jo24_banner
jo24_banner

مبادرات سد الذرائع و ذر الرماد في العيون

مبادرات سد الذرائع و ذر الرماد في العيون
جو 24 :

كتب د. محمد ابو صالح - يقولون في علم السياسة ( إذا لم تستطع الانتصار حاول أن تلعب دور المنتصر ) لقد فشلت الحكومة و أجهزتها الأمنية في إدارة الأزمة في معان و ذلك من خلال الإصرار على الحل الأمني خلال( 90 )يوماً حتى الآن و لم تنجح الحملة الأمنية إلا في زيادة عدد المطلوبين و قتل الأبرياء و الإضرار بالممتلكات العامة و الخاصة و استمرار عجز الأجهزة الأمنية عن أداء دورها مما أدى إلى تراجع حدة خطاب مسؤولي الحكومة و التخلي عن التهم التي كانت تكال لمعان المتمردة و مقاتليها من داعش و النصرة ( كما قالوا ) و بدأ الحديث عن مبادرات للحل أخذت شكل لجان وزارية و برلمانية و ذلك محاولة لإخفاء هذا الفشل و تصوير الحكومة على أنها عقلانية و تبحث عن حلول جادة بعيداً عن الحلول الأمنية و أن أبوابها مفتوحة.
إنّ اللقاء الوزاري و الذي ضم عدداً من الوزراء بالإضافة إلى جمع من أبناء و وجهاء و شيوخ معان قبل يومين في عمّان و الذي قاطعناه لأسباب منطقية مؤمنين بأن هذه الجهود تصب في سياق تسطيح القضية و إضاعة الوقت و الالتفاف على الحلول الصحيحة و المطلوبة لصالح حلول مجتزأة و لا تغلق ملف معان نهائياً فهذه الدعوة كان يجب أن تكون في معان و من خلال إعلان رسمي و ذلك حتى تكون نتائجها ملزمةً للحكومة و ليس من خلال لقاء بروتوكولي على أن هناك قنوات للحوار تُفتح مع أبناء المدينة ، فمعان مجتمعٌ يضم عدداً من التيارات السياسية و الشعبية تختلف اختلافاً طبيعياً في فهمها و نظرتها إلى ما يجري من أحداث بين تيارات لا ترى إلاّ من خلال عيون الدولة و أجهزتها و ذلك نظراً لترابط المصالح و بين معارضةٍ ترى على اختلاف أطيافها مشكلةً أكثر عمقاً و شمولاً من ادعاءات الحكومة و المحسوبين عليها و بين أطياف أخرى تسعى للمقاربة بين الرأيين و ذلك محاولةً للوصول إلى حلولٍ ترضي جميع الأطراف ، و عليه فإن لقاءاً يجمع هؤلاء جميعاً في ساعتين قبل مأدبة إفطار يحضره أكثر من خمسين شخصاً تكون حصة الفرد بتوضيح وجهة نظره لا تتجاوز( 5 )دقائق لن يؤدي إلى نقاش موضوعي عميق حول الأزمة و تداعياتها و الحلول المقترحة و إنما سيكرس كما حصل عمق الخلافات و تسطيح القضية دون أن تكون هناك رؤية واضحة المعالم بسبب ضيق الوقت و بروز هذه الخلافات و هذا ما تسعى إليه حكومة النسور كما هو نهجها في إثارة الخلافات و تسويقها و تعليق الفشل على الطرف الآخر .
كان من الأولى إذا كانت الحكومة جادة أن تعلن نيتها الصريحة و عزمها على إيجاد الحلول و الالتقاء مع أبناء معان في لقاءات مصغرة للاستماع إلى وجهات نظرهم و حججهم و الدخول في نقاش موضوعي ينتهي بحلول موضوعية و تبيان مسؤولية جميع الأطراف و ما هو مطلوب منهم و من ثم زيارة معان للإعلان عن خطة واضحة تعالج المسألة من جذورها و بمختلف جوانبها الأمنية و السياسية و التنموية و الاجتماعية .
إن اللجنة البرلمانية و التي تنوي أن تنتهج نفس الأسلوب مرحب بها إذا عدلت عن  نهجها و عملت وفق آلية صريحة و واضحة لإيجاد الحلول و كان يجب أن تبدأ من معان بلقاء مختلف الأطياف و أصحاب القضايا المباشرة و الاستماع إلى وجهات نظرهم كلجنة لتقصي الحقائق و من ثم الانتقال إلى الوزراء و مدراء الأجهزة الأمنية لسماع ردهم على رؤية أبناء معان و رواياتهم و من ثم الخروج بتصور عقلاني و موضوعي لما يحدث و ليس دعوة تضم خمسة و سبعين شخصاً في ساعتين و في عمّان و البدء بالحكومة و مدراء الأجهزة الأمنية كما حصل ، إن الشريحة الكبرى من أبناء معان و في ظل خيبة الأمل من اللقاء الوزاري قرروا مقاطعة هذا اللقاء و عدم التعاطي معه بجدية لأن الإبل لا تورد هكذا و لن تكون هذه اللقاءات إلا لسد الذرائع و ذر الرماد في العيون.

*رئيس لجنة متابعة قضايا معان د. محمد محمود أبو صالح

تابعو الأردن 24 على google news