إيران: مناورات عسكرية استعداداً لأي هجوم غربي
يبدأ الحرس الثوري الإيراني اليوم مناورات عسكرية تستغرق ثلاثة أيام، تتضمن إطلاق صواريخ في الصحراء الإيرانية، وذلك في إطار الاستعدادات لأي هجوم من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، بحسب ما أعلنت قيادته.
وأفاد الجنرال أمير علي حجي زاده، وهو المكلف بأنظمة الصواريخ في الوحدة الجو - فضائية في الحرس الثوري، أن «صواريخ أرض- أرض طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى ستطلق من مناطق مختلفة في إيران على مجسمات لقواعد جوية مشابهة لتلك التي تستخدمها قوى عسكرية خارج المنطقة».
وأوضح أن «الهدف من هذه المناورات توجيه رسالة إلى الأمم المتهورة تفيد بان قوات الحرس الثوري مستعدة لمواجهة من يريدون ترهيبنا والرد بشكل حاسم على أي مشكلة يمكن ان يتسببوا بها».
وبحسب حجي زاده فان هذه المناورات، التي أطلق عليها اسم «الرسول الأعظم -7»، ستتيح «اختبار دقة الأنظمة ورؤوس الصواريخ» عبر توجيه ضربات إلى معسكرات وهمية في صحراء كفير، وسط إيران.
وذكر أن نوعين من الصواريخ البالستية سيستخدمان في هذه المناورات، صاروخ «قيام»، الذي يصل مداه الى نحو 500 كلم، وصاروخ «خليج فارس» المضاد للسفن والذي يصل مداه الى 300 كلم.
من جهة أخرى دخلت أمس، العقوبات الأوروبية على إيران حيّز التنفيذ، وذلك بعد أيام على بدء تطبيق العقوبات الأميركية، في وقت أبدت طهران استعدادها لمواجهة حظر استيراد نفطها، متسلحة بمخصصات من الاحتياط الأجنبي تبلغ 150 مليار دولار، بحسب ما أعلن رئيس البنك المركزي محمود بهنمي.
وكان الاتحاد الأوروبي منع في كانون الثاني الماضي إبرام تعاقدات جديدة لاستيراد النفط الإيراني، لكنه سمح باستمرار التعاقدات القائمة حتى الأول من تموز الحالي، بما يشمل نقل الخام الإيراني أو تأمين السفن التي تنقله. وقبل ثلاثة أيام، بدأ تطبيق عقوبات أميركية أخرى أبرزها حظر التعاملات المصرفية، لكنها استثنت المستوردين العشرين الكبار للنفط الإيراني من أي إجراءات ضدهم عن تعاملهم في الخام الإيراني في الوقت الراهن.
وفي هذه الأثناء، أشاد البيت الأبيض بخطوة الاتحاد الأوروبي «التي تمثل التزاماً جوهرياً إضافياً»، قائلاً في بيان إن أمام طهران فرصة في المحادثات التي تجري هذا الأسبوع في اسطنبول على مستوى الخبراء»، بحسب المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني.
وفيما تحدث المتابعون عن وجود مؤشرات عن تأثير الحظر على إيران بعد انخفاض الصادرات بنسبة 40 في المئة وارتفاع موجة السخط الشعبي، ونوه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بـ«العزم الواضح على تكثيف الضغط الدبلوماسي السلمي»، خرج المسؤولون الإيرانيون للتقليل من تبعات هذا الحظر، مؤكدين أن العقوبات لن يكون لها «أي تأثير» على اقتصادها أو على قرارها بشأن برنامجها النووي.
ويؤكد المسؤولون الإيرانيون أن الصادرات مستقرة بنحو 2.1 مليون برميل يوميا وأن إنتاج إيران ارتفع إلى 3.75 مليون برميل في اليوم.
وطمأن مدير البنك المركزي محمود بهنمي إلى أن إيران تمتلك 150 مليار دولار كاحتياطي أجنبي و«هو رقم جيد مقابل ما فرض عليها من عقوبات دولية».
من جهته، قال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي إن الحكومة «وضعت كل الخيارات المتاحة لمواجهة العقوبات ونحن على أتم استعداد للتعامل معها»، منوهاً بأن «النفط الإيراني لا يزال يباع في الأسواق الدولية، وأن مستورديه سيكونون اكبر الخاسرين إذا تسبب الحظر في زيادة الأسعار».
أما المدير العام لشركة النفط الوطنية الإيرانية أحمد قلعه فأشار إلى أن حجم واردات النفط من قبل الدول الأوروبية قد بلغ المقدار الذي يمكن بسهولة إيجاد بديل جديد عنه، كاشفاً عن وجود مستوردين للنفط المصدر إلى أوروبا في الشهر المقبل.
وبالتزامن أعلنت الهند وكوريا الجنوبية واليابان نيتها خفض وارداتها ما بين 10 إلى 20 في المئة، بعد أن كانت تفوق 800 ألف برميل يوميا في 2011. في المقابل، أكدت الصين، وهي اكبر زبائن إيران، أنها لن تخضع للضغوط الأميركية، من دون أن تستفيد من الحسومات الكبيرة التي وافقت عليها طهران لشراء مزيد من النفط الإيراني.
ويرى الخبراء أنه ليس هناك أساس لتوقع وضع كارثي وأن العقوبات قد تكون مرهقة لكنها بالتأكيد ليست مميتة، مع العلم أنه لا يمكن التكهن بطبيعة رد الفعل بشكل نهائي.
وفي السياق، أضاءت صحيفة «واشنطن بوست» على الانقسام الكبير الحاصل في صفوف المسؤولين والخبراء الأميركيين حول فعالية هذه العقوبات وقدرتها على إلزام إيران على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات المقبلة. أما مستشار الأمن القومي في عهد جورج بوش الابن إليوت أبرامز فاعتبر في «مجلس العلاقات الخارجية» أن «إيران تبدو على أتم الاستعداد لقبول الحرمان الاقتصادي بدل ان تتراجع عن حقها في تخصيب اليورانيوم».
بدوره، لفت الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» باتريك كلاوسون إلى أن إيران ترى نفسها في موقف قوي مع الغرب ومن ثم فهي تؤمن أنه «ليس لديها أسباب قوية للتحلي بالصراحة في المفاوضات النووية.. في ظلّ انشغال اوروبا بالأزمة المالية المستمرة وأميركا بالحملة الانتخابية وحروبها الطويلة»، وفي ظلّ يقين إيراني بأن الخيار العسكري بعيد تماماً». وكالات