تدمير.. تحطيم.. تتويج تاريخي للإسبان "فيديو و صور"
لقن المنتخب الإسباني نظيره الإيطالي أمام قرابة 60 ألف متفرج درساً قاسياً في كرة القدم على الملعب الأوليمبي في كييف مساء اليوم الأحد في نهائي كأس أمم أوروبا 2012 وهزمه بنتيجة أربعة أهداف نظيفة.
ورفع أبناء الأندلس عدد انتصاراتهم بكأس أمم أوروبا لثلاث مرات في التاريخ ليعادلوا الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم ألمانيا منذ عام 1996 ليبدأوا منافستهم على الرقم القياسي بدءً من بطولة فرنسا عام 2016.
وحقق رفاق تشافي هيرنانديز بلقب البطولة حيث حققوها عام 2008 على حساب ألمانيا في النهائي، وجاء هذا الانتصار التاريخي بعد عامين فقط على التتويج بكأس العالم 2010، لتؤكد إسبانيا سطوتها وهيمنتها على كرة القدم الأوروبية والعالمية.
ركز المنتخب الإسباني هجماته من على الرواق الأيسر في أول عشر دقائق بقيادة اللاعب المنضم حديثاً من فالنسيا لبرشلونة "خوردي ألبا" مع مساعدة إنييستا ودافيد سيلفا، ونّوع رجال ديل بوسكي من أسلوب لعبهم في العمق الدفاعي بقيادة تشافي هيرنانديز وسيلفا ما كاد يؤدي لإحرازهم الزيارة الأولى في الدقيقة التاسعة إثر تصويبة صاروخية من تشافي.
نقطة ضعف
استغل سيسك فابريجاس ضعف منطقة العمق الدفاعي لإيطالي بوجود اللاعب المُصاب "جورجيو كيليني" ليُمهد كرة بينية رائعة للقادم من الخلف "تشافي" والذي أطلق كرة صاروخية لا تصد ولا ترد ذهبت لحسن طالع بوفون فوق العارضة بياردة.
وتمكن الماتدور من إحراز هدفه الأول الذي سعى لإحرازه منذ البداية برأسية رائعة من لاعب وسط مانشستر سيتي "دافيد سيلفا" بعد تلقيه عرضية نموذجية من على الرواق الأيمن بواسطة سيسك فابريجاس في الدقيقة الـ14.
وتبادل فابريجاس الكرة مع تشابي ألونسو وتشافي مع تحرك أربيلوا بدون كرة ليضرب خط الدفاع بتحركه الذكي داخل منطقة الجزاء من الجهة اليمنى لتنتهي الهجمة بعرضية سريعة وقت خروج بوفون من مرماه ليفتح المرمى أمام سيلفا الذي وضع الكرة برأسه من لمسة واحدة في الزاوية اليمنى.
ودخل دافيد سيلفا التاريخ من أوسع أبوابه بهذا الهدف، ليس كّونه الأول خلال مسيرته الكروية في أي نهائي بإحدى البطولات الكبرى بل لأنه الأسرع في نهائيات كأس أمم أوروبا منذ عام 1980 حين سجل لاعب ألمانيا الغربية "هروبيش" في مرمى المنتخب البلجيكي عندما فازت ألمانيا بهدفين لهدف.
انتفض الطليان بعد انقضاء 25 دقيقة على بداية الشوط الأول إذ تخلصوا من مشكلتهم الدفاعية المتمثلة في المدافع المصاب "كيليني" الذي كان صيد سهل لسيسك فابريجاس وتشافي في العمق وعلى الجهة اليمنى.
وبدأت مستوى الآدزوري يتحسن كثيراً بعد نزول المدافع "بارزالي" ليتخلص الفريق من حُمى البداية بعض الشيء، فأخذ بيرلو موقعه مع دي روسي وماركزيو في الوسط ليتناقلوا الكرة فيما بينهم ويصلوا في أكثر من مناسبة إلى منطقة جزاء اللاروخا إلا أن تألق الحارس إيكر كاسياس حال دون تسجيلهم لهدف التعديل.
وراوغ أنطونيو كاسانو في الدقيقة 28 من على الجهة اليسرى داخل منطقة جزاء إسبانيا لاعب ريال مدريد "أربيلوا" لتفتح أمامه زاويتي التمرير والتصويب لكنه فضل تسديد كرة ضعيفة في الزاوية الضيقة ارتدت من يد كاسياس دون أن تجد المتابع لها داخل الشباك.
هدية للزميل الجديد
هدأ اللعب بعد سلسلة من المحاولات الزرقاء لتسجيل هدف التعديل، وفي الوقت الذي انتظر فيه الحضور انتهاء الشوط بتقدم الإسبان بهدف سيلفا، استطاع خوردي ألبا إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 40 بعد انطلاقه من على الجهة اليسرى بأقصى سرعة أثناء بدء إيكر كاسياس لهجمة من الخلف إلى الأمام مع تشافي هيرنانديز الذي صنع الهدف الوحيد لبلاده في نهائي يورو 2008 أمام ألمانيا وعاد من جديد ليصنع ثاني أهدافه في نهائي البطولة لكن هذه المرة لمدافع فالنسيا السابق وزميله الجديد في برشلونة.
وحصل خوردي ألبا على تمريرة متقنة من تشافي في عمق الدفاع، ليتسلم الكرة بمهارة عالية وبسرعة تصرف عالية وضع الكرة بباطن قدمه اليسرى في الزاوية الضيقة لبوفون الذي خرج من مرماه دون جدوى، وبعد ثلاث دقائق أطلق كاسانو تصويبة صاروخية من خارج منطقة الجزاء لكن كاسياس ذاد عن مرماه من جديد لينتهي الشوط بتقدم إسبانيا بهدفين نظيفين في صدمة كبيرة للجماهير الإيطالية.
قبل بداية الشوط الثاني إتخذ المدير الفني "تشيزاري برانديلي" قرار بسحب أنطونيو كاسانو والدفع بأنطونيو دي ناتالي صاحب هدف في المباراة الافتتاحية أمام إسبانيا خلال دور المجموعات.
وكاد دي ناتالي ترجمة العرضية الأولى التي مررها له الظهير الأيمن "أباتي" لهدف التقليص في الدقيقة 46 لكن رأسيته انحرفت فوق العارضة بقليل.
وفي الدقيقة 47 مر فابريجاس بذكاء كبير من على الجهة اليمنى بعد مراوغة ناجحة لبارزالي ليجد نفسه في مواجهة مُباشرة مع بوفون الذي أمسك بالكرة في ردة فعل نموذجية.
وأنقذ التكتل العددي للاعبين داخل منطقة الجزاء المنتخب الإيطالي من هدف ثالث في الدقيقة 49 فبعد تنفيذ تشافي هيرنانديز لركلة حرة مباشرة من على الجهة اليسرى حولها راموس برأسه وتصدى لها مدافع يوفنتوس "بونوتشي" بيديه لكن التكتل الدفاعي حجب الرؤية عن الحكم البرتغالي "بيدرو جارسيا بروينسا" ليتغاضى عن احتساب ركلة جزاء واضحة.
رد الطليان في الدقيقة 51 بفرصة مؤكدة للتسجيل عن طريق دي ناتالي فقد أضاع كرة هائلة داخل منطقة إسبانيا وصلته على مرتين لكنه فشل في ترجمتها داخل الشباك.
وبدأ المدرب ديل بوسكي يتلاعب بخصمه بإجراء عدد من التغييرات بسحب دافيد سيلفا والدفع ببيدرو رودريجيز للتركيز على الهجمات المرتدة وتبع هذا التغيير سحب سيسك فابريجاس والزج بمهاجم تشيلسي "فرناندو توريس" في الدقيقة 75.
ونتج عن التغييرات الحمراء هدف ثالث حمل توقيع فرناندو توريس في الدقيقة 84 بعد تلقيه تمريرة ممتازة من تشافي هيرنانديز في العمق الدفاعي ليضع الكرة بباطن القدم على أقصى يسار بوفون ليؤمن للماتدور لقب البطولة.
وواصل النينيو توريس تألقه الكبير بصناعة الهدف الرابع في الدقيقة 89 بوضعه كرة أرضية داخل المنطقة للبديل الثالث (خوان ماتا) زميله في تشيلسي ليحول الكرة داخل الشباك لتحقق إسبانيا أعلى وأكبر فوز في تاريخ نهائي كأس أمم أوروبا. "GOAL"
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
.