها سيارة شرطة تسير خلفها حتى يتم التسليم.
ويحوي الصندوق الحديدي الواحد من 180 ورقة اجابة الى 200، وفق قول المعلمين، وفور استلامهم لها تبدا مرحلة التدقيق لعدد الدفاتر واسماء الطلاب والعلامات. ثم تحول الدفاتر الى قسم التصحيح لمقارنة العلامات، ومنها الى قسم الجورة حيث تتم عملية تدقيق العلامات باللون الاحمر والاخضر، ومن ثم تكشير الدفاتر.
وتوزع عقب ذلك الدفاتر على لجان تسمى "رن ون"، واخرى "رن تو" في الاولى تستلمها لجنة مكونة من شخصين يدققون نحو 200 دفتر في الساعة، وتنقل العملة الى لجنة "رن تو" لمتابعة التدقيق ذاته تلافيا لوجود اخطاء.
ويعقب ذلك اتمام عملية التسلسل، والرصد، ومن ثم يتم التوجه بصناديق الدفاتر الى قسم الحاسوب لتفريغ المعلومات الكرونيا فيه، بحسب المعلمين.
وكان المعلمون طالبوا بزيادة العام الماضي، وصرف دينارين لهم عن كل ساعة يقومون فيها بالتدقيق، غير انها في الدورة الحالية تراجعت، الى دينار وستين قرشا فقط عن كل ساعة معتبرين ان المبلغ غير منصف لما يواجهون من تعب حقيقي اثناء عملهم.
في حين يتقاضى مصححو التوجيهي عن كل ساعة دينارين، وخلال 10 ساعات يتقاضون نحو18 دينارا يوميا، في حين يتقاضى رئيس لجنة التصحيح 300 دينار اضافة الى قرش واحد عن كل دفتر اجابة.
ويطالب العاملون في الغرف السرية الوزارة خلال حديثهم لـ"السبيل" برفع المخصصات المالية للساعة الواحدة الى دينارين ونصف الدينار.
وينام المعلمون في اوقات استراحتهم على الارض خارج الغرف السرية، مبدين استياءهم لعدم وجود اماكن مخصصة لاستراحتهم توفر لهم ما يحتاجون. ولفت المعلمون انهم ممنوعون من استخدام دورات المياه في مبني قسم الاختبار على اعتبار انه مخصص للموظفين فقط، وعلى من يرغب منه استخدام الدورات الذهاب الى المبنى الاخر في مدرسة مجاورة لهم.
ويستلم المعلمون في اليوم الواحد من 400 الى 500 صندوق، وفي كل صندوق 180 دفتر اجابة، ويبلغ عدد العاملين في التدقيق نحو 350 معلما.
ومن جانبه كان وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات زار الغرف السرية قبل نحو عشرة ايام، واطلع على الظروف التي يعمل بها المعلمون، واعدا بتحسينها، بحسب ما نقل المعلمون ل"السبيل".
وامر الذنيبات بصرف بدلات مواصلات للعاملين في الغرف السرية من المعلمين، بحيث يخصص ثلاثة دنانير لمن يقطن داخل العاصمة عمان، وسبعة دنانير لمن يحضر من المحافظات الاخرى، وفق المعلمين.
وكان الناطق الاعلامي باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد قال في تصريحات سابقة ل"السبيل" ان الوزارة لا تألو جهدا في سبيل تقديم كافة الخدمات التي من شأنها مساعدة المعلمين على اتمام أعمالهم بشأن امتحان التوجيهي على أتم وجه وفق امكانياتها المتاحة.
وراقب اختبار التوجيهي للدورة الصيفية نحو 13 الف معلم ومعلمة توزعوا في(1219) قاعة، منها واحدة خارج البلاد في المدرسة العربية في تونس التي تدرس المناهج الأردنية، وتم تخصيص(42) قاعة احتياطية لكل مديرية تربية وتعليم لأي طارئ، فيما بلغ عدد المدارس المشغولة كقاعات امتحان(422) مدرسة. ويبلغ عدد المعلمين المصححين لمباحث امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لصيفية التوجيهي(18566) معلماً ومعلمة، فيما بلغ عدد مراكز تصحيح الامتحانات(91) مركزاً.
ويذكر ان المشتركين في الدورة الصيفية لعام 2014 بلغ عددهم (126773) مشتركاً ومشتركة، منهم(98965) من الطلبة النظاميين و(27808) من طلبة الدراسة الخاصة.
وتوزع المشتركون حسب فروع التعليم وفق التالي :(33141) للفرع العلمي و(24970) للفرع الأدبي و(315) للفرع الشرعي و(4803) لفرع المعلوماتية و(2196) للفرع الصحي، فيما بلغ عدد الطلبة المشتركين في الامتحان من الفروع المهنية المختلفة (18119) مشتركاً ومشتركة.
ويبدأ دوام العاملين في الغرف السرية من الساعة الثامنة صباحا ويستمر حتى الساعة الخامسة والنصف مساء.
(السبيل - هديل الدسوقي)
ويبدو أن الحديث عن تلك الغرف السرية للتوجيهي مثير، اذ إن هذا الاسم الذي يتداوله العاملون، في المراحل الأخيرة، والتي تخضع لحماية ورقابة مشددة. وتشهد تلك الغرف اكثر مراحل تدقيق اوراق اجابات التوجيهي خطورة، فهي المحطة الأخيرة التي تحسم فيها النتائج، ويعاد التدقيق فيها عدة مرات، وكذلك الفرز ثم يباشر العاملون عمليات الادخال الالكتروني للاسماء والعلامات. وتستقبل تلك الغرف كافة دفاتر الاجابات المصححة من المراكز في العاصمة عمان الى جانب كافة المحافظات في المملكة لتدقيقها وتكشيطها.
يقول معلمون يعملون في تلك الغرف لـ"السبيل" ان الخدمات اللوجستيتة في الموقع متواضعة، وانهم يجلسون على الارض لفتح الصناديق الحديدية التي تحمل دفاتر اجابات الطلبة. كما انهم يحملون تلك الصناديق وينقلونها من المركبات المخصصة لذلك الى الغرف التي يعملون فيها، مطالبين بضرورة ان يكون هناك عمال يقومون بنقل الصناديق، قائلين "انهم معلمون وليسو عتالين". واشتكى المعلمون من عدم وجود اماكن لاستراحاتهم خارج تلك الغرف، ما يعني تعرضهم لعبء اضافي، عقب تدقيقاتهم الحسابية ورصدهم ومقارنتهم للعلامات.
ويواجه المعلمون ضغطا شديدا من قبل رؤسائهم في العمل، اذ ان مهامهم لا تحتمل أية أخطاء، ما يدفع مسؤوليهم الى اسماعهم كلاما سيئا في حال اكتشفوا اخطاء في عملهم. وتصل الى الغرف السرية آلاف الصناديق الحديدية وسط حماية أمنية مشددة، اذ يتم تحميل تلك الصناديق في المركبات الخاصة بالوزارة، يعقبها سيارة شرطة تسير خلفها حتى يتم التسليم.
ويحوي الصندوق الحديدي الواحد من 180 ورقة اجابة الى 200، وفق قول المعلمين، وفور استلامهم لها تبدا مرحلة التدقيق لعدد الدفاتر واسماء الطلاب والعلامات. ثم تحول الدفاتر الى قسم التصحيح لمقارنة العلامات، ومنها الى قسم الجورة حيث تتم عملية تدقيق العلامات باللون الاحمر والاخضر، ومن ثم تكشير الدفاتر.
وتوزع عقب ذلك الدفاتر على لجان تسمى "رن ون"، واخرى "رن تو" في الاولى تستلمها لجنة مكونة من شخصين يدققون نحو 200 دفتر في الساعة، وتنقل العملة الى لجنة "رن تو" لمتابعة التدقيق ذاته تلافيا لوجود اخطاء.
ويعقب ذلك اتمام عملية التسلسل، والرصد، ومن ثم يتم التوجه بصناديق الدفاتر الى قسم الحاسوب لتفريغ المعلومات الكرونيا فيه، بحسب المعلمين.
وكان المعلمون طالبوا بزيادة العام الماضي، وصرف دينارين لهم عن كل ساعة يقومون فيها بالتدقيق، غير انها في الدورة الحالية تراجعت، الى دينار وستين قرشا فقط عن كل ساعة معتبرين ان المبلغ غير منصف لما يواجهون من تعب حقيقي اثناء عملهم.
في حين يتقاضى مصححو التوجيهي عن كل ساعة دينارين، وخلال 10 ساعات يتقاضون نحو18 دينارا يوميا، في حين يتقاضى رئيس لجنة التصحيح 300 دينار اضافة الى قرش واحد عن كل دفتر اجابة.
ويطالب العاملون في الغرف السرية الوزارة خلال حديثهم لـ"السبيل" برفع المخصصات المالية للساعة الواحدة الى دينارين ونصف الدينار.
وينام المعلمون في اوقات استراحتهم على الارض خارج الغرف السرية، مبدين استياءهم لعدم وجود اماكن مخصصة لاستراحتهم توفر لهم ما يحتاجون. ولفت المعلمون انهم ممنوعون من استخدام دورات المياه في مبني قسم الاختبار على اعتبار انه مخصص للموظفين فقط، وعلى من يرغب منه استخدام الدورات الذهاب الى المبنى الاخر في مدرسة مجاورة لهم.
ويستلم المعلمون في اليوم الواحد من 400 الى 500 صندوق، وفي كل صندوق 180 دفتر اجابة، ويبلغ عدد العاملين في التدقيق نحو 350 معلما.
ومن جانبه كان وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات زار الغرف السرية قبل نحو عشرة ايام، واطلع على الظروف التي يعمل بها المعلمون، واعدا بتحسينها، بحسب ما نقل المعلمون ل"السبيل".
وامر الذنيبات بصرف بدلات مواصلات للعاملين في الغرف السرية من المعلمين، بحيث يخصص ثلاثة دنانير لمن يقطن داخل العاصمة عمان، وسبعة دنانير لمن يحضر من المحافظات الاخرى، وفق المعلمين.
وكان الناطق الاعلامي باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد قال في تصريحات سابقة ل"السبيل" ان الوزارة لا تألو جهدا في سبيل تقديم كافة الخدمات التي من شأنها مساعدة المعلمين على اتمام أعمالهم بشأن امتحان التوجيهي على أتم وجه وفق امكانياتها المتاحة.
وراقب اختبار التوجيهي للدورة الصيفية نحو 13 الف معلم ومعلمة توزعوا في(1219) قاعة، منها واحدة خارج البلاد في المدرسة العربية في تونس التي تدرس المناهج الأردنية، وتم تخصيص(42) قاعة احتياطية لكل مديرية تربية وتعليم لأي طارئ، فيما بلغ عدد المدارس المشغولة كقاعات امتحان(422) مدرسة. ويبلغ عدد المعلمين المصححين لمباحث امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لصيفية التوجيهي(18566) معلماً ومعلمة، فيما بلغ عدد مراكز تصحيح الامتحانات(91) مركزاً.
ويذكر ان المشتركين في الدورة الصيفية لعام 2014 بلغ عددهم (126773) مشتركاً ومشتركة، منهم(98965) من الطلبة النظاميين و(27808) من طلبة الدراسة الخاصة.
وتوزع المشتركون حسب فروع التعليم وفق التالي :(33141) للفرع العلمي و(24970) للفرع الأدبي و(315) للفرع الشرعي و(4803) لفرع المعلوماتية و(2196) للفرع الصحي، فيما بلغ عدد الطلبة المشتركين في الامتحان من الفروع المهنية المختلفة (18119) مشتركاً ومشتركة.
ويبدأ دوام العاملين في الغرف السرية من الساعة الثامنة صباحا ويستمر حتى الساعة الخامسة والنصف مساء.
(السبيل - هديل الدسوقي)